وسّعت إسرائيل، أمس الأربعاء، غاراتها الجوية وعمليات القصف على أنحاء مختلفة في قطاع غزة، مع دخول الحرب يومها ال 236، وسط معارك محتدمة في جباليا واشتباكات ضارية بين الفصائل الفلسطينية وقوات من الجيش الإسرائيلي المتوغلة وسط وغرب مدينة رفح، وبينما أقر الجيش الإسرائيلي بمقتل 3 من جنوده وإصابة 6 آخرين بينهم 3 إصابتهم خطيرة، أعلن عن سحب لواء المظليين من مخيم جباليا ومغادرته المنطقة، فيما دعا الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى قطاع غزة، حيث يواجه ملايين السكان أزمة جوع آخذة في التفاقم، في حين أكد مصدر مصري رفيع المستوى أنه لا توجد أية اتصالات مع الجانب الإسرائيلي بشأن الادعاءات بوجود أنفاق على حدود القطاع مع مصر، مشيراً إلى أن إسرائيلي تحاول توظيف هذه الادعاءات لإطالة أمجد الحرب.
وتوقفت خدمات الاتصالات والإنترنت في مدينة رفح تزامناً مع قصف للطيران الإسرائيلي، وقتل 15 فلسطينياً وأصيب آخرون جراء القصف الإسرائيلي والغارات على مناطق متفرقة في مدينة رفح منذ صباح أمس، بينما قتل 4 مدنيين وأصيب عدد من الجرحى بينهم أطفال جراء غارة إسرائيلية على منطقة ميراج جنوب رفح. كما قتل 4 مواطنين وأصيب عشرات جراء استهداف الجيش الإسرائيلي منزلاً في حي السلام شرق مدينة خانيونس، جنوب القطاع. وارتفعت حصيلة الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة إلى 36171 قتيلاً و81420 مصاباً، وذلك بعد ارتكاب الجيش الإسرائيلي 6 مجازر وصل منها 75 قتيلاً و284 مصاباً إلى المستشفيات خلال الساعات الماضية.
مقتل وجرح 9 جنود
ومن جهته، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ظهر أمس الأربعاء، مقتل 3 من جنوده وإصابة 6 ضباط وجنود آخرين بجراح بينهم 3 وصفت جراحهم بالخطرة بعملية تفجير مبنى في رفح. وذكر موقع «واينت» العبري أن لواء المظليين الإسرائيلي أنهى مهمته في مخيم جباليا شمال قطاع غزة وغادر المنطقة. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن هذا الشهر عن مقتل عدد من جنوده التابعين للواء المظليين في شمال غزة منهم، جندي إسرائيلي برتبة رقيب خلال معارك شمال غزة يدعى بن أفيشاي (20 عاماً) من نهاريا. كما أعلن الجيش الإسرائيلي في 19 مايو مقتل جندي في المعارك الدائرة بقطاع غزة، برتبة رائد ينتمي أيضاً إلى نفس اللواء.
من جهة أخرى، قالت رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر كيت فوربس لرويترز في مقابلة بالعاصمة الفلبينية مانيلا «نحن في حاجة ماسة إلى حل سياسي يسمح لنا بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار لإيصال المساعدات». وقالت فوربس، «نحن مستعدون لإحداث فرق. علينا أن نتمكن من الوصول، ولكي نتمكن من الوصول إلى هناك يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار». ورئيس الاتحاد الدولي منصب تطوعي ويشرف على شبكة تضم 191 منظمة تعمل أثناء وبعد الكوارث والحروب، ومن بينها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التي لديها أطقم إسعاف في غزة.
ومن جانبها، تمكّنت منظمة الصحة العالمية للمرة الأولى منذ 13 أيار/مايو، من الوصول إلى شمال القطاع لتسليم الوقود والمعدّات إلى المستشفى الأهلي، حسبما أعلن المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس الأربعاء. وقال غيبريسوس عبر منصة التواصل الاجتماعي إكس، إنّه لا يمكن إجراء أي عملية جراحية كبيرة «في المساء جراء نقص الكوادر المتخصّصة»، مضيفاً أنّ المنظمة تحاول نشر فريق في المكان.
في غضون ذلك، أشار المصدر المصري إلى أن إسرائيل توظف هذه الادعاءات لتبرر مواصلة عملية رفح وإطالة أمد الحرب لأغراض سياسية. وكان موقع «نزيف» الإخباري الإسرائيلي قد زعم وجود علاقة بين أنفاق غزة، والجيش المصري.
وادّعى الموقع أنه في بداية الحرب على غزة، تم اكتشاف فتحة ضخمة لنفق في شمال غزة يمكن للمركبات المرور من خلاله، فالمصريون، أعربوا بكل الطرق عن معارضتهم لاستيلاء الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا. (وكالات)
