عادي

روسيا بين الاحترام والقطبية ... 2-4

23:23 مساء
قراءة 10 دقائق

هل تبحث روسيا عن نفسها الآن؟ وهل هزّت رأسها بالفعل لكي تستفيق على وضعها الحالي بالمقارنة مع ماضيها التليد عندما كانت كاترينا وبطرس الأكبر، وعندما كان الاتحاد السوفييتي يهز عصاه في موسكو فيقف العالم؟ هل يبحث الروس قيادة وشعباً عن مكان لهم في هذا العالم، أم عن مكانة مرّغها الضعف والفقر في التراب؟ يقول مراقبون ومحللون إن الدب الروسي قد ملّ البرد، ويريد الاستدفاء بمناطق أخرى في العالم، أو ربما كره الاستضعاف فيبحث عن وسيلة لإمضاء أنيابه.

روسيا دولة معقدة تاريخاً وثقافة ونسيجاً اجتماعياً وأخلاقياً وجغرافياً، ومن الصعب الإحاطة بمكوناتها، أو التكهن الدقيق بسلوك شعبها وقياداتها، والخوض بنواياها وخططها أشبه ما يكون بغطس في مياه تخفي في جوانبها الكثير من الحوامات. روسيا ذات تاريخ عريق طويل مملوء بالمفاجآت والتقلبات، ودائماً شكلت مؤشراً قوياً على أحوال السلم والحرب في أوروبا، وألقت بظلها على مناطق آسيا الوسطى والقفقاس. وهي ذات موارد طبيعية هائلة تشكل لها الرصيد القوي في زمن المحن والسنين العجاف، وذات طاقة سكانية كبيرة مملوءة بالطاقة والحيوية، والرغبة في العمل والإنتاج.

عملت روسيا بعد اختبارها في جورجيا إلى التأكيد على أن الهجوم على جورجيا لم يكن خط النهاية، وأنها ستتابع لتثبيت نفسها على أنها دولة يحسب حسابها، والمسّ بها وبجوارها ليس بالأمر الهزل الذي يمكن المرور عليه مر الكرام. ولهذا قامت ببعض الخطوات في مناطق مختلفة من العالم أبرزها ما يلي:

أولاً: لم تتردد روسيا في الإعلان عن وجود أسلحة إسرائيلية في جورجيا في إشارة منها إلى أن إسرائيل تدعم جورجيا ضد روسيا، وأنها جزء من السياسة الغربية التي تقودها أمريكا ضد الاتحاد الروسي. عادة تحاول إسرائيل أن تظهر بمظهر المحايد في مثل هكذا أحداث دولية، لكن الروس فوتوا عليها ذلك، وأضافوا أن إسرائيل تتآمر مع دول من الجوار الروسي من أجل توفير خدمات تمكن سلاح الجو الإسرائيلي من ضرب إيران.

(World Tribune, Russia threatens to Sell Arms to Israel s Enemies) وبهذا تكون روسيا قد أعطت إشارة إلى إيران بأنها غير معنية بضربها، وإشارة لمن يتآمرون على إيران بأن روسيا ربما تفضح الاستعدادات لضرب المنشآت النووية الإيرانية.

ثانياً: لوحت روسيا لبولندا بالأسلحة النووية فيما إذا تم نشر الدرع الصاروخية الأمريكية على أراضيها. من الصعب أن نتخيل روسيا تستعمل الأسلحة النووية في هذا الظرف الدولي السائد، لكن مجرد الحديث في النووي يعطي مؤشرا على مدى الغضب أو الانزعاج الروسي من الخطوة الأمريكية والقبول البولندي. (Associated Press, Russia: Poland Risks an Attack Due to US Missiles) هذا ينطوي على نية روسيا استعمال بما هو متوفر لديها من أدوات بما في ذلك القوة لمنع نشر تلك الصواريخ، وليس من المشكوك فيه أن أمريكا وبولندا قد فهمتا الرسالة. علما أنه قد سبق أن أعلنت روسيا عن نشر صواريخها في كاليننغراد التي تطل على بولندا ومساحة لا بأس بها من أوروبا، وذلك كجزء من الرد على النشر الصاروخي الأمريكي. ومن المعروف أن كاليننغراد الواقعة إلى الشمال الشرقي من بولندا عبارة عن منطقة استراتيجية من الناحية العسكرية، وتشكل البطاريات الصاروخية فيما إذا نُشرت تهديدا كبير للأمن الأوروبي.

