ذاكرة الزمن

00:00 صباحا
قراءة 6 دقائق
د . محمد فارس الفارس
منذ ظهور التصوير في منتصف القرن التاسع عشر، أصبحت الصورة أهم وثيقة تسجل الأحداث . وعلى مدى أكثر من قرن ونصف القرن، التقطت الكاميرات ملايين الصور لحروب وكوارث ومناسبات سعيدة وحزينة لأفراد وجماعات ودول . ولاشك أن الصورة تعني كثيراً في توضيح أي حدث، وتشد القارئ وتجذبه وتحفزه على القراءة باستمتاع .
في هذه الصفحة، لدينا صور كل منها يتحدث عن مناسبة أو حدث معين نعود من خلالها لقراءة التاريخ برؤية معاصرة .

افتتاح "مكتب الكويت في دبي" عام 1963

سبقت الكويت كل الدول العربية في تقديم المساعدات للإمارات منذ إرسالها أول بعثة تعليمية للشارقة عام ،1953 وطوال الخمسينات، بنت الكويت العديد من المدارس، واستمرت ترسل البعثات التعليمية من دون توقف متحدية بذلك العزلة التي فرضتها بريطانيا على الإمارات . وفي عام 1962 قررت الكويت افتتاح مكتب في دبي للإشراف على مساعداتها في الإمارات الشمالية، وكلفت أحد دبلوماسييها للقيام بهذه المهمة وهو بدر الخالد البدر الذي يتحدث عن ظروف افتتاح المكتب قائلاً: "في عام ،1962 قمت بمقابلة الشيخ صباح الأحمد الصباح "حاكم الكويت حالياً" وكان في ذلك الوقت وزيراً للإرشاد، وقال لي: قررنا زيادة أعداد المدارس بالإمارات، إضافة إلى إنشاء خدمات صحية بفتح مستوصفات وبناء مساجد، ونرشحك لهذه المهمة، فوافقت على الفور" .
ويتابع البدر: "في ديسمبر 1962 وصلت إلى مطار دبي، وكان في استقبالي مرشد العصيمي ممثل الكويت في الإمارات، وأحمد عبدالله الموسى مدير مكتب الشيخ راشد، ووجدت شقة مناسبة في إحدى البنايات فأستأجرناها لتكون مقراً للمكتب، وكانت مؤلفة من ثلاث غرف، وقمنا بتعيين عبدالله الطائي سكرتيراً للمكتب، وكتبنا لافتة على المكتب باسم "مكتب دولة الكويت"، وقمت بزيارة مجاملة للمعتمد البريطاني جيمس غريف، وبدأنا نعد العدة لافتتاح المكتب باحتفال رسمي، وتقرر أن يكون الاربعاء 2 يناير 1963 هو يوم الافتتاح، وكان المكان قاعة سينما الوطن المكشوفة، وألقيت كلمة بالمناسبة حرصت فيها على ذكر زيادة المساعدات لتشمل بالاضافة إلى المدارس، بناء مستشفى ومستوصفات ومساجد، وحضر الاحتفال حكام الإمارات السبع وأولياء العهود وكبار الشخصيات والتجار، إضافة إلى المعتمد البريطاني، وكان أول من تسلم إدارة المكتب عبدالله الطائي، وفيما بعد تم تعيين الكويتي محمد السعد، وبدءاً من عام 1969 تسلم رئاسة المكتب الشيخ بدر محمد الاحمد الصباح .

بدايات الشرطة الكويتية


عرفت الكويت نظام الحراسة مع تأسيس بلدية الكويت عام ،1930 حيث كان عدد من الرجال التابعين للبلدية يقومون بحراسة الأسواق والأحياء السكنية، وفي عام 1938 أصدر الشيخ أحمد الجابر الصباح حاكم الكويت مرسوماً يقضي بتكليف الشيخ صباح السالم الصباح تأسيس دائرة الشرطة ورئاستها . والتحق بالدفعة الأولى 80 كويتياً،.
تدرب هؤلاء تدريبات أولية شملت أداء التحية والسير وإطلاق النار من البندقية، واخذت دائرة الشرطة بالزي العسكري الذي كان يرتديه رجال الشرطة المصرية قديماً، وأضافت له الدائرة، الغترة والعقال بدلاً من الطربوش المصري .
أما القبول بالشرطة فكان يتوقف على معرفة المتقدم للقراءة والكتابة إلى جانب كونه كويتياً، وكان الشرطي يعتمد في تنقلاته على المشي أو بواسطة دراجة هوائية يؤدي عليها واجبه بالحراسة ويطوف بالاسواق، وفي بداية عمل دائرة الشرطة، رفض كثير من الملتحقين بالعمل ارتداء الملابس الرسمية التي كانت تتكون من بنطلون طويل بالشتاء وقصير بالصيف مع قميص وغترة وعقال، وفي عام 1953 ظهر أول مخفر للشرطة بالكويت وهو مخفر المرقاب، وبعد ذلك افتتح المخفر القبلي ومخفر الصالحية والمخفر الشمالي "بدسمان ومخافر أخرى في مناطق متعددة، وكانت شرطة الكويت حتى أوائل الخمسينات لا تمتلك إلا سيارة واحدة من نوع "بوكس"، وهذه تستخدم للدوريات الليلية، أما أعمال الدورية خلال ساعات النهار فتتم سيراً على الاقدام، إذ يخرج رجال الشرطة من إدارتهم في ساحة الصفاة ويتوزعون كلاً حسب المكان المسؤول عنه، وكان الشرطي يصطحب الشخص المطلوب إلى دائرة الشرطة سيراً على الاقدام، وفي عام 1955 أدخلت الشرطة الدراجات النارية لاستعمالات رجال المرور في الشوارع .

