إعداد: عمر عدس وصباح كنعان
وجه السياسي والكاتب الأمريكي رون بول، الذي كان عضواً في الكونغرس في 1976 حتى ،2013 وترشح للرئاسة عام ،1988 انتقاداً قاسياً لتشريع اقره مجلس النواب الأمريكي حديثاً، ودان فيه ما وصفه قرار مجلس النواب ب "عدوان" روسي ضد أوكرانيا، ويرى بول إن هذا القرار هو "حبة مسمومة" يمكن أن تشكل في المستقبل أساساً لقرارات أخرى تؤدي إلى حرب مع روسيا، وفي مقال نشره في موقع "انتي وور"، كتب يقول:
في الرابع من ديسمبر/كانون الأول أقر مجلس النواب الأمريكي ما اعتبره أحد اسوأ التشريعات التي أقرت يوماً، إذ إن صيغة القرار 758 "تدين بشده أعمال روسيا الاتحادية التي مارست، تحت قيادة الرئيس فلاديمير بوتين، سياسة عدوانية ضد بلدان مجاورة بهدف السيطرة السياسية والاقتصادية .
في الحقيقة، هذا القانون هو 16 صفحة من دعاية حرب كان يفترض أن تجعل حتى المحافظين الجدد يحمرون خجلا أن كانوا يخجلون أصلاً .
كنت دائماً اتابع عن كثب هذا النوع من القرارات التي يتبناها الكونغرس، لأن ما يوصف ببيانات "غير مؤذية" تعبر عن رأي، كثيراً ما يؤدي إلى إجازة حروب واتذكر أنني عارضت بقوة في العام 1998 "قانون تحرير العراق" لأنني، كما قلت في حينه، كنت أعرف أنه سيؤدي إلى حرب، وأنا لم أعارض القانون لأنني كنت معجباً بصدام حسين - تماماً كما أنني اليوم لست معجباً ببوتين أو أي زعيم سياسي أجنبي - وانما لأنني كنت أعرف آنذاك أن حرباً أخرى ضد العراق بعد "عاصفة الصحراء في 1990 - 1991) لن تحل المشكلات، بل ستزيد الأمور سوءاً على الأرجح، وجميعنا نعرف ما حدث بعد ذلك .
ولهذا السبب أكاد لا أصدق أنهم يفعلونها ثانية . وهذه المرة المخاطر أعظم بكثير: إذ إن أثارة حرب مع روسيا يمكن أن تؤدي إلى دمار شامل .
وإذا كان هناك أي شخص يعتقد أنني أبالغ بشأن مدى سوء هذا القرار، فإنني أود أن أعرض بضعة مضامين ينطوي عليها هذا التشريع .
يتهم القرار (الفقرة 3) روسيا بغزو أوكرانيا، ويدين انتهاك روسيا لسيادة أوكرانيا، ولكن هذه الفقرة لم تقدم أي دليل على ما تقول . وطبعاً نحن قادرون بفضل أقمارنا الصناعية المتطورة، التي يمكنها قراءة لوحة أرقام سيارة من الفضاء، على التقاط تسجيلات فيديو وصور لمثل هذا الغزو الروسي المزعوم أما فيما يتعلق بانتهاك سيادة أوكرانيا، لماذا لا يعد انتهاكاً لسيادة أوكرانيا واقع مشاركة الولايات المتحدة في إسقاط الحكومة المنتخبة لهذا البلد، وهو ما حدث في فبراير/شباط؟ لقد سمعنا جميعاً تسجيلات لاجتماعات مسؤولين في وزارة الخارجية وهم يتآمرون مع السفير الأمريكي في أوكرانيا من أجل إسقاط تلك الحكومة . وسمعنا أيضاً مساعدة وزير الخارجية فيكتوريا نولاند وهي تتبجح بأن الولايات المتحدة انفقت 5 مليارات دولار على عملية تغيير النظام في أوكرانيا، فلماذا يكون هذا أمراً مقبولاً؟
يتهم القرار (الفقرة 11) الناس في شرق أوكرانيا بتنظيم "انتخابات مخادعة وغير مشروعة" في نوفمبر/تشرين الثاني، ولكن لماذا توصف ب"المخادعة وغير المشروعة" كل انتخابات تسفر عن نتائج غير مرغوبة بالنسبة للولايات المتحدة؟ هل من غير المسموح للناس في شرق أوكرانيا أن يمارسوا حق تقرير المصير؟ أو ليس هذا حقاً إنسانياً؟
* الفقرة 16 من القرار تدين روسيا لبيعها أسلحة إلى حكومة الأسد في سوريا، ولكنها لم تشر طبعاً إلى أن تلك الأسلحة ستستخدم لمحاربة تنظيم "داعش" - الذي ندعي أنه العدو - في حين إن الأسلحة الأمريكية التي تسلم إلى مقاتلي المعارضة في سوريا قد وصلت فعلاً إلى أيدي مقاتلي "داعش" .
