البثور.. وقاية سهلة ومضاعفات خطيرة

23:52 مساء
قراءة 6 دقائق
يوجد الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور البثور والحبوب والدمامل لدى الكثير من الأشخاص، وهذه البثور لا تقتصر على أماكن معينة من الجسم، فيمكن أن تظهر في الوجه والرقبة والقدم وبين ثنايا الجلد، وفي بعض الحالات تظهر بشكل متكرر وفي حالات أخرى تظهر نتيجة التحولات الهرمونية في الجسم وخاصة في مرحلة المراهقة، أو نتيجة الإصابة ببعض الأمراض فتكون من أعراض هذه الأمراض، والبثور بصفة عامة تعتبر من الظواهر المنتشرة التي تحتاج إلى عناية خاصة من أجل التخلص منها دون ترك آثار على البشرة، وخاصة إذا كانت في أماكن ظاهرة ولدى النساء اللاتي يفضلن الظهور بأجمل مظهر.
البثور عمومًا ليست مرضًا خطرًا ولكنها تعبـّر عن خلل ما، أصاب الجسم سواءً كان في نسيج الجلد أو في أي جهاز حيوي من الجسم، ويمكن أن يؤدي الإهمال في معالجة هذه البثور أو الدمامل إلى حدوث مضاعفات، مثل تطورها وتحول بعضها إلى التقيحات والصديد، ومع إهمال تطهيرها ومعالجتها يمكن أن تصل هذه الملوثات من الصديد إلى مجرى الدم مسببة حالة من تلوث الدم، وما يتبع ذلك من مخاطر كبيرة على صحة الشخص، وفي هذا الموضوع سوف نتناول الأسباب المختلفة التي تؤدي إلى ظهور البثور والحبوب والدمامل في أجزاء الجسم المختلفة، ونقدم العديد من النصائح للوقاية من هذه الظاهرة المزعجة لكل الفئات العمرية من المراهقين إلى الشباب والرجال والنساء.
الصيف والتعرق
يصاب الكثير من الأشخاص بمشكلة انتشار البثور والحبوب في أجزاء مختلفة من الجسم، وتؤدي إلى إصابتهم بالخوف والتوتر والانزعاج وبعض الألم والمضايقات، ويمكن أن تظهر هذه الحبوب فترة قصيرة من الوقت يصل إلى شهر ثم تختفي، وفي بعض الحالات تستمر لفترات طويلة تمتد لعدة سنوات وتتطلب التعامل معها طبيًا وتفسير أسباب ظهورها، وهذه البثور والدمامل تهاجم كل الفئات العمرية بما فيهم الأطفال، وتتزايد بشكل ملحوظ وشائعة في أيام الصيف، نتيجة ارتفاع درجات حرارة الجو وزيادة التعرق طوال اليوم، وتستغل بعض أنواع من البكتيريا والجراثيم هذه البيئة المناسبة لمهاجمة البشرة والجلد وحدوث هذه الدمامل، وبعض الأشخاص يتناولون الأدوية والمضادات التي يقررها الأطباء دون فائدة، لأن هذه الحبوب لا تزول وتستمر معهم لفترات مزمنة، والخطورة في هذه البثور أن البكتيريا المسببة لها يمكن أن تصل إلى مجرى الدم، ومن ثم تنتشر في كل أنحاء الجسم وتنقل العدوى إلى مساحات واسعة من الجسم مسببة حالة تسمم الدم، ثم تتفاقم الحالة إلى التهاب نخاع العظام، وإصابة الغشاء الذي يبطن عضلة القلب بالتهابات، وتظهر بعض أعراض هذا التسمم ومنها ارتفاع معدل ضربات القلب، والتنفس السريع وارتفاع حرارة الجسم، ثم انخفاض شديد في الدورة الدموية يسبب الوفاة، وهذا السيناريو يحدث في حدود قليلة، في حالة الإهمال الشديد في علاج هذه البثور وتفشيها في الجسم بشكل كبير، ونشاهد هذه الحالات لدى الأشخاص المتسولين أو الذين يعانون من أمراض نفسية تفقدهم الاهتمام بأنفسهم، أو في حالة الأمراض الخطيرة وضعف المناعة الحاد.
