مشهد وشاهد

كلمات
05:36 صباحا
قراءة دقيقتين

مشهد 1: يوم الجمعة التاسع عشر من مارس/آذار ظهرت في الخليج في الصفحة الأخيرة، صورة لسيدة فلسطينية، حرة من النساء الأحرار تسير في أحد حقول قرية عبسان، تعانق قدماها الأزهار الصفر المتجهة صوبها لاستقبالها، وهي تحمل بيدها علم فلسطين يرفرف ووراءها غيوم بيض كالثلج وسماء زرقاء.

الشاهد: فلسطين أرض وسماء وعزة وكرامة وإباء وحرية . فلسطين أرض وعرض وشرف وإصرار وصمود وتحدّ وإرادة . فلسطين ليمون وبرتقال وزعتر وزيت وزيتون . فلسطين الأقصى وقبة الصخرة وكنيسة القيامة . فلسطين صفد شمالاً وإيلات جنوباً ورفح غرباً، وأقدم مدينة على وجه الأرض أريحا شرقاً . فلسطين أرض الرسالات ومهد الحضارات الإنسانية، وقبلة المسلمين الأولى . فلسطين هذه، عشرون حضارة منذ الألف الثامن قبل الميلاد وحتى الآن . الشواهد التاريخية تتكلم عن أحقية الفلسطينيين لفلسطين، فلا تفاوضوا ضد شهادة التاريخ . التاريخ مشهد وشاهد .

مشهد 2: صورة بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، يسير على أنقاض العنجهية الصهيونية، يتنفس رائحة دم الأطفال الفلسطينيين الساخن الممزوج برائحة الدخان، وصراخ الأمهات، وسقوط الشيوخ والنساء، ليكتشف باستحياء حجم المعاناة في القطاع، لكنه يتفهم قلق إسرائيل من حماس .

الشاهد: الأمين العام للأمم المتحدة، لا حاجة إلى ذر الرماد في العيون بانتقادك للحصار والأوضاع المتدهورة في الأرض المحتلة . قلقك على إسرائيل لا غبار عليه، فلا أنت أول أمين عام ولا آخر أمين عام، يأتي ويذهب ونحن كما نحن من السيّئ للأسوأ، ونحن الأعلم أننا نعيش معاناة إنسانية مقبولة أو غير مقبولة، ولا حق لنا أن نطالب بأن يكون الأمين أميناً .

مشهد 3: كاريكاتير مكتوب لا مرسوم . دعت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان، في بيان، إلى ملاحقة قضائية ضد المسؤولين عن إطلاق صاروخ من غزة على مستعمرة صهيونية، في وقت كان جنود الاحتلال يقتلون أربعة فلسطينيين في الضفة، لم تسمع بهم المنظمة، لأنها لا تسمع ولا ترى إلا ما تريد .

الشاهد: هذا المشهد شاهد على وقاحة المنظمات العالمية وتواطؤها مع الترسانة الصهيونية، هذه الدعوة من منظمة حملت في اسمها حقوق الإنسان، إنها دعوة علنية لتجريد الإنسان الفلسطيني من إنسانيته . هذه الدعوة تفند حقيقة الرسالة الوهمية للمنظمة العالمية لحقوق الإنسان التي ذكرت في موقعها أنها تعطي المُعرضين للقمع فرصة للكشف عن الانتهاكات وتحميل القائمين بالقمع مسؤولية جرائمهم . وتفرض ضغوطاً متزايدة من أجل التحرك لمنع انتهاكات حقوق الإنسان من أجل توفير المزيد من العدالة والأمن لجميع الأفراد حول العالم .

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"