واحة الراهب: ابنتي أجمل ما في حياتي

تجد راحتها في بيتها وسط أسرتها ونباتاتها
01:36 صباحا
قراءة 5 دقائق
واحة الراهب الفنانة التشكيلية الرسامة والمخرجة السينمائية والتلفزيونية، والممثلة القوية التي شاركت في أعمال عربية كثيرة مشتركة سورية خليجية من أشهرها جواهر وعملت مع المخرج الإماراتي عبد الوهاب الهندي في مسلسل سيرة الناس، وشاركت في مسلسل عرب لندن، الذي عرض في رمضان الماضي بمشاركة عربية كبيرة من مختلف الدول، دُعيت لحضور مهرجانات عالمية مثل مهرجان نانت السينمائي للقارات الثلاث في تونس 1999 وفي مهرجان القاهرة السينمائي، ومهرجان بيروت لدعم المرأة 2000، نالت جوائز ذهبية وفضية عدة لاسيما عن فيلمها رؤى حالمة ومنفى اختياري وجداتنا.

التقتها الخليج في منزلها، الذي يدل على شخصيتها وذوقها وذوق زوجها المخرج مأمون البني وابنتهما ألما، وهو فيلا مؤلفة من عدة أجزاء وتراس كبير ومسبح، ومزين بالتحف والتماثيل واللوحات وشتلات الياسمين وأشجار النخيل الصغيرة.. وكان هذا الحوار بعيداً عن الفن لنعرف أكثر كيف تقضي أيامها..

ما هواياتك؟

- أحب القراءة بالدرجة الأولى، لأنها متعة حقيقية بالنسبة لي أن أكتشف ما يقوله الآخر وأفهم المعاني المقصودة من وراء السطور، كما أنني مولعة بالمطالعة السريعة وبمتابعة النشاطات الثقافية، وأحب الرياضة عموماً والسباحة والمشي خصوصاً، حيث أسبح يومياً لاسيما أن في منزلي مسبحاً خاصاً، وأمارس رياضة المشي في أماكن منعزلة ونائية حتى أعيش مع ذاتي بعيداً عن الناس والأضواء والازدحام رغم محبتي للناس لكنني أبحث عن حريتي الفكرية وأمنح نفسي فرصةً للتأمل.. وعلى صعيد آخر أحب الاستماع إلى الموسيقا لأنني أجد فيها راحة نفسية تعطينا القدرة على الاستمرار، وأعلمّ ابنتي الرسم، والأهم من كل هذه الأمور أحب الاهتمام بزوجي وابنتي ومنزلي وعائلتي الكبيرة أهلي.

ماذا يعني لك السفر؟

- السفر انفتاح نحو المعالم المختلفة، يتعرف الإنسان من خلاله على منافذ ومعالم مدن أخرى، ويطلع على ثقافة الشعوب وحضارتها القديمة والحالية وتاريخها وعلى موروثها الشعبي وذاكرتها المخزونة في سلوكيات الأفراد ونمط الحياة ومن الممكن أن تنشأ علاقات ثقافية وفنية واجتماعية. السفر متعة وثقافة، وبحكم عملي سافرت إلى دول كثيرة، وكنت قد سافرت من قبل إلى باريس للدراسة، كذلك فإن حضور المهرجانات والمؤتمرات يحتم عليّ السفر.

أتؤمنين بالصداقة؟

- أؤمن بالصداقة لأنها مهمة جداً في حياة الإنسان إلا أنني حذرة ومقلة في اختيار صديقاتي، لأن الضربة القاضية والخيانة مؤلمة إذا أتت من الصديقة لذلك أبقى حذرة، وأحافظ عى صداقاتي التي أعتبرها أحياناً الأقرب إلىّ من عائلتي وأرى فيها حدوداً لا متناهية من الحب والعطاء.

متى تبكين؟

- لا أحب أن يرى دموعي أحد، بكائي شيء ذاتي بيني وبين نفسي، أبكي بالدرجة الأولى إذا أحسست بالظلم، ولا أتمنى أن يظلمني أحد لأنني أتعامل مع الجميع بحب وأكن محبة لكل من أتعامل معه، وبما أنني أكره الظلم فلا أحب أن يتعمد أحد إيذائي، أو يظلمني، أو يبخسني حقي.. وربما أبكي لأشياء ذاتية أو حين أنفعل لمأساة الآخرين وآلامهم.

وماذا يعني لكِ الحب؟

- الحب أساس الحياة، إنه سر إلهي لم يستطع علماء النفس حتى الآن أن يجدوا له تفسيراً، لأنه أشبه بالنقاء والصفاء الكامل، وأجمل ما في الحب أنه يطهرنا من شوائب أنفسنا، ويدفعنا إلى التعامل مع الآخرين بكل خير وطيبة، وإلى رؤية الأشياء أجمل والحياة أحلى، أحب هذه السكينة والشفافية والسعادة المطلقة التي تحيط بنا الحب يدفعنا إلى امتلاك الأشياء الجميلة فيجعلنا نقدم على الزواج وتأسيس العائلة والإنجاب والإحساس بعاطفة الأمومة وبالتالي يعطينا القوة للاستمرار والمحافظة على الزوج والعائلة.. والحب لا ينعكس فقط على حياة المرأة والرجل، بل نصادفه في تعاملنا مع الكتابة والإخراج والتصوير.