ثالثاً: أعلنت روسيا عن تطوير صاروخ نووي جديد عابر للقارات ومتعدد الرؤوس، وقادر على اختراق أجهزة الرادار. في هذا الصاروخ تعبير عن تطور التقنية العسكرية الروسية من حيث أن أجهزة الرادار الغربية لا تستطيع اكتشافه، ذلك على نمط الطائرة الأمريكية ستيلث التي لا يكتشفها الرادار، ورسالة تقول إن تصنيع المعدات العسكرية العصية على أجهزة الكشف والرصد ليس حكرا على الولايات المتحدة. (Check Russian missile Index) ومن ناحية أخرى، يعتبر الصاروخ متطورا من حيث إن رؤوسه استراتيجية قادرة على تحقيق ضربات قوية في العدو.

كما أعلنت روسيا عن خطة لتطوير نظام دفاعي نووي جديد في السنوات القادمة، وذلك لتعزيز قدرة الردع النووية في مواجهة القدرة الأمريكية. وهذا يعني أن هناك اندفاعا نحو سباق من التسلح كان قد هدأ منذ انهيار الاتحاد السوفييتي. وأضاف الروس أنهم سيعملون أيضا على تطوير القدرات التقليدية للجيش الروسي بهدف تحديث أسلحته وتطوير قدراته في مواجهة الجيوش التقليدية. وضمن هذا الهدف أعلنت روسيا عن قنبلة أسمتها أم القنابل (أب كل القنابل) وهي تفوق بقوتها الحرارية والموجات الإشعاعية أعتى القنابل الأمريكية بعشر مرات، إنها تدميرية بحجم قنبلة نووية تكتيكية، لكنها لا تعتمد على البلوتونيوم

(Matthew Vea, The Return of Russia as a Superpower.

رابعاً: بدأت روسيا تجوب البحار العالية، وتقوم بنشاطات بحرية كانت قد توقفت منذ زمن بعيد. بداية أرسلت بعض قطعها البحرية إلى فنزويلا، الدولة التي تنظر إليها أمريكا بعين الغضب، في إشارة إلى أن لدى روسيا الاستعداد للتحالف أو التعاون مع دول لا ترضى عنها أمريكا، مثلما تقوم أمريكا بالتعاون مع دول لا ترضى عنها روسيا. وفي إشارة منها إلى عقلية التحالفات، قامت بزيارة بحرية لكوبا للتأكيد بأن لدى روسيا إمكانية إزعاج أمريكا من الناحية العسكرية إذا استمرت أمريكا في عمليات الإزعاج والحصار العسكري الذي تعمل على ضربه في المحيط الروسي.

وروسيا أرسلت قاذفتين استراتيجيتين إلى فنزويلا خريف عام ،2008 وقامت القاذفتان بالتحليق فوق الكاريبي. وأيضا شاركت فنزويلا بمناورات بحرية ربما ردا على المناورات التي أجرتها أمريكا مع جورجيا في البحر الأسود ((Peter Brookes, he New York PostS.

عمدت البحرية الروسية إلى الذهاب قبالة شواطئ الصومال من أجل مواجهة القراصنة أو المشاركة في المجهود الدولي لمواجهة القرصنة، وأخذت تسير الدوريات المختلفة في المحيطات. لا تحاول روسيا بهذا أن تستفز أحدا، وإنما تحاول إفهام الولايات المتحدة أن زمن الاستفراد بالقرار على الساحة العالمية يجب أن يتوقف، وأن ما كانت أمريكا تستطيع القيام به من دون مساءلة، عليها أن تفكر فيه الآن أكثر من مرة. وتحاول روسيا أن تقول أيضا إن لديها القدرات المادية التي تمكنها من العودة إلى نشاط ما على الساحة الدولية، وإن زمن العوز الذي شهدت فيه روسيا تباطؤا اقتصاديا أو محنة اقتصادية قد خفت وطأته إلى حد كبير.

