غصّة في الفرحة

كلمات
06:01 صباحا
قراءة دقيقتين

يوم الأربعاء الماضي انطلقت فرحة اليوم الوطني في جميع أنحاء الإمارات بفعاليات تنافسية في حب الوطن، في المؤسسات والوزارات والدوائر الحكومية والقطاع الخاص، فرحة عارمة غمرت القلوب، قلوب الإماراتيين والمقيمين.

غير أن بعضهم أصر على أن يحول هذه الفرحة إلى غصة بلغ عددها 7557 مخالفة في دبي فقط، وهذا ما لا يمكن تصوره، بسبب المسيرات العشوائية التي تسببت في فوضى مرورية وعبث وإزعاج.

برغم التحذيرات، وبرغم الإشراف التام على هذه الاحتفالات، لم يتوانَ بعض من تسول له نفسه الفوضوية عن قلب الأفراح إلى أحزان، ومضايقة السكان، وشملت المخالفات الكثير من التصرفات غير المقبولة وغير العقلانية، والتي تسبب سحب سيارات من سائقيها.

من المخالفات الإزعاج واستخدام أصوات قوية في المركبات تعادل من 10 - 20 ضعف الصوت العادي، الأمر الذي سبب توتراً للقاطنين في مناطق الإزعاج، كما تسبب بعضهم بالفوضى والهمجية مثل رش الأصباغ على السيارات والمارة واعتلاء الأرصفة، ووصلت بعض هذه التصرفات المسيئة إلى رش أجهزة الرادار بالمواد الصابغة لحجب الرؤية.

إن كانت شرطة دبي فقط سجلت 7557 مخالفة فكم سجلت مدن الدولة الأخرى؟

أكثر ما يدمي القلب ويصيبه بالحزن والحسرة هم فئة الشباب الفوضوي اللا مبالي، ويتساوى في هذا شباب وفتيات، حيث يحوّلون المناسبات الجميلة إلى مآسٍ ويقلبون الأفراح إلى أتراح.

متى سيرقى بعض شبابنا بفكره؟ متى سيصبح بعض شبابنا حضارياً في سلوكياته وممارساته في التعبير عن مشاعره؟ متى سيبدأ بتحمل المسؤولية ليكون بحجم بلده؟

دولة الإمارات لا تقبل هذا النوع من الاحتفال بها وترفضه رفضاً باتاً، والمطلوب محاسبة المواطن قبل غيره على هذه التجاوزات. وإن كانت الاحتفالات ستأخذ هذا المنحى فالأفضل أن تبقى الأمور كما هي عليه، ويجلس كل في بيته، ويبقى حب الإمارات في قلوبنا فرحاً لا تكدره غصة واحدة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"