نبيل كوني: «أبناء القلعة» اكتشفني متأخراً

يجد أن غيابه عن الدراما الأردنية غير مبرر
02:51 صباحا
قراءة 4 دقائق
عمّان: ماهر عريف

بعد نحو 45 عاماً في الفن، لا يتردد الفنان الأردني نبيل كوني في قوله إن شخصية مدير الحسابات العراقي «خالد» في مسلسل «أبناء القلعة»، هي الأهم في مشواره المهني، وأنها اكتشفته متأخراً على صعيد الحضور وردود الفعل. كوني كشف في حوار خاص مع «الخليج» وقد غالبته الدموع، تفاصيل «كواليس» العمل وسبب اعتذاره بداية عن المشاركة فيه، كما تحدث عن متطلبات المواصلة في «دراما الرواية» أردنياً، وأمور أخرى في السطور التالية.

ما تأثير نشأتك في التحاقك بالفن؟

- غادر والداي فلسطين بحكم الحرب وانتقلا مؤقتاً إلى الأردن، وأمضيت طفولتي المبكّرة في منطقة جبل القلعة في عمّان، ثم انتقلت لاحقاً مع أسرتي للعيش في العراق حيث ترعرعت والتحقت بفرقة «عائدون» المسرحية، وحصلت على درجة البكالوريوس في الفنون السمعية والمرئية في جامعة بغداد، ودبلوم فنون مسرحية في الأكاديمية العراقية، وتدرجت من مساعد إنتاج إلى مخرج في تلفزيون العراق.

أين كنت فنّياً طوال السنوات الماضية؟

- عدت للاستقرار في الأردن منتصف ثمانينات القرن الماضي، وشاركت بين عمّان وبغداد وعواصم أخرى في مجموعة أعمال، وأخرجت أفلاماً وثائقية وتسجيلية ومسرحيات، وكنت من أوائل مديري «الكاستنج» في المملكة، من خلال الفيلم الأجنبي «معركة من أجل حديثة» عام 2005.

وما أبرز محطاتك في مجال التمثيل؟

- أفلام عدة بينها «خزانة الألم» الذي حصل على جوائز الأوسكار، و«زيرو دارك ثيرتي»، والكندي «حرائق» وآخر فرنسي، والإماراتي «المختارون»، والمصري «بترا: أعجوبة الزمن»، والأردني «حكاية شرقية» و«فروق متشابهة» و«الجمعة الأخيرة» و«لما ضحكت الموناليزا»، ومن المسلسلات «جابر بن حيان»، و«الدرب الطويل»، و«زين»، وعلى صعيد الكوميديا «عصفورية» و«في ميل» إضافة إلى تجارب سينمائية عراقية.

كيف ترشّحت للمشاركة في «أبناء القلعة»؟

- تلقيت اتصالات من إدارة العمل واعتذرت أكثر من مرة لأنني سمعت أن المسلسل السابق «سمرقند» الذي أنجزته الجهة ذاتها، كان يعج بالفوضى في موقع التنفيذ، عدا عن «انشغالي» فنّياً، ثم كلّمني المنتج والمخرج المُشرف إياد الخزوز مباشرة وبحكم علاقة الصداقة بيننا وافقت.

كيف قرأت شخصية «خالد» من الورق إلى التنفيذ؟

- أعدت قراءة حوار الشخصية في رواية «أبناء القلعة» للراحل زياد القاسم، ولم أجد اختلافاً فارقاً في الخط العام للسيناريو والحوار والمعالجة الدرامية، و«خالد» مسؤول حسابات عراقي من بيئة شعبية لم يكمل دراسته، وانتقل للعيش في الأردن، وتزوج فتاة سورية، ولأنه عانى ظروفاً اجتماعية في صغره وصباه، ظلّ يلازمه الانكسار والخوف من المستقبل، ولذلك يسكت على إهانات مديره ويقبل ضمنياً بأمور تمس أسرته، وحاولت إظهار ذلك عبر الانفعالات الهادئة والمرتبكة والمتوترة في آن.

