كتاب «زنجبار الجميلة» لمؤلفه محمد المر

02:52 صباحا
قراءة دقيقتين
بقلم: عبدالغفار حسين

ليس هناك إماراتي ولا عماني ولا خليجي مخضرم لم يسمع بزنجبار، هذه الجزيرة الخضراء التي تعبق برائحة القرنفل، وتلفها أشجار النارجيل (جوز الهند) بقوائمها الباسقة والمنحنية وجذعها الأملس، التي تتزاحم على تلك الشواطئ الرملية للجزيرة التي تقع قبالة ساحل تنزانيا، أو ساحل الزنج الممتد من ممباسا إلى دار السلام على الشاطئ الشرقي لساحل إفريقيا المطل على المحيط الهندي.. والاسم زنجبار معرب من الفارسية زنك بار، أي بمعنى ساحل الزنوج.. وحتى مجيء الإسلام في القرن السابع الميلادي كان الغموض يلف تاريخ هذه السواحل غير البعيدة عن سواحل الجزيرة العربية كاليمن وعمان، وأكثر الناس احتكاكاً قبل العهد الإسلامي وبعده حتى الخلافة الأموية والعباسية بالسواحل الإفريقية، هم العمانيون وأهل الخليج بضفتيه العربية والفارسية، باعتبارهم أهل سفن تجوب سواحل البحر العربي.. والهندي القريبة من الخليج، لاسيما الساحل العماني الذي كان أهله أكثر الشعوب العربية احتكاكاً بالساحل الإفريقي الشرقي منذ العهود الأولى للإسلام.. وكانت للعمانيين والإماراتيين التجار وأصحاب السفن رحلة ذهاب إلى زنجبار ودار السلام في مواسم الذهاب والإياب بعد انقضاء الموسم، وهذه عادة قديمة لم تنقطع إلا بعد ظهور الطائرات والسفن البحرية الحديثة حيث استبدلت باستخدام هاتين الوسيلتين الحديثتين.
وأمامي في سلسلة الكتب التي قرأتها كتاب رائع غير عادي هو كتاب «زنجبار الجميلة»، لمؤلفه الأديب والموسوعي الإماراتي المعروف، محمد المر، والكتاب عبارة عن انطباعات لزيارة قام بها الأستاذ محمد المر لزنجبار في السنة الماضية وفيه انطوى تجديد الحب والمشاعر الطيبة التي كان يكنها ويحملها الآباء الأولون من الخليجيين الذين كانت زنجبار وجهتهم الدائمة في أسفارهم إلى شرق إفريقيا والبلدان المحاذية لها في المحيط الهندي .

والشيء الجميل غير المعتاد أن الأستاذ محمد المر قام بتسجيل انطباعاته عن زيارته هذه لزنجبار بوضع ما يربو على خمسين لوحة من صور فوتوغرافية أخذها الأستاذ محمد المر بكاميرته الخاصة، والتي تعتبر بحق من روائع الصور التي تقوم كل واحدة منها بالحديث عن نفسها حديثاً أكثر بياناً ووضوحاً من الكلمات في ألوان هذه اللوحات الفوتوغرافية التي كتبت بالحروفيات والجمل الإنشائية.

ولقد اكتفى بو أحمد، محمد المر، بالمقدمة البيانية التي كتبها لكتابه وألقى فيها الضوء الكاشف على هذه الجزيرة وتاريخها القديم والحديث، والكتاب عندي شيق وذو فائدة جمة لمن يريد أن يطلع على معلومة عن جزيرة زنجبار، لاسيما اللقطات الفوتوغرافية التي تظهر مباهج هذه الجزيرة التي هي فعلاً جميلة كما سماها مؤلف كتاب زنجبار الجميلة، الأستاذ محمد المر.

وفي رأيي أن كتاب «زنجبار الجميلة» أحد أحسن الكتب التي صدرت في الآونة الأخيرة في الإمارات وفيه ما يمتع القارئ بالكتابة المفيدة في مقدمة الكتاب وفي التعليقات على الصور الفوتوغرافية التي تضمنها الكتاب، وهي كما قلنا تربو على خمسين صورة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"