المسلسلات البوليسية.. لغة الدراما العصرية

نالت إعجاب الجمهور وزاد عددها في فترة وجيزة
03:39 صباحا
قراءة 5 دقائق
القاهرة: محمد شبانة

تتنوع اهتمامات كتاب الدراما المصرية بين الحين والآخر، وتسود هذه الأيام موضة المسلسلات البوليسية والأكشن والمطاردات، وشهد الجمهور، في الموسم الماضي، عدداً غير قليل منها، كما يجري الآن تصوير عدد من هذه النوعية من المسلسلات تمهيداً لعرضه. فما أسباب ظهور هذه الموجة من المسلسلات، ولماذا هي الأكثر طلباً ونجاحاً في الوقت الحالي؟ وهل هي موضة مؤقتة أم لا؟ أسئلة كثيرة يجيب النجوم والنقاد عنها في هذا التحقيق.

البداية كانت مع النجم أمير كرارة الذي قدم أكثر من عمل من هذه النوعية، وآخرها كان في رمضان الماضي، فقال: إن نجاح مسلسل «كلبش» أغرى بتقديم جزء ثان له، يجري الاستعداد له حالياً ليعرض في رمضان المقبل، هو مسلسل بوليسي اجتماعي، كما أن شخصية الضابط، التي قدمتها، نالت إعجاب الكثيرين.
وأضاف: شخصياً كنت قد قررت عدم المشاركة بالجزء الثاني، والاكتفاء بالنجاح الذي حققه العمل، لكنني وافقت على المشاركة فيه لأن الأحداث الجديدة بنفس إثارة الجزء الأول دون مط أو تطويل، وهو الفخ الذي تقع فيه مسلسلات الأجزاء.
وأكد أمير كرارة أن المسلسلات البوليسية تنجح بسبب عامل التشويق، الذي يكتنف الأحداث منذ الحلقات الأولى، ومن هنا يحرص الجمهور على متابعتها ويحاول استنتاج ما غمض منها قبل الوصول للنهاية، باستثناء أعمال قليلة جداً مثل «من الجاني»، فهي ليست مسلسلات بوليسية صرفة، وإنما تتشابك معها عناصر أخرى، الجمهور لا يمكن خداعه وتقديم أشكال جديدة من الفن دون أن يكون محسوباً بشكل صحيح، نعم المغامرة مطلوبة لكن يجب توقع رد فعل الجمهور، لأنه الحكم في النهاية.
من جهتها قالت النجمة وفاء عامر: من حين لآخر تتغير اهتمامات الدراما المصرية، طبقاً لما يطرأ على المجتمع من قضايا، لأن الفن مرآة له في الأساس، وفي السنوات السابقة عانت مصر توابع ما يسمى الثورات، التي تركت أثرها في جميع الصعد، حيث سادت في الشارع موجة من «البلطجة» لم يسبق لها مثيل، وكان من الطبيعي أن تترجم الدراما هذه الحالة في أعمال تناقش حالة الفساد.
وأضافت عامر: شاركت في مسلسل «شطرنج» بأجزائه الثلاثة، والذي ناقش قضية النصب الإلكتروني، وهي قضية مستحدثة على المجتمع المصري، وأظن أن المسلسلات ذات الطابع البوليسي أو الأكشن سوف تستمر في الفترة المقبلة وربما نشاهد منها أنماطاً جديدة.
النجم ياسر جلال أكد أن «المسلسلات ذات الطابع البوليسي أو مسلسلات الألغاز، لا تنكشف الحبكة فيها إلا في نهاية الأحداث، ولذا فهي مشوقة، والأكثر طلباً ونجاحاً، بدليل أن مسلسل«ظل الرئيس»، الذي شرفت ببطولته، حصل على أعلى نسبة مشاهدة في الموسم الرمضاني الماضي، في معظم استطلاعات الرأي. وهذا النجاح سوف يفتح الباب لمزيد من الأعمال المماثلة في الفترة المقبلة، فترحيب الجمهور بهذه النوعية يؤكد تربعها على عرش الدراما وحتى السينما، إذ حقق فيلم «هروب اضطراري» أعلى إيرادات في الموسم الماضي، وفي هذا الموسم نشاهد منافسة شرسة بين فيلمي أكشن أيضاً هما «الخلية»، و «الكنز»، والكلمة العليا الآن للسيناريو ذي الطبيعة البوليسية والألغاز، إن جاز التعبير، سواء في السينما أو التلفزيون».
