محمية الظليمة.. نقطة ضوء على الحياة البرية والفطرية

تضم حيوانات المها العربي وغزلان الريم
03:11 صباحا
قراءة 4 دقائق
الشارقة:«الخليج»

في السابع من مارس/آذار 2007، أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، عن افتتاح محمية الظليمة التي تقع في منطقة البطائح على طريق الشارقة الذيد، إلى الشرق، في منتصف الطريق بين الجسرين 11 و12، لتضاف بذلك إلى خريطة المحميات الطبيعية الكثيرة التي تزخر، وتحتفي بها إمارة الشارقة في اهتمام غير مسبوق ولا محدود، على أعلى المستويات.
أخذت محمية الظليمة اسمها الشهير من الواقع الجغرافي المميز لها، حيث تنتشر الأشجار شاهقة الارتفاع، وأغلبيتها من نوع «الغاف» المعروف والمميز في المنطقة، والتي تصطف إلى جوار بعضها بعضاً في مشهدٍ مهيب مزدان بالخضرة، ما يجعلها منطقة وارفة الظلال، أقرب إلى المظلمة، لأن أشعة الشمس لا تستطيع اختراق الجدار الكثيف لأوراق الأشجار المنتشرة، والمحتفلة بمكانتها الكبيرة، لدى كل أهل الإمارة.
تقدر مساحة محمية الظليمة الكاملة ب 1.9413 متراً مربعاً، تمثل منطقة، تعتبر جزءاً خاصاً له طبيعته الخاصة والمميزة جغرافياً، والمختلفة عن بقية المناطق التي تحيطها في التفاصيل والوظيفة، حيث تعمل المحمية على توفير بيئة جغرافية وطبيعية تحتضن حيزاً مقدراً من الحياة البرية والفطرية هناك.

أهم نظم

تعتبر محمية الظليمة واحدة من أهم نظم الحياة البرية في منطقة البطائح وإمارة الشارقة، التي تمثل بيئة الكثبان الرملية التي تشتهر بزراعة وتوفر أشجار الغاف، إلى جانب تضمنها تنوعاً بيئياً حيوياً لأنواع عدة من الحيوانات البرية، لتكون بذلك واحدة من أهم المحميات الطبيعية في الشارقة التي تعمل وفقاً لأهميتها البيئية، على توفير البيئة الملائمة للنباتات والحيوانات المهددة بالانقراض، إضافة إلى أنها ملجأ للعدد من الحيوانات.
تضم محمية الظليمة عدداً من الأشجار التي تتميز بها البيئة هناك، كمنطقة ذات خصوصية جغرافية لا توجد في أي منطقة أخرى، ومن أهم الأشجار التي توجد في المحمية: أشجار الغاف وهي تغطي النسبة الأكبر من المحمية في كل الأرجاء، إلى جانب أشجار الرمثا، والأُرطا، والأشخرْ والمرَخْ، وتتأثر هذه الأشجار بفصل الصيف، حيث تكون جافة، بينما تنمو في فصل الشتاء، وأغلبها ذو فوائد طبية متعددة، ويعرفها أهل المنطقة جيداً.
تمثل أشجار المحمية بأنواعها المختلفة، ملجأ ومأوى وبيتاً حنوناً لعدد كبير من الطيور التي تعيش في الأشجار، حيث تتمكن من التعشيش هناك، وهي تتمتع بمكان يتكفل بتحقيق كل أحلامها في الهدوء والماء والخضرة، لتكون هي الصوت الحسن الذي يملأ أرجاء المحمية ويحيلها إلى أشبه ما تكون بحديقةٍ غنّاء، ومن أهم الطيور التي تعيش في المحمية طيور القطا والصفارد، إلى جانب مجموعات أخرى تختلف باختلاف مواسم الهجرة من وإلى، وعبر إمارة الشارقة.
وتقف حيوانات المها العربي، وغزلان الريم النادرة المهددة بالانقراض، التي تم إطلاقها في مرات سابقة متعددة، بعد إنشاء المحمية، كمجموعة من أهم الحيوانات التي تضمها محمية الظليمة، حيث تنتشر في سرورٍ واضح، لا يعكر صفوها شيء، حيث توفر لها المحمية المكان الأنسب والأفضل للعيش في مجموعة، وسط الأشجار الظليلة، إلى جانب أن إدارة المحمية تعمل على توفير أسباب الحياة كافة، مثل الماء الصالح للري والسقاية، والذي يصل من خزانٍ مخصص نظيف، يعمل على سريان الماء إلى الأحواض الموزعة في المحمية بشكلٍ إلكتروني، ويمكّن الحيوانات من شرب المياه النظيفة، التي تخضع دوماً لمراقبة بيطرية دقيقة من اختصاصي المحمية.
مأوى طبيعي
تعمل المحمية على توفير المأوى الطبيعي لعدد من الحيوانات التي تعيش في المنطقة بكامل الهدوء، مثل: الثعالب، والزواحف، مثل: الثعابين، وأشهرها «حية الرمل»، التي تعد أطول حية برية، وأنواع مختلفة من العقارب، وسمكة الرمل، التي تعيش تحت سطح الرمال في المحمية، كما يتواجد في المحمية القنفذ الإثيوبي، الذي يُشكّل واحداً من الحيوانات التي تعد شكلاً من أشكال التنوع الحيوي في المحمية، كما يتواجد الضب واليرابيع، حيث تجد في المحمية مكاناً ملائماً ومثالياً للعيش.