* الفقرة 17 من القرار دانت روسيا بسبب ما ادعت أنها عقوبات اقتصادية فرضتها على أوكرانيا - علماً بأن الولايات المتحدة فرضت على روسيا سلسلة من العقوبات الاقتصادية، وتدرس فرض المزيد .
* تقول الفقرة 22 من القرار إن روسيا غزت جمهورية جورجيا عام 2008 . هذا ببساطة غير صحيح، فحتى الاتحاد الأوروبي - وهو ليس بصديق لروسيا - خلص في تحقيقه بشأن أحداث 2008 إلى أن جورجيا هي التي "بدأت حرباً" غير مبررة ضد روسيا، وليس العكس . فكيف يتملص أعضاء الكونغرس من مثل هذا الافتراء؟ الا يكلف الأعضاء أنفسهم عناء قراءة نصوص القرارات قبل التصويت عليها؟
هذا التشريع ثم تبنيه اليوم، ولم يصوت ضده سوى عشرة أعضاء (من أصل مجموع الأعضاء البالغ 435)، عشرة مشرعين فقط شعروا بالقلق من أن يستخدم هذا التزوير وهذه الدعاية كمبرر لقرع طبول حرب ضد روسيا .
وجه السياسي والكاتب الأمريكي رون بول، الذي كان عضواً في الكونغرس في 1976 حتى ،2013 وترشح للرئاسة عام ،1988 انتقاداً قاسياً لتشريع اقره مجلس النواب الأمريكي حديثاً، ودان فيه ما وصفه قرار مجلس النواب ب "عدوان" روسي ضد أوكرانيا، ويرى بول إن هذا القرار هو "حبة مسمومة" يمكن أن تشكل في المستقبل أساساً لقرارات أخرى تؤدي إلى حرب مع روسيا، وفي مقال نشره في موقع "انتي وور"، كتب يقول:
في الرابع من ديسمبر/كانون الأول أقر مجلس النواب الأمريكي ما اعتبره أحد اسوأ التشريعات التي أقرت يوماً، إذ إن صيغة القرار 758 "تدين بشده أعمال روسيا الاتحادية التي مارست، تحت قيادة الرئيس فلاديمير بوتين، سياسة عدوانية ضد بلدان مجاورة بهدف السيطرة السياسية والاقتصادية .
في الحقيقة، هذا القانون هو 16 صفحة من دعاية حرب كان يفترض أن تجعل حتى المحافظين الجدد يحمرون خجلا أن كانوا يخجلون أصلاً .
كنت دائماً اتابع عن كثب هذا النوع من القرارات التي يتبناها الكونغرس، لأن ما يوصف ببيانات "غير مؤذية" تعبر عن رأي، كثيراً ما يؤدي إلى إجازة حروب واتذكر أنني عارضت بقوة في العام 1998 "قانون تحرير العراق" لأنني، كما قلت في حينه، كنت أعرف أنه سيؤدي إلى حرب، وأنا لم أعارض القانون لأنني كنت معجباً بصدام حسين - تماماً كما أنني اليوم لست معجباً ببوتين أو أي زعيم سياسي أجنبي - وانما لأنني كنت أعرف آنذاك أن حرباً أخرى ضد العراق بعد "عاصفة الصحراء في 1990 - 1991) لن تحل المشكلات، بل ستزيد الأمور سوءاً على الأرجح، وجميعنا نعرف ما حدث بعد ذلك .