خامساً: حاولت أمريكا تشديد العقوبات على إيران بسبب استمرارها في مشروعها النووي من خلال مجلس الأمن، إلا أن روسيا رفضت ذلك. في هذا إشارة قوية لأمريكا بأن المشكلة النووية التي تؤرقها قد لا تجد تعاونا روسيا، وأن إيران ستمضي بعيون روسية مغمضة، أو ربما بتعاون روسي مع إيران يوفر لها نوعا من الحماية أو الردع في حال قررت أمريكا توجيه ضربة عسكرية. ربما لا تكون روسيا مؤيدة للبرنامج النووي الإيراني، لكن المسألة الآن باتت متعلقة بشد الحبل وليّ الأذرع، ومن الممكن التهاون في مسألة غير مؤرقة لصالح مسألة كبيرة تقض المضاجع.

سادساً: جمدت روسيا العمل باتفاقية الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا بتاريخ 7/10/2007 ردا على التطورات الأمنية التي حصلت في أوروبا والتي باتت تهدد الأمن الروسي. تم توقيع هذه الاتفاقية عام 1990 بين حلف الأطلسي وحلف وارسو بهدف الحد من الأسلحة التقليدية على جانبي خطوط المواجهة بين الطرفين، أي تخفيض أعداد الدبابات والمدافع والصواريخ والطائرات الحربية والطائرات السمتية. وقد تم تعديلها عام 1999 بسبب الأوضاع التي طرأت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وانفراط عقد حلف وارسو، وأصبحت روسيا هي المعنية بالتعديل لأنها الدولة الوحيدة من الحلف التي بقيت معنية بترتيبات أمنية مع أوروبا أو الأطلسي.

من الناحية العملية، لم يعد لهذه الاتفاقية مع السنوات قيمة لأن عددا من جمهوريات الاتحاد السوفييتي المنهار قد أصبح في الأطلسي، وأصبحت أسلحته ضمن القدرات العسكرية الأطلسية مما عنى اختلالا في توازن القوى التقليدية بين روسيا والأطلسي. هذا وقد أثرت مسألة نشر الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا وعلى حدود روسيا جذريا في اتفاقية الأسلحة التقليدية لأن أهمية هذه الأسلحة قد تقلصت أمام درع صاروخية مضادة للصواريخ كفيلة بتعطيل مفعول الصواريخ الروسية. لقد جمد الرئيس الروسي في حينه فلاديمير بوتين الاتفاقية لأنها أصبحت تخدم الأمن الغربي على حساب الأمن الروسي.

تجميد الاتفاقية يعني أن الطرفين سيقومان بحشد آلياتهم العسكرية على خطوط المواجهة، ويعني المزيد من الاستنزاف للطاقات سواء من زاوية سباق التسلح، أو من زاوية الإبقاء على درجة معينة من الاستعداد العسكري والأمني. أي أن بعض التوتر الذي غاب عن الساحة الأوروبية سيعود.

سابعاً: كانت الخطوة الروسية في تقديم عشر طائرات ميج 29 مستعملة للبنان موفقة جدا في اختراق أحد معاقل الاحتكار الأمريكي على الأقل من الناحية العسكرية. بقي الجيش اللبناني حتى الآن عالة على الدول الغربية فيما يتعلق بالتسليح،

((Robert Worth, Russia Testing US Sway: Offers Lebanon 10 warplanes وبقيت أمريكا وفرنسا تقرران حول ما يجب على الجيش اللبناني أن يمتلك من أسلحة، وما يجب ألا يمتلك. وقد حرصت الدولتان على بقاء الجيش متخلفا من ناحية المعدات حتى لا يشكل يوما تهديدا ل إسرائيل. أتى القرار الروسي ليكسر هذا الاحتكار، إلا إذا قررت الحكومة اللبنانية ردّ الهدية.