يحيط بالمحمية سياجٌ عالٍ يحدد بدقة منطقة المحمية ويحمهيا، ويغلقها أمام الحيوانات السائبة، وحركة السيارات والبشر، ولا يستطيع أي شخص دخول المحمية إلا بإذنٍ خاص من الإدارة، مما يشكل حماية تحتاج إليها المحمية بشكلٍ كبير، توفر لها الهدوء وضبط حركة الناس، والنظافة والترتيب التي تتميز بها المحمية.
الزائر لمحمية الظليمة يلاحظ الكثبان الرملية العالية التي تتوزع بشكل طبيعي في أرجاء المحمية، والتي تشكّل تقاطعاتٍ جميلة، وأشكال بديعة التكوين، تجعل الزائر يقف مدهوشاً من جمال هذه اللوحات الطبيعية، التي تبرز التبادل الطبيعي الرائع ما بين اللونين الرملي الذهبي والأخضر من الأشجار. هذا المنظر الجميل يبدو للنظر من الطريق السريع، فتبدو الأشجار الظليلة الخضراء كواحة مثالية، تعطي الشعور بالراحة والإحساس الكامل بالطبيعة وموهبتها التي لا تقارن في رسم اللوحات البديعة، لتمثل محمية الظليمة نقطة ضوءٍ في وسط الصحراء.
خبرات
تتميز المحمية بوجود خبراء يعملون فيها مثل إبراهيم المسعود، الذي يملك خبرة كبيرة وواسعة في العمل في المحميات بدبي والشارقة، وسالم الكتبي؛ يحبان المحمية، ويخدمان فيها ليل نهار، يرحبان بالزوار، ويأخذانهم في جولة سريعة عبر أرجاء المحمية، وعبر الكثبان الرملية العالية، ويقومان بتقديم شروحات كافية، ويغمرانك بالمعلومات الغزيرة التي تجعلك تغادر المحمية، وأنت تفرد نصيباً كبيراً من الحب للطبيعة، وتشكر كل الجهود الكبيرة والاهتمام اللامحدود للمسؤولين على أعلى المستويات، الذين يأخذون عبء القيام بمهمات حماية الحياة البرية والفطرية، عبر هذه المحميات الطبيعية المنتشرة.
أثر بيئي
الزائر لمحمية الظليمة يلحظ الأثر البيئي الكبير والفوائد الكبيرة، لإعلان المنطقة كمحمية طبيعية، حيث نجد أثر المحافظة على هذه النباتات ذات الخصوصية في المنطقة، على تثبيتها للتربة، حتى لا تتعرض لعوامل التعرية والانجراف، إلى جانب التعديات من التردد البشري على المنطقة، وهو الأمر الذي يلاحظه ويعمل عليه المختصون في البيئة من خلال المحمية، والحفاظ عليها، وعلى أشكال الحياة البرية للنباتات والحيوانات كافة، تجنباً لتدمير الحياة البرية، وفي إطار العمل على حماية المحمية بشكل كبير، تمنع إدارة المحمية دخول سيارات الزوار إلى داخل المحمية، التي لا توجد بها أي دروب أو مسارات للسير، إلا تلك التي حددتها إدارة المحمية، ويقوم المختصون بترتيب المرور داخل المحمية في مسارات محددة رتبتها الإدارة، والتي تعمل على محاسبة حتى موظفيها، في حال حدثت أي خروق لأماكن السير المحددة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"