ولهذا السبب أكاد لا أصدق أنهم يفعلونها ثانية . وهذه المرة المخاطر أعظم بكثير: إذ إن أثارة حرب مع روسيا يمكن أن تؤدي إلى دمار شامل .
وإذا كان هناك أي شخص يعتقد أنني أبالغ بشأن مدى سوء هذا القرار، فإنني أود أن أعرض بضعة مضامين ينطوي عليها هذا التشريع .
يتهم القرار (الفقرة 3) روسيا بغزو أوكرانيا، ويدين انتهاك روسيا لسيادة أوكرانيا، ولكن هذه الفقرة لم تقدم أي دليل على ما تقول . وطبعاً نحن قادرون بفضل أقمارنا الصناعية المتطورة، التي يمكنها قراءة لوحة أرقام سيارة من الفضاء، على التقاط تسجيلات فيديو وصور لمثل هذا الغزو الروسي المزعوم أما فيما يتعلق بانتهاك سيادة أوكرانيا، لماذا لا يعد انتهاكاً لسيادة أوكرانيا واقع مشاركة الولايات المتحدة في إسقاط الحكومة المنتخبة لهذا البلد، وهو ما حدث في فبراير/شباط؟ لقد سمعنا جميعاً تسجيلات لاجتماعات مسؤولين في وزارة الخارجية وهم يتآمرون مع السفير الأمريكي في أوكرانيا من أجل إسقاط تلك الحكومة . وسمعنا أيضاً مساعدة وزير الخارجية فيكتوريا نولاند وهي تتبجح بأن الولايات المتحدة انفقت 5 مليارات دولار على عملية تغيير النظام في أوكرانيا، فلماذا يكون هذا أمراً مقبولاً؟
يتهم القرار (الفقرة 11) الناس في شرق أوكرانيا بتنظيم "انتخابات مخادعة وغير مشروعة" في نوفمبر/تشرين الثاني، ولكن لماذا توصف ب"المخادعة وغير المشروعة" كل انتخابات تسفر عن نتائج غير مرغوبة بالنسبة للولايات المتحدة؟ هل من غير المسموح للناس في شرق أوكرانيا أن يمارسوا حق تقرير المصير؟ أو ليس هذا حقاً إنسانياً؟
* الفقرة 16 من القرار تدين روسيا لبيعها أسلحة إلى حكومة الأسد في سوريا، ولكنها لم تشر طبعاً إلى أن تلك الأسلحة ستستخدم لمحاربة تنظيم "داعش" - الذي ندعي أنه العدو - في حين إن الأسلحة الأمريكية التي تسلم إلى مقاتلي المعارضة في سوريا قد وصلت فعلاً إلى أيدي مقاتلي "داعش" .
* الفقرة 17 من القرار دانت روسيا بسبب ما ادعت أنها عقوبات اقتصادية فرضتها على أوكرانيا - علماً بأن الولايات المتحدة فرضت على روسيا سلسلة من العقوبات الاقتصادية، وتدرس فرض المزيد .
* تقول الفقرة 22 من القرار إن روسيا غزت جمهورية جورجيا عام 2008 . هذا ببساطة غير صحيح، فحتى الاتحاد الأوروبي - وهو ليس بصديق لروسيا - خلص في تحقيقه بشأن أحداث 2008 إلى أن جورجيا هي التي "بدأت حرباً" غير مبررة ضد روسيا، وليس العكس . فكيف يتملص أعضاء الكونغرس من مثل هذا الافتراء؟ الا يكلف الأعضاء أنفسهم عناء قراءة نصوص القرارات قبل التصويت عليها؟
هذا التشريع ثم تبنيه اليوم، ولم يصوت ضده سوى عشرة أعضاء (من أصل مجموع الأعضاء البالغ 435)، عشرة مشرعين فقط شعروا بالقلق من أن يستخدم هذا التزوير وهذه الدعاية كمبرر لقرع طبول حرب ضد روسيا .