المسألة هنا لا تقتصر على تقديم عشر طائرات، وإنما تتضمن تدريب طيارين، وتزويداً بالذخائر وقطع الغيار والأجهزة الإليكترونية، وتنطوي على زيارات متبادلة لعسكريين وخبراء في مجال التسليح. أي أن بقاء هذه الطائرات في لبنان يُلزم الحكومة اللبنانية أو الجيش اللبناني باستمرار التواصل العسكري مع روسيا. كما أن هذه الطائرات مصنفة بالهجومية، وهذه هي المرة الأولى التي يمتلك فيها الجيش اللبناني سلاحا هجوميا منذ الإعلان عن قيام الجمهورية.

وضعت روسيا بهذه الخطوة القوى اللبنانية الموالية للولايات المتحدة في مأزق، ووضعت إسرائيل في حيرة، وألزمت الجيش اللبناني بضرورة التحول إلى جيش يستطيع الدفاع عن الوطن، ولا يقوم فقط بدور الشرطي الذي يفصل بين المتحاربين اللبنانيين.

قوى 14 آذار تقول إن الدفاع عن الوطن عبارة عن مهمة خاصة بالجيش اللبناني، ومن هنا تضعهم روسيا أمام الاختبار الحقيقي فيما إذا كانوا يسعون فعلا إلى تحويل الجيش إلى جيش قادر على حماية الوطن، أو هي تضعهم في موقف محرج لا يستطيعون معه رفض الهدية، بخاصة أن أمريكا لا يمكن أن تسلمهم أسلحة هجومية.

أما إسرائيل فستجد نفسها في يوم ما في صدام لا تريده مع الجيش اللبناني. لقد صنفت الجيش اللبناني دائما على أنه جيش غير معاد، ولا يجوز المساس به، أما والحالة الآن في لبنان خاضعة للكثير من المناكفات والمزاودات، فإن الجيش قد يجد نفسه في حرج فيقرر استخدام هذه الطائرات في أي مواجهة عسكرية مع إسرائيل. من الناحية التقنية، إسرائيل قادرة على التعامل بنجاح مع هذه الطائرات، لكنها تغامر فيما إذا قامت بتدميرها بتأليب عناصر كثيرة من الجيش اللبناني ومن مختلف الطوائف لتتحدى إسرائيل.

إسرائيل تسعى دائما إلى التقليل من عدد الأعداء وزيادة عدد المحايدين والأصدقاء.

ثامناً: التفجير النووي الكوري. عبرت روسيا عن انزعاجها من التفجير النووي الكوري الشمالي والذي تم في 25/5/،2009 لكنها لم تفقد أعصابها ولم تهدد ولم تتوعد، وبدت أحيانا وكأن الأمر ليس بذلك التحول الاستراتيجي الذي يمكن أن يغير موازين القوى في المنطقة وفي العالم. أما الولايات المتحدة فأبدت انزعاجا شديدا، وأخذت تتوعد، ودعت هي واليابان إلى اجتماع لمجلس الأمن لاتخاذ إجراءات وعقوبات ضد كوريا. تقدمت الدولتان بمشروع قرار يشدد العقوبات على كوريا، لكن مجلس الأمن اكتفى بإدانة التفجير النووي بتاريخ 25/5/2009 على اعتبار أنه مخالف لقرار مجلس الأمن الذي اتخذ عام 2006 ويطالب كوريا بالتوقف عن النشاطات النووية.

ظهر مندوب روسا لدى الأمم المتحدة على الشاشة عقب اتخاذ مجلس الأمن لقرار الإدانة وقال إن هذه مجرد إدانة، وإن المزيد سيتبع

((Jaen Lee, Security Council Condemns North Korean Nuclear Test دون توضيح هذا المزيد. ليس من المتوقع أن توافق روسيا الولايات المتحدة على اتخاذ إجراءات أو عقوبات شديدة ضد كوريا لأن كوريا تشكل حليفا استراتيجيا إذا أرادت روسيا البحث عن حلفاء، وعلى الأقل، هي تشكل عامل إضعاف للهيمنة الأمريكية في منطقة شرق آسيا. فإذا رغبت روسيا في تعزيز مكانتها في العالم فإن وقوفها ضد كوريا الشمالية سيشكل طعنة لمصداقية تصريحات بعض زعمائها، وستكون بذلك قد عقرت تطلعها المستقبلي نحو إثبات الذات والتميز. صوتت روسيا إلى جانب تشديد العقوبات على كوريا في مجلس الأمن بسبب التفجير النووي، لكن لا بد من انتظار التطبيق العملي لتقييم المقاربة.

