روان بركات: «القصص الصوتية» تعليم بلا تلقين

«رنين» تنمّي مهارات الاستماع وتخاطب المبصرين والمكفوفين
05:51 صباحا
قراءة 4 دقائق
عمّان: ماهر عريف

صنعت مؤسسة «رنين» الأردنية التي تقودها الشابة روان محمد نبيل بركات منذ نحو 8 سنوات أملاً جديداً في تنشئة جيل إيجابي عن طريق التخلص جزئياً من التعليم التلقيني، وتحويل المعلومة إلى فهم قابل للتطبيق والتفاعل عبر القصص المسموعة،وذلك في المناطق النائية والمخيمات بشكل رئيسي. بركات تتعاون مع وزارة التربية والتعليم وجهات رسمية ومجتمعية في الأردن، وبرنامجها يتواجد في المدارس الحكومية والخاصة، وتجد استجابة من الجهات الرسمية والمجتمعية مثل مبادرة «مدرستي» التعليمية التي تقودها الملكة رانيا العبد الله، وصندوق الملك عبد الله للتنمية، والمركز الوطني للثقافة والفنون ب‏‏مؤسسة الملك حسين، ومؤسسة عبد الحميد شومان الثقافية، و«الأونروا». بركات المُرشّحة لجائزة «صنّاع الأمل» تسرد في الحوار معها محطات المبادرة وجدواها.

} متى وكيف انطلقت فكرة «رنين»؟

- خلال مشاركتي في ملتقى شبابي عام 2005 طرحتُ الفكرة توقاً إلى إيجاد «مرجعية صوتية» تنمّي مهارات الاستماع لدى الأطفال وتخاطب المبصرين والمكفوفين على حد سواء.
} من أين استوحيتها؟

- وُلدتُ كفيفة ولم أجد كُتباً سمعية باللغة العربية على غرار الإنجليزية وعندما تخصصت بدراسة المسرح أردت تطويع تخصصي بما يخدم المجتمع.

} تحوّلت الفكرة إلى مبادرة ثم مؤسسة غير ربحية عام 2009، فهل كانت الطريق صعبة؟
- بل شبه مستحيلة في البداية وأبت جهات ومؤسسات عديدة تبنّي المبادرة، وأنجزتُ مع متطوعين ومتعاونين خلال تلك الفترة تجربة محدودة قوامها 13 قصة صوتية.
} ما آليات تنفيذ المبادرة؟
- نختار أفضل الكتّاب العرب ونتواصل معهم للحصول على حقوق النشر، ثم نحوّل إصداراتهم المقروءة إلى قصص درامية مسموعة باللغة العرببة الفصحى يؤدّي شخصياتها صوتياً ممثلون محترفون بينهم غنام غنام وداوود جلاجل وعبد الكريم القواسمي ولينا التل وإيمان هايل وزيد خليل مصطفى وغيرهم، ويتولى الفنان ماهر الحلو إنجاز المؤثرات الموسيقية وندرّب المعلمين على استخدام هذه القصص المُسجّلة في الشرح إلى جانب الآداء الدرامي واللوحات التعبيرية والاستعانة بالدمى.
} ما الفئة المستهدفة؟

- جميع الأطفال والناشئة بين 6 سنوات و14 سنة.

} وما حصيلة البرامج حتى الآن؟
- 5 مجموعات قصصية تضم 35 قصة مسموعة، وتدريب 1200 معلم ومعلمة ومتطوع ومتطوعة وأم، وتأهيل 6 آلاف تلميذ وطالب ضمن ورش تعبيرية تنفذها المؤسسة بشكل مباشر، ومشاركة نحو 30 ألف طفل وناشئ في جلسات الاستماع وفعالياتها المصاحبة في أغلب محافظات الأردن، وطرح نواة مكاتب صوتية في 220 مدرسة على مستوى المملكة.
} كيف تُقدَّم هذه القصص والبرامج التفاعلية؟
- يستمع التلاميذ والطلبة للقصص الصوتية ضمن حصص اللغة العربية والإرشاد والفنون والنشاط داخل قاعات وفصول المدارس، ويتفاعلون معها سواء من خلال معايشة الشخصيات المطروحة أو طرح الأسئلة الباحثة والملاحظات المساهمة في مهارات ذاتية، ويشاركون في فقرات تمزج بين الدراما وتقديم المعلومة.

