«المنز».. مهد الطفل وأرجوحته

01:42 صباحا
قراءة دقيقتين

«المنز» مهد إماراتي قديم لهدهدة الطفل وتنويمه، كما كان يسمى «الشاطوحة». ويعد المنز قبل قدوم الطفل إلى الدنيا، ويصنع من الخشب.
ووفق د. راشد محمد عبيد رشود، باحث في تاريخ وتراث الإمارات، فالمنز من الأدوات التي تجهز ضمن حاجات الأم الأساسية التي تستقبل طفلاً جديداً، وكان الغالب هو صناعة هذا المهد المحلي من جريد النخل وأعواده وحتى الحبال المشتقة من النخيل نسبة لتوافرها جميعاً ضمن مواد البيئة المحلية وكلفتها المتواضعة وسهولة إعدادها.
ويعلق المنز إما في سقف الغرفة أو على أفرع الشجر بواسطة الحبال أو يثبت بقطع خشبية، أو في أعواد خاصة «شعبات» تنصب خصيصاً له، فتشد جوانب السرير المعلق بواسطة حبال متينة بغرض المحافظة على سلامة الطفل المتأرجح في الهواء، كما يعلق المنز في بيت الشعر أو البيت التقليدي الذي كان يبنى من الطين أو من سعف النخل.
وكان المنز يغطى بقماش شفاف خفيف الوزن من أجل حماية الطفل من لسعات البعوض والحشرات الأخرى.
ومن أهم أجزاء المنز، ذلك الحبل الذي يتجاوز المتر ويستخدمه الوالدان لأرجحة طفلهما الباكي أثناء انشغالهما بالجلوس مع الأهل أو أداء عمل آخر.
كان الأطفال قديماً، حسب رشود، يتسابقون إلى إسكات أشقائهم الأصغر نوعاً من الإسهام الأسري الفعال الذي يدل على إيجابية الطفل الذي يتولى عملية الهزهزة بلطف حسب طلب الأم المشفقة على وليدها من أذى إخوانه وشقاوتهم.
وربما تضع الأم طبقة من الرمل تحت فراش مولودها داخل المنز من أجل امتصاص البلل الذي يحدثه. وكانت الأمهات يضعن الرمل تحت الطفل الرضيع كوسيلة لامتصاص البلل.
وفي عصرنا هذا استعيض بالمنز بأسرّة حديثة تختلف أشكالها وأسعارها باختلاف خاماتها، واستبدل بالرمل خامات حديثة تضمن سلامة الطفل وراحته.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"