إنجي القاضي: الأخبار تأخذني من أسرتي وأصدقائي

مذيعة نشرة تعشق العمل الميداني
01:28 صباحا
قراءة 6 دقائق
حوار: مها عادل
"تعددت الخبرات والشخص واحد"، مقولة وجدتها تنطبق كثيراً على المذيعة الشابة بقناة "الحدث الإخبارية" إنجي القاضي التي تغلب عليها مظاهر الرقة والبساطة والهدوء، ولكن من يعرفها عن قرب يجدها شعلة من الحماس والنشاط والتفاني في العمل، فهي لا تمل الحديث عن عملها بشغف منقطع النظير، ومتعتها الأساسية في الحياة هي الحصول على الخبر وتفاصيله مهما تكبدت من معاناة . تعددت خبرات إنجي القاضي في مجال الإعلام، فقد تنقلت ما بين العمل بالصحافة المكتوبة بمؤسسة الأهرام، إلى العمل مراسلة ميدانية لعدة قنوات فضائية معروفة أحدثها "العربية" وشقيقتها الصغرى "الحدث"، حيث تقدم نشرة إخبار يومية . عن هذه الخبرات المتنوعة وتجربتها الحالية، دار الحوار مع إنجي القاضي .
* كيف كانت بداياتك في العمل الإعلامي؟ وهل لعبت دراستك الأكاديمية دوراً في حياتك العملية؟
- العمل في الصحافة كان مصادفة، إذ تعلمت في مدرسة راهبات فرنسية ثم تخرجت في كلية الأداب قسم فرنسي، كانت المدرسة للبنات فقط والكلية كان عدد الدفعة بها قليلاً جداً . وأكسبني هذا المجتمع المحدود شخصية خجولة جداً لا تجيد التعامل مطلقاً مع الناس، بعد تخرجي تقدمت للعمل في جريدة "الأهرام" (إبدو) وهي الإصدار الفرنسي الأسبوعي لمؤسسة "الاهرام" وكنت أرغب في البداية في أن أعمل في قسم الترجمة، لكن بنظرة سريعة على المكان ورؤية الصحفيين وحماسهم داخل المكان، طلبت التدريب على الصحافة، ومن هنا بدأت حياتي في الإعلام وبدأت معها شخصيتي في التبلور والتطور والانفتاح على عالم واسع مملوء بالناس والأحداث، فبالفعل غيّرت الصحافة المكتوبة حياتي .
ونظراً لأن الصحيفة كانت ناطقة بالفرنسية، مهدت دراستي للغة الفرنسية الطريق وفتحت لي الباب للالتحاق بصحيفة تتمتع بمساحة حرية أكبر من الصحف الأخرى في مصر .
وبدأ احتكاكي بالعمل التلفزيوني مع أحداث 11 سبتمبر، إذ عملت على إنتاج عدد من الأفلام الوثائقية مع عدد من المحطات الفرنسية، ثم عملت في مجال التغطية الإخبارية في كبرى شركات الإنتاج في مصر - "فيديو كايرو" ثم التحقت بعدها بالعمل مراسلة لقناة دبي الفضائية من القاهرة .
بدأت أعمل مع قناة العربية من القاهرة من خلال التعاون في إنتاج أفلام وثائقية وأقربها إلى قلبي والذي أعده أهم عمل في حياتي هو الوثائقي "أيام السيد العربي" هذا الوثائقي أتاح لي فرصة لقاء مع أهم شخصيات شاركت في صنع تاريخ مصر من ضباط أحرار لقادة في الجيش مثل الفريق سعد الدين الشاذلي . كان هذا باب دخولي إلى مقر قناة العربية والالتحاق بها في عام ،2006 وأصبحت الآن مذيعة أخبار بقناة "الحدث" التابعة لها .
* إذا كان ما بين الصحافة المكتوبة والتلفزيونية اختلاف كبير، فهل خلفية عملك بالأولى ساعدتك في عملك التلفزيوني؟
- بالتاكيد أفادتني كثيراً في فهم وصياغة الخبر وكيفية تناولة وفتحت لي الباب للتعرف أكثر إلى مصادر ومسؤولين في جميع المجالات، وأعتقد أن الكثير ممن نجحوا في العمل التلفزيوني من سبق لهم العمل في الصحافة المكتوبة .
وعملي بقناة "العربية" أضاف إلى خبرتي الكثير بحكم العمل في المقر الرئيسي لها في دبي، فأنا أقوم بمهام متعددة من تصوير لمونتاج لغرافيكس، فالعمل في غرفة أخبار القناة أشبه ما يكون بالعمل في خلية نحل لا تهدأ ولا تنام .
* ما الذي يجب أن يميز مذيع الأخبار؟ وكيف يمكن ألا يتأثر إنسانياً بما يقرأ من أخبار مملوءة بالحوادث والمآسي والحروب؟
- عملت كثيراً مراسلة ميدانية وشاركت في نقل وتغطية أهم الأحداث على الأرض وأكسبني هذا بالطبع القدرة على التحمل والتعاطي مع الأخبار فور حدوثها ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة عن قرب، وأعدّني خير إعداد لأكون مذيعة أخبار في الاستديو، بما يتطلبه هذا الدور من تحكم في الانفعالات وضبط النفس مهما كانت الأخبار تمس مشاعرك أو عن وطنك أو منطقتك، وباشرت عملي في تقديم نشرة الأخبار منذ ما يقرب من عام .