رأس بيضاء
تعتبر البثور نوعاً من التهابات الجلد التي تظهر في صورة دمامل أو عقد حمراء أو حبوب، وبعد فترة تنمو لتظهر في هيئة كتلة صلبة، وتتجمع في قمة هذه الكتل خلايا الدم البيضاء التالفة في شكل نقط بيضاء، وتدخل ضمن الأمراض البكتيرية التي تهاجم الجلد بواسطة أنواع معينة من البكتيريا، ويصاب بالتهاب سواء في جزء واحد فقط بالجسم وفي هذه الحالة يسمى دمل موضعي، أو يمكن يهاجم أكثر من مكان في الجسم، وتبدو هذه الالتهابات في الأول على صورة بقع حمراء، إلى أن تتكون رأس بيضاء لهذه البقع التي تسمى القيح ويمكن في هذا الوقت، التعامل معها من خلال الطبيب وفتحها، وغالبًا ما يحدث هذا الالتهاب داخل الغدد الدهنية تحت طبقة الجلد وكذلك في بصيلات الشعر أو الجريبات، وإذا كانت هذه البثور عميقة في الجلد وكبيرة تتحول إلى نوع من الخرّاج، وفي هذه الحالة يتطلب عمل جراحة بسيطة لاستئصاله من الجسم والتخلص منه.
أمراض وأدوية
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذه المشكلة المزعجة، ومنها بعض الأمراض مثل الأشخاص الذين يعانون من مرض نقص المناعة غالبًا ما تظهر لديهم هذه البثور، وكذلك بعض الأشخاص المصابون بمرض فقر الدم، ومن يعانون من مرض السكري؛ حيث تظهر لديهم في منطقة الرقبة، وبعض مرضى الكبد والفشل الكلوي تظهر لديهم هذه الدمامل، ونلاحظ هذه البثور لدى الأطفال أثناء تعرضهم لارتفاع درجة حرارة الجسم، وكذلك قلة النظافة الشخصية أو تأجيل الاستحمام في فترات التعرق واحتكاك الملابس بالبشرة، كما أظهرت دراسة سابقة أن الأشخاص الذين يتناولون الأدوية المثبطة للمناعة يتعرضون لظهور هذه الدمامل، وكذلك العلاج الكيماوي لمرضى السرطانات المختلفة يسبب ظهور هذه البثور، وأدوية علاج قصور الغدد الصماء والتهابات المفاصل، وغالبية الأدوية التي تشتمل على الكرتيزون والمستخدمة في علاج أمراض الرمد والحساسية، وأمراض الجلد تسبب ظهور هذه البثور، ومنها حبوب الشباب ومرض الصدفية، وأنواع معينة من وشم الجلد والصبغات الكيميائية تسبب بروز هذه البثور، ومن العوامل الأخرى للإصابة بهذه الدمامل حدوث بعض الانسدادات داخل الغدد العرقية تتسبب في الإصابة بالالتهابات، وكذلك عند الإصابة بالجروح وتلوثها والحكة المستمرة، وفي بعض الأحيان يكون السبب وجود خلل في شعر البشرة يجعله ينمو بطريقة غير طبيعية، ودخول جسيمات غريبة صغيرة تحت الجلد تسبب هذه المشكلة؛ حيث يتعرض البعض لدخول شوكة خشبية رفيعة في الجلد، أو جسيمات الحديد الدقيقة المسننة، كلها تسبب حدوث تلوث ودخول جراثيم لطبقة الجلد ونشاط خلايا الدم البيضاء، مسببة في النهاية التهابات وبثور ودمامل.