أشار الفنان طارق لطفي إلى أن «أول عمل لي كبطل مطلق كان مسلسل «بعد البداية»، وهو بوليسي، وحقق نجاحاً فاق توقعاتي، وكان من الطبيعي أن أحصل على البطولة المطلقة مرة أخرى في مسلسل «بين عالمين»، الذي سوف يعرض في أكتوبر/‏ تشرين الأول المقبل. وتدور أحداثه في إطار اجتماعي، لكن فيها طابع بوليسي أيضاً، وأعتقد أن المسلسلات البوليسية سوف تنتشر في الفترة المقبلة، لأنها تمثل رافداً جديداً يجب أن تنهل منه الدراما المصرية، فالمشاهد مل من المسلسلات التقليدية المستهلكة».
في المقابل أكد مدير التصوير سعيد شيمي، أن «مخرجي السينما اتجهوا إلى التلفزيون، وأصبحوا عنصراً فعالاً في مجال صناعة الدراما، وكلهم تقريباً يخرجون مسلسلات، وبالتأكيد نقلوا معهم تقنيات التصوير من السينما إلى التلفزيون، في البداية خرجت بعض المسلسلات مشوهة، لأنهم لم يراعوا الفوارق الجوهرية بين الفيلم والمسلسل، لكنهم بمرور الوقت تمرسوا أكثر على العمل الدرامي، مع المحافظة على طابع الأكشن واللقطات القصيرة المتلاحقة، فأصبحت المسلسلات أفضل، وربما يستمر التطور لنجد عملاً يجمع بين الفيلم والمسلسل في شكل فني جديد لم نألفه من قبل».
وأضاف: أنا من الجيل القديم، الذي تمرس على العمل في السينما، لكنني أرحب بدخول المخرجين مجال الدراما، لأنهم قدموا تجارب جديدة وأبدعوا فيها، والدراما الآن لم تعد تقبل القوالب الجامدة، ولم تعد حتى مقيدة بعدد معين من الحلقات، قد تجد مسلسلاً من 13 حلقة أو 15 حلقة وصولاً إلى 60 حلقة، وربما أكثر، الدراما تشهد طفرة، لو أحسنا استغلالها ستكون فاتحة خير على الفن المصري، علماً بأن المسلسلات البوليسية والأكشن شكل جديد وناجح.
بدوره رأى محمود عبد السميع مدير التصوير أن «المسلسل البوليسي نجح وحقق جماهيرية وأصبح له ملايين المتابعين فمن حقه بالتالي، سواء اتفقنا أو اختلفنا معه، أن يتصدر الساحة، وأن تكون له الأولوية، مع عدد من أهم النجوم، ويمكن اعتبار مسلسلات «الزيبق»، و«ظل الرئيس»، و«بعد البداية»، و«شطرنج»، و«الأب الروحي»، و«السر»، بوليسية، أتكلم طبعاً عن مسلسلات بعضها عرض وبعضها قيد العرض».
وتابع: ما يميز المسلسل البوليسي، أنه ليس مرتبطاً بموسم بعينه، ويمكن عرضه في أي وقت، دون التقيد بظروف أو أسباب معينة أو ضغط شركات الإعلان، لأن أبطاله غالباً ما يكونون من نجوم الصف الثاني ممن تم تصعيدهم حديثاً.
«تيك أواي» سيأخذ وقته
اختلف رأي الناقد مجدي الطيب مع آراء الفنانين ومديري التصوير حيث قال: المسلسلات البوليسية موضة مؤقتة، لأنها غريبة عن طبيعة المجتمع المصري والعربي، والبقاء للمسلسلات الاجتماعية، سواء طال الزمن أو قصر، فمثلاً موجة دراما المرضى النفسي التي سادت لموسم أو اثنين تراجعت وحل محلها المسلسلات البوليسية والأكشن، وهذه الأخيرة أيضاً سوف تتوارى مع الوقت، لأن عدداً من الأعمال عنها، لشركات كبيرة لها اسمها يجري إنتاجه حالياً.
وأضاف الطيب: «المسلسل البوليسي مثل الأدب البوليسي عمل «تيك أواي» يأخذ وقته ويذهب ولا يعلق بالذاكرة، ويسقط من وجدان المشاهدين سريعاً، ولا يمكن اعتباره من علامات الدراما، صحيح أنه مطلوب، ومن حقه التواجد مثل باقي أنواع المسلسلات الأخرى، لكنني شخصياً لا أفضل مصطلح المسلسل البوليسي، وأرى فيه نوعاً من التحيز، لأنه يضم عناصر أخرى يتم إغفالها بهذه الطريقة».
تابع الطيب: أعتقد أن الدراما الاجتماعية هي الأقوى والأفضل، ولا يطغى فيها عنصر على آخر، لأن عناصرها تتكامل وتتضافر، ليكون المنتج في النهاية، عملا ً فنياً جديراً بالمشاهد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"