الكويت في العشرينات .. مجتمع تعليم ومعرفة

ذاكرة الزمن
20:26 مساء
قراءة 3 دقائق
د. محمد فارس الفارس

منذ ظهور التصوير في منتصف القرن التاسع عشر، أصبحت الصورة أهم وثيقة تسجل الأحداث. وعلى مدى أكثر من قرن ونصف القرن، التقطت الكاميرات ملايين الصور لحروب وكوارث ومناسبات سعيدة وحزينة لأفراد وجماعات ودول. ولاشك أن الصورة تعني كثيرا في توضيح أي حدث، وتشد القارئ وتجذبه وتحفزة على القراءة باستمتاع.
في هذه الصفحة، لدينا صور كل منها يتحدث عن مناسبة أو حدث معين نعود من خلالها لقراءة التاريخ برؤية معاصرة.
في العشرينات من القرن العشرين، زار الرحالة الإيراني أحمد فراموزي الكويت، ووصفها قائلاً «يقع ميناء الكويت إلى جانب خليج صغير يتفرع من الخليج العربي، وتحيط بالكويت أراض قاحلة، ويستورد أهالي الكويت الخضار والفواكه والتمور والقمح والشعير والتين من إيران والعراق. وبيوت الكويت مبنية من الطين، إلا أن الأساس يكون من صخور البحر، وتتميز أزقتها وسوقها بالاتساع والنظافة، ولكونها قريبة من الصحراء، فإن الرياح التي تهب من صحراء نجد جعلت مناخها سالماً وأقل رطوبة من مناخ بقية مدن الخليج، كما أن أهالي الكويت يتمتعون بسلامة جسمانية وقوة بدنية واضحة.

وقام الخيرون من الأهالي بتشييد العديد من المدارس الابتدائية لتعليم أبنائهم، كما أن مطالعة الكتب والمجلات والصحف المصرية وغيرها تلاحظ بوفرة بين الأهالي ما أوجد لديهم مناخاً ثقافياً خاصاً، فلا عجب أن نرى محافل الأعيان حافلة بالحديث والنقاش في المسائل الأدبية والسياسية والعلمية المختلفة، وبعد حرب الجهراء عام 1920 تم تشييد سور طيني يشتمل على ثلاث بوابات يحيط بالمدينة من 3 جهات وكأنها أعطت ظهرها للصحراء ووجهها إلى البحر، وكان مصدر مياه الشرب الوحيد في الكويت في السابق هو الآبار، ولكن مع النمو السكاني لأهالي المدينة وتزايد الطلب على المياه، بدأ السكان بنقل مياه الشرب من شط العرب بواسطة السفن الشراعية، وأثناء الحرب العالمية الأولى أقام البريطانيون خط سلك للتلغراف. ويبلغ تعداد سكان الكويت 120 ألف نسمة، يقطن 80 ألفاً منهم في مدينة الكويت ويتوزع الباقون على القرى والقبائل التابعة لها.

الهودج

«‬الهودج‮» ‬حمالة على هيئة مقعد وثير تجلس فيه المرأة فوق ظهر البعير.‮ ‬وللهودج سقف تجمله قضبان خشبية مقوسة وتعلق عليه قطعة من القماش وبدو بلاد ما بين النهرين‮ ‬يضعون على جانبيه قطعاً‮ ‬من الخشب في‮ ‬وضع أفقي‮ ‬تزيد في‮ ‬طوله ويحلى بأصداف ذات ألوان زاهية.‮ ‬والصورة لهودج تابع لعشيرة ولد علي‮ ‬من قبيلة‮ ‬عنزة في‮ ‬صورة أخذت عام‮ ‬1899م‮.‬

«مس» بيل .. إنجليزية حاضرة في التاريخ العربي

الآنسة، أو «المس» باللغة الإنجليزية، غير ترود بيل هي الكاتبة والشاعرة وعالمة الآثار والرحالة والمحلّلة السياسية والدبلوماسية البريطانية التي لعبت دوراً سياسياً مهماً في العالم العربي في السنوات الأولى من القرن العشرين.

وأطلق على بيل ألقاباً كثيرة، منها: ملكة العراق غير المتوجة، وملكة الصحراء، وابنة الصحراء، والخاتون.
ولدت غير ترود بيل في مقاطعة درم بإنجلترا عام 1868 من عائلة ثرية، واتسمت شخصيتها منذ طفولتها بالجسارة والجرأة، وفي عمر 16 عاماً التحقت بجامعة أكسفورد لدراسة التاريخ. وفي عام 1899 سافرت بيل إلى فلسطين وسوريا ثم إلى القدس عام 1900، وتنكرت بزي رجل بدوي للسفر إلى جبل الدروز، وعندما وصلت هناك رحب بها الأمير يحيى بيك، أمير الدروز، وفي عام 1905 عادت ثانية إلى البلاد العربية واهتمت بدراسة الآثار وقابلت العديد من الزعماء العرب وشيوخ القبائل. وفي عام 1909 توجهت إلى العراق، واكتشفت آثار الأخيضر، وفي أواخر عام 1913 وصلت إلى دمشق، ثم انطلقت في رحلة بقافلة مكونة من 20 بعيراً محملة بالمؤن متجهة إلى مدينة حائل، ثم انتقلت بيل إلى البصرة عام 1916 بعد استيلاء الإنجليز على العراق حيث بدأت تعمل كضابط اتصال لبيرسي كوكس الحاكم البريطاني للعراق. وبعد استيلاء الإنجليز على بغداد عام 1917 منحها كوكس مسمى سكرتيرة الحاكم لشؤون الشرق. وكانت «مس بيل» المرأة الوحيدة بين 39 رجلاً اختارهم ونستون تشرشل، وزير المستعمرات آنذاك، الذي أصبح فيما بعد رئيس وزراء بريطانيا، للمشاركة في مؤتمر عقد في القاهرة عام 1921 حول مستقبل العراق.

وعندما أصبح فيصل الأول ملكاً على العراق، أصبحت بيل المستشار الشخصي والسياسي له، وإلى جانب عملها السياسي، اهتمت بيل بالآثار العراقية، كما أنها كانت أديبة، وأفادها تعلمها اللغة الفارسية في ترجمة ديوان الشاعر الفارسي حافظ الشيرازي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"