نقاشات حول أهمية التراث الثقافي وتحديات الحفاظ عليه

جلسات الملتقى العربي الأول تتواصل في الشارقة
01:33 صباحا
قراءة 4 دقائق
الشارقة: «الخليج»

ناقش خبراء التراث الثقافي ،أمس، في جلسات اليوم الثاني من الملتقى العربي للتراث الثقافي موضوعات عدة، تركزت حول أهمية التراث في المنطقة، وتحديات فهم التراث الثقافي والحفاظ عليه، وطرح المتحدثون تساؤلات عدة، من بينها ما أهمية الحفاظ على التراث الثقافي، وكيف ينظر المجتمع لتراثه الثقافي، وكيف يؤثر ضياع التراث في حياة المجتمعات، كما تساءلوا عن أسباب غياب فكر الحفاظ على التراث الثقافي في المناقشات والمداولات الفكرية في المنطقة، وكيف يمكن التعامل مع التراث الثقافي كحق من حقوق الإنسان. وغيرها من الأسئلة التي لاقت تفاعلاً من قبل الحضور، وشكلت قيمة مضافة للحدث والأفكار التي تم طرحها. وأكدوا أهمية الحفاظ على التراث الديني وعدم المساس به من خلال أعمال الصيانة والترميم، فالتراث مكون رئيس من الهوية والخصوصية.
شارك في الجلسة الأولى خلال اليوم الثاني والتي حملت عنوان «أهمية التراث الثقافي في المنطقة»، الدكتورة سعاد العامري، المتخصصة في حفظ التراث والدكتور مراد يوتفليقة، مدير حفظ التراث الثقافي في وزارة الثقافة الجزائرية، والدكتورة سلمى الدملوجي، مهندسة معمارية، والدكتور طارق والي، معماري ومصمم عمراني، والدكتور طلال عقيلي، باحث وكاتب، وأدار الجلسة الإعلامي ريكاردو كرم.
وأكد المتحدثون أن قصة التراث جزء من روح المكان، ولا يمكن لأي مجتمع أن يحافظ على المكان التراثي، بمعزل عن معرفة قصة المكان ومعانيه وتقديره لها، وتساءلوا عن الكيفية التي يفترض أن تكون للتراث وصلته بواقع وتحديات الحاضر والمستقبل، وكيف تؤثر في حياة المجتمعات المحلية وسبل العيش.
أما الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان «تحديات فهم التراث الثقافي والحفاظ عليه»، فشارك فيها، الأميرة وجدان بنت فواز الهاشمي، رئيسة الجمعية الملكية للفنون الجميلة، والدكتور معاوية إبراهيم، أستاذ الآثار، والدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم المعماري، وحمدان طه، متخصص في الآثار، والباحث عوض صالح، وأدار الجلسة الدكتور سعد المسعودي.
ركزت الجلسة على الاستهداف العنيف والمتعمد للتراث الثقافي في بعض المناطق العربية، الأمر الذي يشكل تحدياً خطيراً لا بد من مواجهته والتعامل معه بما يسهم في الحد من تلك الأخطار والتهديدات في سبيل التخلص منها وحماية تلك المواقع وغيرها، والبحث في استراتيجيات لحماية التراث في أوقات الأزمات والنزاعات والحروب، عدا عن التهديدات المرتبطة بالتدهور الطبيعي أو النمو الحضري، وأشاروا إلى أهمية إدراك أسباب القصور والإخفاق، كما تساءلوا عن غياب الجدل والحوار حول منهج الحفاظ على التراث الثقافي في المنطقة العربية، ولماذا يستهدف التراث على نحو متعمد وعنيف.
وقالوا إن وجود البعثات الأجنبية في المناطق العربية يجب أن يخضع للقوانين والتشريعات، وأن يكون المجتمع مشاركاً في النتائج، ويكون هناك تفاعل بين الأعمال الميدانية والمجتمع المحلي، ويجب أن يعرف المجتمع ماذا يجري بعد الغزو الأمريكي للمنطقة.
وأشاروا إلى أن التعريف الذي قدّمته المنظمات عن التراث هو تعريف عام، وأن كل الدول معنية بإبراز خصوصياتها، والعمل على الحفاظ على التنوع الثقافي، ونحن نمثل إحدى أهم المناطق الغنية في العالم في التنوع الثقافي، نحن في المنطقة العربية لدينا تنوع قومي وثقافي، ونحترم هذا التنوع في المنطقة العربية. نحن شركاء ونسعى للشراكة في الثقافة الإنسانية.
ولفتت النقاشات إلى أن هناك إشكالية في التعامل، ولا بد من مراعاة الخصوصية، وماذا يعني تراث المجتمع المحلي، وفي الحقيقة هناك معاناة من ظلم حقيقي بخصوص كيفية تقييم التراث الثقافي العربي. ومع ذلك فالسعي إلى الحفاظ على التراث الثقافي مستمر من أجل تنمية مستدامة حقيقية.

محاولات لرصد الفروق بين مفاهيم التراث في المنطقة

في اليوم الأول من الملتقى، ناقش متحدثون ومشاركون في جلساته مفاهيم التراث الثقافي في المنطقة العربية.
وسبق الجلسات كلمة الإمارات التي ألقتها نورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة.
في الجلسة الافتتاحية الحوارية للمديرين العامين وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية، التي أدارها الإعلامي أحمد علي الزين، تحدث ويبر ندورو، مدير عام المركز الدولي لدراسة حفظ الممتلكات الثقافية (إيكروم)، والدكتور خالد ايرن، مدير عام مركز دراسات التاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، والدكتور معجب الزهراني، مدير معهد العالم العربي في باريس، والدكتورة آنا باوليني، ممثلة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، والدكتور محمد يونس، ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة. وركزت الجلسة على الفروق الكامنة بين مفاهيم التراث، خصوصاً على مستوى المجتمعات المحلية، وهدفت إلى إثراء الفهم والتقدير الجماعي للتراث، وتشكيل أرضية مشتركة حول ماهية الموضوع المطروح.
وفي الجلسة الأولى، تحدث كل من المعماري راسم بدران رئيس دار العمران في الأردن، وريتا عوض، خبيرة في شؤون الثقافة والتراث والفنون، والدكتور يوسف فضل، مدير جامعة أم درمان الإسلامية. و تناول المتحدثون مفهوم التراث الثقافي في المنطقة العربية، وتساءلوا: ما هو التراث الثقافي ضمن سياق الفكر والثقافة؟ وما الذي يعتبر تراثاً؟ ومن يملك هذا التراث؟ وكيف يمكن للتراث الثقافي توحيد المجتمعات؟
وتطرقت الأسئلة إلى دور الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل مفهوم التراث الثقافي، وقدموا اجتهادات تستحق البحث والنقاش. ودار نقاش مع الحضور شكل قيمة مضافة لما عرضه المشاركون.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"