هل تتابعين ما تقوله لكِ الأبراج؟

- أنا من برج الثور وكثيرون يعتقدون أنه برج متسلط، لكنه بالعكس يملك صفات نفسية رائعة، إنه برج مسالم ومحب ومعطاء، أما من حيث ما تقوله الأبراج في الصحف والمجلات فلا أتابعها لأنها كتابة يومية لا أؤمن بها ولا أصدقها، أما الكتب الفلكية المتخصصة بحركة الأفلاك ودورانها وتأثيرها فأتابعها وأقرؤها، أحب أيضاً أن أتابع كتب سيكولوجيا الشخصية لأعرف مداخل النفس البشرية والجينات الوراثية والبيئة التربوية التي تؤثر في مصير الشخصية، وتحديد إبداعاتها ومواهبها، وهذا ما يفسر الارتباط السلوكي بين العائلة الواحدة فمثلاً عائلتي، كلها فنانون تشكيليون، أنا فنانة تشكيلية ومخرجة، وعمي هاني الراهب الروائي ووالدي (هلال) يرسم وأخي دبلوماسي وعازف، وأختي مصممة الأزياء المشهورة سحاب أي كل الأطراف لهم علاقة بالفن وابنتي الآن تتعلم رقص الباليه والرسم لاسيما أن والدها زوجي مأمون البني مخرج أيضاً..

ما أكثر لحظاتك فرحا؟

- أهم لحظة فرح في حياتي كانت حينما أنجبت ابنتي (ألما) وغدت هي حياتي وتأخذ الجزء الأكبر من وقتي وتفكيري، طبعاً لا أنسى لحظات الفرح حينما أتسلم الجوائز الذهبية والفضية في أكبر المهرجانات من مختلف دول العالم.

كيف تمضين أمسياتك؟

- بحكم طبيعة عملي مع زوجي، نذهب لزيارة الأصدقاء من الوسط الفني أو زيارات لأفراد عائلتي وعائلة زوجي، أو نستقبل الضيوف، أو أسهر مع زوجي وابنتي في المنزل نتابع الأخبار والأفلام، ونتحدث عن النشاطات الفنية أو نذهب إلى أحد مطاعم دمشق القديمة أو المطاعم الخشبية الديكور، لأنني مولعة بالتراث والعمارة القديمة.

أنتِ رسامة وكاتبة ومخرجة وينعكس ذوقك على أجواء المنزل، فكيف اخترتِ الديكور؟

- التنسيق العام للمنزل كان من اختصاص مأمون إذ اختار الشكل اللولبي للمنزل والدرج المستدير وقسّم الترتيب الداخلي، واختار موضع المسبح، أما دوري فكان في انتقاء المفروشات وتنسيق التحف والتماثيل واللوحات، واختيار ألوان الجدران، وفيها جزء حجري فأنا أحب الألوان الشفافة (التركواز والموف)، أما الإضاءة فاخترتها مكثفة أحياناً وخفيفة أحياناً وأكثرت من النباتات الخضراء الطبيعية في زوايا عدة من المنزل ومن يشاهد منزلي يدرك التشابه بينه وبين لوحاتي، لاسيما أنني خريجة فنون جميلة، وأكثرت من زراعة أشجار نخيل صغيرة وشتلات ياسمين وفل في التراس الكبير، لا سيما أن فيه أرجوحة وأحب المكوث فيه كثيراً خاصة في الصيف، والديكور يعبّر عن ذوق صاحب المنزل ويدل على رقي فكره الحضاري وأنا أجد فيه السكينة والهدوء والحب.

أين تحبين أن تكتبي؟

- يوجد في غرفة نومي مكتب خاص للكتابة، إذا أردت أن أكتب في ساعة متأخرة، وأحب الكتابة كثيراً في الليل لأنه شاعري وفيه سكون وهدوء، وفي الصباح أتابع الكتابة في الغرفة الزجاجية، لأن فيها نباتات ومطلة على جبل قاسيون وأضواء مشروع دمر والتراس.

هل تشاركين في ترتيب المنزل وإعداد الطعام؟

- هناك من يهتم بأعمال التنظيف، أما المطبخ فأحب كثيراً أن أدخله كل يوم وأطبخ بنفسي لزوجي وابنتي، فأنا طباخة ماهرة للأكلات الشرقية والغربية وأحب كثيرا أن أطبخ الكبة والمقبلات و المأكولات البحرية خاصة القريدس مع العجينة، وأطبخ المقلوبة، وفتة المكدوس، والملفوف، وأهتم خاصة بطعام الغذاء، أما العشاء فلا نهتم به.

هل تكثرين من الذهاب إلى صالونات التجميل والرياضة؟

- طبعاً أرتادها عند الضرورة والظهور في المهرجانات لكن في الحالة العادية أنا أصفف شعري وأهتم بماكياجي وأناقتي، كما أمارس الرياضة في منزلي، لديّ جهاز رياضي ومسبح خاص في منزلي، وأمشي في أوقات الفراغ.

إذا لم يكن لديك تصوير أو كتابة فماذا تفعلين؟

- صباحاً أستيقظ وأتناول القهوة، فهي ضرورية جداً لي، ثم أرتب اللمسات النهائية للمنزل، وأمارس رياضتي اليومية ثم أهتم بنفسي، وأدخل المطبخ، وأنتظر زوجي وابنتي، وفي فترة ما بعد الظهر تكون مشاريع متعددة مثل الذهاب أو المكوث في المنزل، أو استقبال الضيوف ومتابعة التلفزيون والقراءة.

بماذا تحلمين؟

- أحلم باستمرار النجاح وأن أحافظ على عائلتي وأرى ابنتي كبيرة وناجحة، وأحلم بنهضة سينمائية حقيقية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"