* عملت أمام الكاميرا مراسلة في مواقع الأحداث ومذيعة في الاستوديو، أي الموقعين تجدين فيه نفسك أكثر؟
- العمل الميداني في الصحافة المكتوبة أو المرئية هو الأقرب إلى قلبي وأعشقه، ومازلت دائماً أحاول أن اكون في التغطيات على قدر الإمكان، وهذا ما حرصت عليه منذ بداياتي، ولكن بالطبع السنوات الأخيرة كانت مملوءة بالأحداث المتلاحقة من ثورات لانتخابات واستفتاءات واشتباكات، كانت الأحداث لا تتوقف وكنت دائماً موجودة في معظم الأحداث والتغطيات، من يعمل في الصحافة في فترة كهذه بالتأكيد يستفيد كثيراً وتصقل موهبته وخبراته .
* هل تعرضت لمواقف أمام الكاميرا أو خلفها ولا تستطيعين نسيانها لطرافتها أو لأهميتها؟
- العمل الميداني مراسلة له ضريبته، وتعرضت أثناء عملي في الشارع لكثير من المخاطر والتحديات، بل تعرضت أكثر من مرة لمحاولات اعتداء جسدي، وأنقذتني منها العناية الإلهية وحسن التصرف بحكمة في مثل هذه المواقف .
وأذكر أنني تعرضت للضرب من قبل بعض أنصار جماعة الإخوان المسلمين في مصر أثناء تغطيتي للتظاهرات أمام مقرها، ولمحاولة اعتداء أخرى من بلطجية في ميدان التحرير، ومن أنصار الرئيس الأسبق حسني مبارك في مسقط رأسه في المنوفية .
ولن أنسى في عام 2002 أنني كنت أصور فيلماً وثائقياً مع قناة فرنسية عن محمد عطا الذي شارك في تفجير برجي التجارة في أحداث 11 سبتمبر، ذهبنا إلى محافظة كفر الشيخ في دلتا مصر مسقط رأسه للتصوير، وإذا بقوات الأمن تحتجزنا، وكان يوماً صعباً لن أنساه أبداً، لما شعرت به من قلق وخوف لأنه كان أول احتكاك لي بالأمن، ولكن أطلق سراحنا بعد التأكد من شخصياتنا .
* المراسل التليفزيوني يتعرض لكثير من المخاطر في العمل الميداني، كيف يستطيع أن يحمي نفسه خاصة إذا كان فتاة مثلك؟
- معظم المراسلين عادة من الذكور ونادراً ما تجد بينهم فتاة، ولكن أحب أن اؤكد أهمية أن تحرص المؤسسة الإعلامية على سلامة مراسليها قبل حرصها على تغطية الحدث، ولهذا فإن قناة "العربية" تحمي موظفيها وتعمل ما بوسعها لحمايتهم في أي أحداث، ودائماً سلامتنا هي الأهم بالنسبة للإدارة، ورغم أنني بالفعل تعرضت لمضايقات كثيرة كوني فتاة، أتخذ من الجدية والحزم في طريقتي في التعامل سلاحاً أثناء العمل الميداني خصوصاً مع انتشار التحرش والذي استخدمته كثيراً من مجموعات خارجة عن القانون لترويع مراسلات أو حتى سيدات وفتيات بشكل عام، ودائماً نحن فريق عمل، زميلي المصور أو مسجل الصوت أو السائق يحاولون حمايتي في الشارع .
* العمل الإعلامي وتحديداً في مجال الأخبار يمتد على مدى ال 24 ساعة، كيف تتأثر حياة الإعلامي الشخصية وهو يحمل مهنته معه إلى البيت، أم أنك لست من هذا النوع من الإعلاميين؟
- من يعمل في مجال الأخبار يصبح لديه فضول ونهم شديدان للحصول على المعلومة والخبر في حينه قد يصلان لدرجة الإدمان . وللأسف أنا من هذا النوع الذي يتابع الأخبار بشكل هيستيري، وأثرت في حياتي الاجتماعية . والمساحة الزمنية التي أستطيع أن أخصصها لأصدقائي ومعارفي . أصدقائي يشكون مني، فأنا لا أترك الهاتف البتة، ومحادثاتي الهاتفية قد تمتد لساعات لأحصل على معلومة ربما لن أستطيع نشرها ولكن فضولي دائماً يدفعني لمعرفة تفاصيل الخبر .
* ماذا عن هواياتك بعيداً عن الشاشة؟ وما أهمية دور الأسرة في حياتك؟
- أحب القراءة ومشاهدة الأفلام الوثائقية، السينما، والدي توفي حين كان عمري 8 سنوات، أما والدتي فتوفيت منذ عشر سنوات لدي أخ وأخت وهما بالتأكيد أهم من في حياتي، ولدي أصدقاء كثر، ودائماً أحب أن يكون لي أصدقاء من كل الاتجاهات والأعمار وأشعر أنني محظوظة بهذا العدد من الأصدقاء في حياتي .
* من مثلك الأعلى؟
- هناك أشخاص كثر قابلتهم في حياتي وأثروا فيّ، من بينهم الراحل أحمد نبيل الهلالي (محامي الفقراء) أو كما كان يطلق عليه قديس اليسار، وتأثرت بشخصيته عندما علمت بانتمائه لطبقة الأثرياء والباشوات كما كان يطلق عليهم في الماضي، ورغم ذلك أفنى عمره دفاعاً عن حقوق الفقراء في العيش الكريم .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"