غضب بحريني من العدوان الثلاثي على مصر


أعطى البحرينيون ثورة 23 يوليو في مصر حماساً منقطع النظير وإعجاباً بلا حدود، وعبر أهالي البحرين عن هذا الإعجاب والحماس مثل باقي العرب بالخروج إلى الشوارع والهتاف بحياة عبدالناصر والاستماع إلى خطبه وأحاديثه ليل نهار وقراءة الصحف المصرية، وصارت ثورة يوليو حديث أهل البحرين اليومي الذي لا ينتهي، وعملت القوى الوطنية في البحرين على تعزيز علاقاتها وصلاتها مع جمال عبدالناصر وكسب تأييده ومساعدته لها أثناء صراعها مع الإنجليز، وانتهز الناس فرصة مروره في مطار البحرين في إبريل 1955 في طريقه من القاهرة إلى باندونغ لحضور القمة الآفرو آسيوية حيث استقبلوه بحفاوة، وصعد عبدالرحمن الباكر أحد قادة الحركة الوطنية إلى طائرته لتحيته وتجددت تلك المشاعر أثناء قدوم أنور السادات للبحرين وهو أحد الضباط الأحرار والذي خلف عبدالناصر في الحكم في ديسمبر 1955 وخرجت الجماهير البحرينية تهتف لمصر والعروبة . وبعد وقوع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 قامت الحركة الوطنية بإضراب عام في 26 أكتوبر 1956 إثر اعتقال الزعيم الجزائري أحمد بن بيللا ورفاقه من قبل السلطات الفرنسية وفي الفترة نفسها وقع العدوان وبدأ الاستياء العام في الشارع البحريني مع بدء العدوان في الأول من نوفمبر 1956 حيث خرجت للشوارع مجموعات من تلامذة المدارس تهتف هتافات معادية للاستعمار، وخرجت إلى الشارع جموع من السكان وقامت مجموعة من البحرينيين بمهاجمة مجمع سكني في مشارف منطقة المحرق تستأجره شركة الطيران البريطانية، وواجهت الشرطة صعوبة في تفريق المتجمهرين واضطرت إلى استدعاء مفرزة لتفريق التظاهرات الأصلية في المنامة، ووقعت اضطرابات في المنامة والمحرق في الأول والثاني والثالث من شهر نوفمبر 1956 واتخذت الإضرابات خطاً معادياً للبريطانيين حيث تم إشعال النيران في مبان تشغلها مؤسسات وأفراد بريطانيون وتم إخلاء الأوروبيين الذين يقيمون وسط المنامة وفقاً لخطة أعدها مسبقاً المقيم البريطاني، وتم استدعاء الشرطة البحرينية وقوات بريطانية لاحتواء تلك الأعمال، وفي يوم 2 نوفمبر خرجت بعض التظاهرات المصرح بها حيث أشعلت بعض الحرائق وألقت الحجارة على الممتلكات الإنجليزية .

مجلة "المصور"


في السبعينات من القرن العشرين كانت مجلة "المصور" المصرية من أشهر المجلات في العالم العربي وأوسعها انتشاراً، وكانت تتميز بحجمها الكبير وصورها الكثيرة الجذابة، وتعتبر هذه المجلة ثاني مجلات دار الهلال بعد مجلة "الهلال" وأولى المجلات المصورة في الوطن العربي ليس لعراقتها ولكن لتميزها وثباتها منذ صدورها عام 1924 في عهد الملك فؤاد الأول . ففي ديسمبر 1920 قدم إميل وشكري زيدان إلى دائرة المطبوعات طلب تصريح بإصدار صحيفة أو نشرة دورية تحت اسم صحيفة "الدنيا" وصدر قرار الترخيص في يناير 1921 ولكن هذه الصحيفة لم تصدر وتم تقديم طلب جديد من الأخوين زيدان لإصدار مجلة فكاهية مصورة بعنوان "المصور" تطبع بمطابع دار الهلال، وبالفعل حصلا على ترخيص صدور المصور عام 1922 ولكنها صدرت عام 1924 نتيجة تأخر قدوم ماكينات الطباعة الفاخرة . صدر العدد الأول من المصور في 24 أكتوبر 1924 كمجلة أسبوعية بسعر 10 ملاليم في 16 صفحة واشتمل العدد على 28 صورة تشغل مساحة تعادل 8 صفحات منه، وحمل غلافه رسماً للملك فؤاد، وكان كل عدد يتكون من 16 صفحة أبيض وأسود، وكانت المجلة تحوي بين صفحاتها مجموعتين الأولى مجموعة من صور الأفراد والأحداث والمشاهد مما يشغل الرأي العام والثانية مجموعة من القطع المسلية والفكاهات من مصادر شرقية وغربية قديمة وحديثة .
تولى رئاسة تحرير المصور في تلك الفترة الأخوان اميل وشكري زيدان وتميزت هذه الفترة بالاهتمام بالصورة والحرص على تغطية الأحداث العالمية ومتابعة النشاط السياسي المصري في الداخل والخارج . طبعت صورة الملك فؤاد على غلاف العدد الأول باللون البني القاتم مثلها في ذلك مثل صورة ظهر الغلاف التي كانت عبارة عن صورة لتمثال نهضة مصر، وكان يستخدم في طباعة صور الغلاف وظهره لون واحد غالباً ما يكون الأخضر الغامق أو البني الغامق .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"