تاسعاً: إغلاق القاعدة الجوية الأمريكية في قرقيزيا. أعلنت قرقيزيا أنها طلبت من الولايات المتحدة إغلاق قاعدتها الجوية بالقرب من العاصمة بشكيك، ومما تسرب من معلومات، يبدو أن روسيا قدمت لقرقيزيا قرضا بمبلغ 2 مليار دولار، ومساعدة قيمتها 150 مليون دولار.

(Pat Frost, US-Russia, Great Gaming in Kyrgzstan)، وهذا يعني أن روسيا توسع دائرة إثبات نفسها حول العالم وبخاصة في أواسط آسيا التي تحاول الولايات المتحدة تحويلها إلى مناطق نفوذ.

عاشراً: عملت روسيا بالتعاون مع الصين على صياغة وثيقة شنغهاي عام 1996 بهدف التعاون الإقليمي بخاصة من الناحية الاقتصادية، لكن بوتين سعى إلى تطوير الوثيقة لتصبح عام 2001 منظمة شنغهاي للتعاون، ولتضم روسيا والصين وطاجكستان وكازاخستان وقرقيزيا وأوزباكستان، ولتنضم أربع دول بصفة مراقب وهي إيران والهند وباكستان ومنغوليا. تضمن ميثاق المنظمة مسألة الاحترام المتبادل بين هذه الدول، وتحقيق التعاون في المجالات التنموية ومكافحة المخدرات، والبناء الدولي وفق معايير اقتصادية وسياسية جديدة تقوم على العدل وفكرة الحكم الصالح. وقد طورت المنظمة رؤيتها في قمتها لعام 2002 إذ قالت إنها تهدف إلى تعزيز السلام والأمن الدوليين من خلال تعدد القطبية. ورأت المنظمة بأن نظام القطب الواحد لم يقم العدل، وساعد على التسلط والهيمنة الدولية.

عقدت المنظمة مؤتمر قمة بتاريخ 15/6/2009 في روسيا بحضور زعماء الدول الست، وزعماء الدول ذات صفة مراقب عدا رئيس إيران المنشغل بالتظاهرات التي اجتاحت طهران عقب نتائج الانتخابات الرئاسية. قال الرئيس الروسي إن المؤتمر سيناقش مسألة الأمن الإقليمي (أواسط آسيا)، بتركيز على أفغانستان، والأزمة المالية العالمية.

(Vladimir Isachenkov, Russia, China, Central Asian Nations Hold Summit) من المتوقع أن يكون المؤتمر بمثابة رسالة إلى أمريكا بأنها لم تعد اللاعب الأوحد على الساحة العالمية.

هذا وقد عمدت روسيا إلى تشكيل التجمع الاقتصادي المعروف باسم BRIC والذي يضم روسيا والبرازيل والهند والصين ليكون قوة اقتصادية مستقبلية تنافس الدول الصناعية وعلى رأسها الولايات المتحدة. من المتوقع أن تصبح الصين والهند الدولتين الرائدتين في الإنتاج الصناعي، والبرازيل وروسيا الرائدتين في إنتاج المواد الخام، وأن يكون لها جميعا وضع اقتصادي مميز. وقد عقدت هذه الدول مؤتمرا في روسيا بتاريخ 16/6/،2009 للتداول الاقتصادي، وقررت أن تسير قدما نحو إيجاد عملة احتياطية عالمية جديدة إلى جانب الدولار. هذا بحد ذاته يعني أن روسيا استطاعت أن تجمع حولها دولاً يمكن أن تشكل مواجهة اقتصادية مع الولايات المتحدة، وتختزل قطبيتها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"