النظافة والمضادات
تظهر البثور والدمامل لدى الكثير من الأطفال نتيجة عدم الاهتمام بنظافتهم بصورة مستمرة، والصغار هم الأكثر تعرضًا للبكتيريا والميكروبات والجراثيم والملوثات عمومًا، فالطفل لديه رغبة الاستكشاف الملحة وذلك يجعله يتحسس كل الأدوات والأشياء المحيطة به، وبالتالي فرص التعرض للجراثيم والبكتيريا كبيرة، ومن العوامل إصابة الصغار عدم اكتمال جهاز المناعة بالشكل الكامل، ويصبح إصابتهم بهذه البثور متكررة ومستمرة، وتظهر هذه الدمامل لدى الصغار في الرأس والوجه وتحت الرقبة وفي الأذن وحولها ومنطقة الذقن وبين الفخذين، والبعض يرجع السبب إلى كثرة تناول الأطفال للأدوية المختلفة في هذا العمر، وكشفت دراسة حديثة أن البثور التي تظهر في الوجه وتسبب التورم والاحمرار، غالبًا ما تكون ناتجة عن ضعف المناعة لدى الكبار أو الصغار، ومن الأسباب كذلك حدوث ورم في العقد الليمفاوية، والسبب هو ضعف المناعة الذي يسمح للبكتيريا بمهاجمة البشرة وظهور الدمامل، ويوضح الأطباء أن ذلك يفسر ظهور هذه البثور لدى مرضى السكري، لأن مرض السكري على المدى الطويل يسبب ضعف جهاز المناعة في جسم المريض، مما يجعله عرضة لظهور هذه البثور، يمكن اتباع بعض الطرق والأساليب والنصائح للوقاية من مشكلة ظهور البثور والدمامل، وأولها الحفاظ على النظافة بشكل جيد؛ وذلك باستعمال الصابون في غسل اليدين بعد كل عمل، والاستحمام في الأيام الحارة يوميًا وفي الشتاء كل 3 أيام على الأقل، ويوجد أنواع من المطهرات مثل الكحول الطبي وبعض الكريمات والمراهم والصابون الخاص لهذه البثور، وهناك بعض المضادات الحيوية واسعة التأثير لعلاج هذه المشكلة، وتصل فترة العلاج من 7 إلى 15 يوماً لنحصل على نتيجة جيدة، وبعض الأطباء يطالب إجراء مزرعة للبكتيريا، لمعرفة النوع وكتابة المضاد الملائم للقضاء عليها.

مكورات البكتيريا

تشير الدراسات الحديثة إلى أن البثور بمختلف أنواعها وأحجامها تصيب الأشخاص على مدار فترات العمر، وفي معظم الأحيان تظهر في أجزاء محددة من الجسم ومنها الوجه والرقبة والأطراف وبين الفخذين، ولكن لا يمنع ذلك ظهورها في أماكن أخرى من الجسم، ويمكن أن تظهر لدى بعض الحالات التي لا تعاني أمراضاً ويتمتعون بصحة جيدة ويهتمون بالنظافة الشخصية، وذلك بسبب وجود أنواع من مكورات البكتيريا الذهبية والعنقودية والسبحية على الجلد بشكل طبيعي، مثلاً بين الفخذين وفتحة الأنف وتحت الإبط وبين ثنايا الجلد، وعند حك الأظافر في هذه الأماكن تنتقل البكتيريا إلى أجزاء أخرى من الجلد مسببة نوعاً من التهاب البثور وظهور الحبوب والدمامل، عن طريق تغلغل هذه الأنواع من البكتيريا إلى الشعر الموجود بالبشرة، وتبدأ في إفراز سمومها ومهاجمة أنسجة الجلد، ما يستدعي حدوث نشاط للجهاز المناعي الذاتي وتتصدى لها خلايا الدم البيضاء، وينتج عن ذلك موت جزء من خلايا الدم والبكتيريا، ومع وجود البروتينات التالفة يتكون الصديد وتظهر التقيحات في أعلى تكوين البثور الصلبة الحمراء، وهذه الظاهرة تنتشر بين النساء والرجال بالتساوي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"