أين كانت تكمن صعوبة الشخصية؟

- لم أجد إشكالية في إتقان اللهجة إطلاقاً بحكم إقامتي 41 عاماً في العراق، وبالمناسبة أعدت صياغة النص باللهجة البغدادية لأنه كان مكتوباً بلهجة أخرى، وانسحب الأمر على الحوارات بما يدل على معانٍ ومدلولات محددة، وكانت الصعوبة في المحافظة على إيقاع الأداء المضطرب دون هبوط.

هل تحدثت مع مخرج «الوحدة الثانية» عماد بديوي بهذا الخصوص؟

- كان لطيفاً ومحترماً في تعامله مع الجميع، لكنني بصراحة افتقدت توجيهاته، وكنت أصوّر مشاهدي يومياً طوال شهر وأغادر دون ملاحظة واحدة.

كيف تعاملت مع أبعاد الأداء إذاً؟

- ركّزت على الأبعاد الثلاثة؛ النفسية والثقافية والاجتماعية من خلال طغيان الذل على التصرفات والحركة والمشي والنظرات، وحتى الابتسامة الباهتة وانحناءة الظهر الخفيفة والميل الدائم للاعتذار، حتى إذا لم يخطئ فهو انهزامي و«مغلوب على أمره» وينتابه تناقض داخلي «ملجوم».

كيف قدّمت «أبناء القلعة» دون توجيهات المخرج؟

- اعتماداً على اجتهادي ومعايشتي شخصيات مشابهة، وأنا في النهاية أكاديمي ومخرج وممثل، أدرس الشخصية وأحدد مسارها وما ظهرَ على الشاشة هو رؤيتي.

ما «المشهد المفصلي»؟

- قبول عمل زوجته سكرتيرة عند مدير المؤسسة برغم علمه بنوايا الأخير، ثم احتدامه مع ولي نعمته.

هل اتفقت مع الفنان رشيد ملحس الذي جسد مدير المؤسسة على تفاصيل معيّنة؟

- هو فنان متميز ويحضر مبكراً للتصوير، ويتعايش تماماً مع الدور، وجمعنا حوار قصير قبيل تحضير بعض المشاهد.

هل يزعجك القول إن المسلسل اكتشفك متأخراً؟

- بل يسعدني ذلك لأنه يعني نجاحي في أداء الشخصية ولفت الانتباه، ورغم بعض الملاحظات فإنه أهم تجاربي التلفزيونية.

لماذا لم تكن ظاهراً أردنياً بشكل كافِ على صعيد التمثيل على غرار «إدارة الكاستنج»؟

- لم أستدع لمسلسلات ينتجها التلفزيون الأردني منذ عام 1985 ولا أعرف السبب، وأنا أدين لقناة «رؤيا» والمخرج محمد حشكي، والفنانة صبا مبارك، والمخرج أحمد اليسير، لأنهم منحوني فرصاً مؤهلة في أعمال متباينة.

هناك مأخذ عليك باستهلاك حضورك في الإعلانات فما قولك؟

- لم يكن أمامي غيرها في مرحلة سابقة، وهي أسهمت في جزء من ظهوري.

كيف تجد الاتجاه للاعتماد على الرواية في الدراما الأردنية؟

- خطوة مهمة وأعرف أن الراحل زياد القاسم كان يرجو تحقيق حلمه قبل وفاته، وعاصرت حمله روايته في لقاءات ثقافية وفنّية لهذا الهدف، ونحن بحاجة إلى عمل يرصد مكوّنات عمّان، ويحكي عن طبقات اجتماعية وفكرية وسياسية في مرحلة سابقة بقالب درامي، وهذه التجربة مع قيمتها لم «تشفِ الغليل» كاملاً.

ما المطلوب لتحقيق نتائج أفضل في مرات مقبلة؟

- تجهيزات تفصيلية دقيقة للمكان ووقت متاح للتصوير دون استعجال، ومخرج «ابن بيئة» واختيار ممثلين أردنيين للشخصيات المحلية وتخصيص موازنة للتسويق.

وما مشكلة الدراما التلفزيونية في الأردن؟

- النص بالدرجة الأولى، والمخرج الذي يعتمد على حفظ الممثل فقط.

وتجارب الأفلام؟

- لاتزال «وليدة» ويجب تشجيعها وليس إحباطها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"