"عظيم سرى" تحد من زمن الطفولة

لعبة تراثية ليلية عرفت في الثلاثينات
04:02 صباحا
قراءة دقيقتين
كان للألعاب طعم حقيقي وروح تبتهج عتمة الليل لصوت ضحكاتها، هناك حيث يرجع التاريخ إلى الخلف ليقلب في صفحات ألعابه فتستوقفه تلك اللعبة التي لطالما أحبها أبناء الفريج، واحتفوا بالليالي المقمرة لأجلها، ومازالوا يحملون الكثير من الحنين إليها في زوايا قلوبهم، حيث تختبئ الطفولة .
يبدأ عبيد بن صندل "باحث في التراث الإماراتي ومدير بيت الألعاب الشعبية" حديثه عن هذه اللعبة الليلية مردداً عظيم سرى . . . طاح واندرى، وعظيم لواح . . . طاح وارتاح، ثم يوضح أن أبناء البادية كانوا يقولون عظيم سرى حيث ينادي من يطلق العظم بهذا الشكل ليرد عليه باقي الأولاد طاح واندرى أي رميته وتغير لونه، أما في مناطق الحضر فكان من يرمي العظم ينادي عظيم لواح طاح وارتاح فيرد عليه الأولاد لوح به، ويقصد بالعظيم هنا عظم فخذ الماعز الذي يستخدم في اللعبة لأنه يحتوي على مقبضين أي يستطيع الأولاد أن يمسكوا به من الجهتين ليشدوه فيما بينهم عندما يجدونه، فبعد أن يرمي اللاعب العظم خارج مركز اللعبة (منطقة وقوفه) ينطلق باقي الأولاد للبحث عنه، وجرت العادة أن يقوموا بربط العظم بقطعة قماش من اللون الأسود في الليالي المقمرة ليتمكنوا من رؤيته، بينما يتركونه على حاله عندما يخيم الظلام ليتمكنوا من رؤية لونه الأبيض، ويكمل "ابن صندل" أن الأولاد يبدأون بالتنافس على حيازة العظم بعد أن يجدوه، حيث يشده كل من طرف إلى أن يحظى به أحدهم ليعيده إلى المكان الذي رمي منه، فيجتمعوا من جديد ويعيدوا رمي العظم .
ويضيف أن اللعبة تنطوي على الكثير من التحدي والصراع بين اللاعبين مثل الكثير من الألعاب الرياضية فكثيراً ما تقوم بينهم الشجارات بسببها، وهي لعبة فردية وليست جماعية، أي ليس فيها فريق وكل فرد في اللعبة يلعب لنفسه، وهي منتشرة في كل أنحاء الإمارات ويعتقد أنها تعود إلى الثلاثينات أو الأربعينات من القرن الماضي، ويروي "ابن صندل" حادثة تشير إلى أن هذه اللعبة منتشرة في بلدان أخرى ولكن بمسميات مختلفة ربما، يقول: "كنت أدرب الأطفال على الألعاب ذات مرة، فأخبرني أحدهم وكان من السودان بأنهم يعرفون هذه اللعبة، حيث ينادي من يرمي العظم هناك سلولي وينه فيردون عليه طاح وارتاح كله التمساح" .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"