مريم البلوشي: واجبنا حماية المخلوقات الأخرى

معظم وقتي مخصص لرعاية الكائنات الضعيفة
00:45 صباحا
قراءة 4 دقائق
مسقط: «الخليج»

إنسانة رائعة سخرت كل وقتها لإنقاذ مخلوقات ضعيفة تعيش بيننا، لكننا غالباً لا نوليها أي اهتمام، لكن هذه السيدة تقوم بتربية وعلاج عدد كبير من الكلاب والقطط المشردة وتؤوي الكثير منها في بيتها وتصرف عليها وتعالجها وتهتم بها، هي لا تتبع جمعية ما أو جهة محددة، إنما تفعل ذلك بمجهودها الشخصي ومن مالها الخاص، إنها مريم محمد البلوشي الموظفة والأم، التي قد يستغرب البعض كيف ولماذا أصبحت هذه المرأة صديقة الحيوانات ومنقذتها.. إليكم قصتها في هذا الحوار:

} لنبدأ من اليوم الذي وجدت نفسك فيه قريبة من الحيوانات. متى ولماذا حصل ذلك؟

- البداية كانت قبل خمس سنوات، وتحديداً في العام 2011، حيث كنت أمر في تلك السنة بظروف نفسية سيئة، ووجدت في قطة أحضرها ابني إلى المنزل التسلية والونيس لي، وأصبحت محور اهتمامي، وتعلقت بها لدرجة أنها أخرجتني من دائرة الحزن الذي كنت أمر به، وتوالدت القطط لدي، حتى وصل عددها إلى 23 قطا وقطة، وقررت من يومها أن أبذل مجهوداً أكبر في رعاية هذه المخلوقات الضعيفة، ووصل الأمر بي اليوم إلى الاعتناء بعدد كبير من القطط والكلاب.

} لديك الطاقة والرغبة للمساعدة والبعض يقول الإنسان أولى بهذه المساعدة، فماذا تقولين لهم؟

- الله أعطى الإنسان العقل واللسان وبهما يستطيع أن يفكر ويستطيع إذا مرض أن يطلب العلاج، وإذا جاع أن يسأل عن الطعام، ولكن الحيوان يصمت ولا يتكلم، حتى لو اقترب من الموت.
أنا أقول لهؤلاء إن كل الجمعيات والمؤسسات الرسمية والأهلية والحكومات، تقدم خدماتها وتبرعاتها للإنسان، ولكن لا يوجد أي جهة تهتم بالحيوان الضعيف الذي ليس له أي صوت أو أي جهة تقدم له المساعدة، ولا توجد أيضاً أي قوانين تحميه، وخاصة في دول الخليج، فما المانع في أن نبدأ بالاهتمام بهذه المخلوقات التي تشاركنا الحياة، وقد اندفعت لهذا الأمر بعدما أصبحت أتردد بكثرة على العيادة البيطرية، لعلاج قططي، وهناك كنت أرى صوراً ومشاهد كثيرة، عما يحدث للحيوانات من تعذيب وإهمال واستغلال، كما رأيت الحيوانات في أسوأ الأوضاع بالمحال، لذلك قررت أن أقوم بإنقاذ الحيوانات والعناية بها.

} كم بلغ عدد الحيوانات التي تهتمين بها اليوم ؟ وهل توفرين لها مكاناً خاصاً للإقامة؟

- لدي اليوم 70 قطاً متنوعاً، منها المحلي والشيرازي والسيامي والمهجن، إضافة إلى 16 كلباً بين المحلي والمهجن والبوميرينين، والعناية بها تبدأ من الرعاية الطبية أولاً، عند الإنقاذ، حيث أصطحبها مباشرة للعيادة للعلاج، لإعطائها الأدوية حتى الشفاء، ثم يأتي دور التطعيم والتعقيم أو الخصي، ثم رعايتها في البيت من حيث النظافة وتوفير الوجبات المناسبة ومساعدتها على التكيف وكل ما يلزم لذلك، وهذه القطط والكلاب جميعها تقيم معي في منزلي في كل مكان منه، ولم أخصص لها مكاناً منفرداً.

} هل هناك من يعينك على رعاية هذا العدد الكبير من الحيوانات سواء بتقديم المساعدة أوالدعم المادي والمعنوي؟

- رغم أنني أعمل في الفترة الصباحية، إلا أن وقتي المتبقي كله أخصصه لرعايتها، سواء لمراجعة العيادات، أو رعايتها في المنزل، وطبعا التكاليف المادية كبيرة جداً، فتشمل فواتير العيادات البيطرية، ومحال بيع طعام الحيوانات، وكان ذلك ثقلاً عظيماً على كاهلي، وفي البداية لم يكن هناك من يساعدني بأي طريقة، لا بل كان البعض يستنكر قيامي بهذا العمل، وكان ذلك يشكل عبئاً مادياً كبيراً على عاتقي، حيث من المعروف أن رعاية هذا العدد مكلفة جداً، ولكن اليوم وبعد أن انتشرت قصتي على وسائل التواصل الاجتماعي، وجدت الكثيرين ممن قدروا عملي بصورة كبيرة، ومنهم من وقف إلى جانبي من دول الخليج، وأصبحوا يقدمون لي بعض التبرعات المادية، التي تعينني على رعاية كل هذا العدد الكبير.

} ما رسالتك للمجتمع، خاصة للأشخاص الذين لا يحبون الحيوانات؟

- أقول لهؤلاء إن الحيوانات كائنات مثلنا تجوع وتتألم وتمرض، والحيوانات اختبار لإحساننا بها، فقد غفر الله لرجل سقى كلباً بخفه، وتوعد امرأة بالنار على موت قطة، وهذا دليل على أن شأن الحيوانات عظيم، وقد ننال غفران ورحمة الله بمعاملتنا الحسنة لها، وربما بالعكس طرحنا في النار. رسالتي للمجتمع هي أن نعامل الحيوانات برحمة، فالبعض لا يريدها في منزله، ولا يريدها في حديقة منزله، ولا يريدها قرب سيارته، ولا يريدها قرب صندوق القمامة، فأين ستذهب؟ وكيف ستأكل؟ أسأل هؤلاء: هل الأرض خلقت لنا وحدنا، أم أن مخلوقات الله تشاركنا الأرض وخيراتها، لذلك أقول : ارحم ترحم، وعندما تفعل ذلك، فإنك تكون قد فعلته لأنه واجب أخلاقي وإنساني، يجب أن نقدمه لكل من يعيش على هذا الكوكب.

} ما هدفك القادم؟

- لدي حلم أن أكون صاحبة الفضل في تأسيس أول جمعية لرعاية الحيوانات في السلطنة وسأعمل بلا كلل أو ملل للعناية بهذه المخلوقات وإنقاذها دائما وأتمنى في يوم ما أن توضع قوانين لحمايتها ومصادرتها من الأشخاص الذين يقومون بإيذائها. أتمنى أن يتوافر ملجأ آمن لكل حيوان منها فأنا أحبها كثيراً وبسببها تغيرت رحلتي ونظرتي للحياة، فالبشر غالبا ما يعضون اليد التي تمتد لهم بالخير، أما الحيوانات فهي وفية لأصحابها وأنا نجحت بصنع عالمي الخاص الذي أقوم فيه بإنقاذ الحيوانات والعناية بها دون كلل أو تعب، ما يمنحني السعادة وراحة البال والرضا التام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"