} وما جدوى ذلك؟
- إيجاد مسار جديد للتعليم يساعد على توسيع مدارك الناشئة والإسهام في تغيير الجيل إيجابياً نحو تنمية العقول والتركيز على أسئلة تفتح باباً للتفكير الناقد والبوح بالمشاعر والقدرة على التعبير وتطوير مهارات الاستماع والتواصل والتعامل مع الآخرين وبناء روح الفريق الجماعي.
}ماهي الأسئلة التي تفتح باباً للإبداع ضمن أنشطتكم؟
- نجح البرنامج بصورة متوسطة على الأقل في تقليص أسئلة «أُذكر» و«ووضّح» و«ما الدروس المستفادة؟» التلقينية، وجعلَ التلميذ والطالب يفكر ويخرج بنتائج.

} هل كانت هناك صعوبات في التجاوب؟
- بالفعل وجدنا صعوبات في تجاوب بعض المعلمين الذين اعتادوا أسلوباً تلقينياً في التدريس ولا يجدون حوافز مجزية تحثّهم على التغيير، في مقابل انتظار التلاميذ والطلبة مواعيد تواجدنا وتفاعلهم الكبير مع برامجنا بما يفوق التوقعات أحياناً لاسيما أننا نعتمد على أساليب ممتعة ومفيدة، ويمكن استخدام هذه القصص المسموعة في كافة الحصص خصوصاً العلوم.
} لماذا تعتقدون أنكم من «صنّاع الأمل»؟
لأننا نسهم في زرع تفكير جديد لدى الناشئة أمل المستقبل، وذلك ضمن إطار غير ربحي، وعبر مؤسسة تقود مبادرات غير مطروحة في هذا السياق، ونصل إلى مناطق نائية ومخيمات لا تشملها برامج ومبادرات أخرى.
} ما نسبة المستفيدين في المناطق النائية والمخيمات؟
- نحو 27 ألفاً بما يعادل 90% وهؤلاء لديهم شغف كبير للتفاعل ويريدون أشياء مختلفة عمّا يقدّم في المدارس.
} حصلتم على 6 جوائز أردنية وعربية ودولية، فأيّها الأهم؟
جائزة الملك عبد الله للإبداع والإنجاز الشبابي عام 2009 لأنها كانت مفتاح دعم المبادرة وتوفير المرشد محمد خواجة لتطوير العمل.
}هل سعيتم إلى توسيع نطاق عملكم عربياً؟
- هذا أحد تطلعاتنا الرئيسية، وسبق أن تعاونا مع مجموعة مسارح الشارقة في تنفيذ ورش تعبيرية في خورفكان وكلباء، ودرّبنا 20 معلماً ومتطوعاً يتعاملون مع مدينة الشارقة لخدمات الإنسانية، وأنجزنا أنشطة استماع في معرضي الشارقة وأبوظبي للكتاب.
} وماهي مساهمتكِ الميدانية الشخصية عدا توليك إدارة «رنين»؟

- تيسير ورش تدريب المعلمين والقيام بزيارات المتابعة وأعمل كمخرجة للقصص الصوتية.

} لماذا نشرتِ مؤخراً مقطعاً انتقدتِ فيه الإعلام الذي يركز على كونك كفيفة، ويتحدث عن تحديك العتمة وما إلى ذلك؟
- أنا ريادية سواء كنت مبصرة أو كفيفة، وأتمنى مخاطبة عقول الناس لا العواطف، ومن إجمالي آلاف المستهدفين من عملنا 350 كفيفاً فقط.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"