الإمارات وروسيا.. علاقة تاريخية

03:08 صباحا
قراءة دقيقتين

سلطان حميد الجسمي

الزيارة التاريخية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى دولة الإمارات تمثل محطة تاريخية ونقلة نوعية في شتى مجالات التعاون بين البلدين.
منذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة وانضمامها إلى عضوية الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، أقامت علاقات دبلوماسية وسياسية مع دول العالم، وأبرزت في خريطة العالم دورها في التعاون في شتى المجالات مع الدول الشقيقة والصديقة، وارتكزت على مبادئ التسامح والانفتاح والتعايش السلمي.
ورغم التحديات الإقليمية إلا أنها حافظت على العلاقات المتزنة مع دول العالم، وتسعى إلى تأسيس شراكات من شأنها دفع حركة النمو في شتى المجالات في دولة الإمارات والتي تصب في مصلحة الوطن والمواطن.
ومن هنا تأتي الزيارة التاريخية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى دولة الإمارات والتي تمثل محطة تاريخية ونقلة نوعية في شتى مجالات التعاون بين البلدين، ومنها مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والصناعي والإنساني وغيرها، وهذه العلاقات أكملت أكثر من نصف قرن، وتأتي هذه الزيارة لتؤكد نجاح القيادة الرشيدة لدولة الإمارات في بناء العلاقات الاستراتيجية مع مختلف دول العالم.
وبعد الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في يونيو(حزيران) من العام الماضي إلى روسيا والتي من خلالها أطلق سموه الاستراتيجية المشتركة بين الإمارات وروسيا تم فتح آفاق تعاون جديدة بين البلدين الصديقين في شتى المجالات، وبفضل هذه الشراكة تم تعزيز علاقة التعاون والصداقة بين البلدين من خلال العمل المشترك الذي استند على أسس متينة من التفاهم تخدم مصالح البلدين.
يتفق العالم اليوم بأن روسيا دولة عظمى مؤثرة في الساحة، وتلعب دوراً محورياً في الشرق الأوسط والخليج العربي، وأيضا لها موقف مؤثر في سوريا، وهي تسعى إلى أن تكون حليفا استراتيجيا للعرب ولدول الخليج.
قال الرئيس الروسي بوتين: «إذا اعتقد شخص ما أن أفعالا مثل احتجاز ناقلات النفط والهجمات على المنشآت النفطية ستؤثر بطريقة أو بأخرى في تعاون روسيا مع أصدقائنا العرب بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أو تضر بالتعاون مع منظمة أوبك فهو مخطئ».
وتعد العلاقات الروسية -الإماراتية اليوم من أنجح العلاقات في شتى المجالات، واليوم تسعى الاستراتيجية الإماراتية الروسية إلى جذب الاستثمار الروسي إلى دولة الإمارات، واليوم تعتبر دولة الإمارات المكان الأنسب والمفضل لدى رجال الأعمال الروس والاستثمار الروسي، لما تشهده دولة الإمارات من استقرار أمني واقتصادي في الشرق الأوسط.
وكانت مشاركة ابن الإمارات هزاع المنصوري مؤخراً في ارتياد الفضاء في رحلة مشتركة إلى المحطة الفضائية الدولية، ثمرة للتعاون العلمي والفضائي بين الإمارات وروسيا.
تتخذ كثير من الشركات الروسية دولة الإمارات وبالأخص في دبي وأبوظبي مقراً إقليميا لها بسبب كثير من العوامل الجاذبة التي جعلت دولة الإمارات بيئة خصبة للأعمال والاستثمار واستقطاب رجال الأعمال والشركات العالمية، والتي ذكرتُ إحداها وهي الاستقرار الأمني والاقتصادي.
ويأتي الموقع الجغرافي لدولة الإمارات من العوامل الأخرى التي تربط الشرق بالغرب، وغيرها من العوامل الثقافية والاجتماعية التي تتيح للمستثمرين الروس اتخاذ دولة الإمارات مكاناً للاستقرار والاستثمار.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"