عادي
اتهامات خطرة تلاحق 12 زعيماً و128 مسؤولاً سياسياً

«وثائق بنما» تهز العالم بفضائح غسل الأموال والتهرب الضريبي

06:07 صباحا
قراءة 10 دقائق
إعداد: عمار عوض

تعود الناس ألا يلقوا بالاً للأخبار التي تأتي مطلع شهر إبريل/نيسان، الذي ارتبط بدعاباته الطريف منها والثقيل، لكن إبريل هذا العام كان مختلفاً عندما وجد الناس الأخبار تملأ الشاشات مدعمة بوثائق تتحدث عن كيفية تكوم الثروات لزعماء العالم ونجومه من تحت ظهر الحكومات والشعوب، واتخذت لنفسها طريقاً نحو دولة «بنما»، حيث يقبع مكتب المحاماة الذي يدير أسوأ عمليات لغسيل الأموال والتهرب من الضرائب بإنشاء ملاذات ضريبية غير شرعية، وشركات تخرج منها حسابات بنكية بمليارات الدولارات.
اصطلح على تسمية هذه الملفات (وثائق بنما)، وهي تسريب صحفي لوثائق سرية من مكتب المحاماة البنمي موساك فونسيكا الذي وصفته صحيفة «الغارديان» بـ«رابع أكبر مكتب محاماة أوفشور في العالم». تتعلق بالحسابات الخارجية لرؤوس الدول وشخصيات عامة وسياسية أخرى، إضافة إلى أشخاص من البارزين في الأعمال والشؤون المالية والرياضية. هذه الوثائق نشرت أمس، وتحتوي على 11.5 مليون وثيقة أعطيت من قبل مصدر مجهول إلى الصحيفة الألمانية زود دويتشي تسايتونج، التي تشاركتها مع الائتلاف الدولي للصحفيين الاستقصائيين، ووزعت الوثائق على 107 مؤسسات صحفية في 78 دولة وحللت من قبلها، ووصفت بأنها التسريب الصحفي الأكبر في التاريخ.
ويتوقع أن تحدث الوثائق زلزالاً في الحياة السياسية في دول عالمية عدة، مما يمكن أن يقود للإطاحة بعدد من الرؤوس الكبرى، حيث بلغ حجم البيانات 2.6 تيرابايت، وفيها معلومات عن 140 مؤسسة أوفشور متعلقة بنحو 12 زعيماً و128 مسؤولاً سياسياً وشخصيات عامة عدة، وتمت مراجعة الوثائق من قبل صحفيين في 80 دولة توقع مدير الائتلاف الدولي للصحفيين الاستقصائيين جيرالد رايل أن يكون هذا التسريب «أكبر ضربة يتلقاها عالم الأوفشور»، نظراً لحجم الوثائق المسربة.
من ضمن رؤساء الدول الذين يعدون من المتورطين الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري، ورئيس وزراء آيسلندا سيغموندر دافيد غونلاوغسون، والرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، وبعض من أفراد عائلة الرئيس السوري بشار الأسد، كما تضمنت القائمة بعضاً من الرؤساء سابقين مثل بعض أفراد عائلة الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، ورئيس وزراء جورجيا السابق بيدزينا إيفانيشفيلي، ورئيس وزراء أوكرانيا السابق بافلو لازارينكو، كما وجه اتهام لأقارب ومعارف رؤساء عدة، مثل زوجة وأبناء وأخت الرئيس الأذربيجاني، ووالد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وابنة رئيس الوزراء الصيني السابق لي بينغ، وأخت الملك الإسباني المتنحي خوان كارلوس الأول، وأصدقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إضافة إلى ست أعضاء في مجلس اللوردات البريطاني وثلاثة من الأعضاء السابقين في مجلس العموم البريطاني من حزب المحافظين البريطاني.
ومن الأفراد الذين ذكروا في وثائق بنما من الاتحاد الدولي لكرة القدم الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني، المسؤول في فيفا جيروم فالكه، إلى جانب رجلي الأعمال الأرجنتينيين أوغو، وماريانو جينكيس، اللذين تورطا في قضية فساد الفيفا 2015، وعضوي لجنة الآداب في «فيفا» خوان بيدرو دامياني، وأوجينيو فيغيريدو.

بوتين في عين العاصفة

وأوضحت أوراق بنما المسربة، تفاصيل تزعم بتورط لمقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في عمليات تهرب ضريبي وغسيل أموال، من خلال مساعدته لمجموعة من الأصدقاء المقربين، رغم عدم ظهور اسمه في أية وثيقة من الوثائق المسربة.
وبحسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فإن سيرغى رولداجين، أقرب أصدقاء بوتين، والأب الروحي لابنته ماريا، قد كون ثروة وصلت إلى حوالى 100 مليون دولار، أو ربما أكثر من ذلك.
وذكرت الوثائق، أن صديق بوتين رولداجين، لديه حصة تصل إلى حوالي 12.5% من أسهم إحدى أكبر شركات الدعاية والإعلان الروسية، التي تحقق عوائد سنوية تتجاوز 800 مليون يورو. وكشفت البيانات أيضاً شبكة يشتبه بها لغسل الأموال تقدر قيمتها بنحو مليار دولار يديرها بنك روسي ويشارك فيها عدد من المقربين لبوتين. ويدير العملية بنك روسيا، الذي فرضت عليه عقوبات أمريكية وأوروبية إثر ضم روسيا لشبه جزيرة القرم. وتمتد صداقة عازف التشيلو رولدوغين مع بوتين منذ كانا صبية، وهو الأب الروحي لماريا، ابنة بوتين.

الأسد.. فساد أسري

كما كشفت الوثائق المسربة، عن تفاصيل استغلال أسرة الرئيس السوري بشار الأسد، لاقتصاد البلاد، ضاربة المثل بالملياردير السوري العميد حافظ مخلوف، وهو ابن خال الرئيس السوري، ويسيطر على استثمارات في قطاعات البترول والاتصالات. وقالت الوثائق، إن العميد مخلوف وشقيقه الملياردير رامي مخلوف، سيطرا على الاقتصاد عن طريق امتلاك شركات متنوعة الأنشطة منذ عام 1998 في مجال الاتصالات مع مستثمرين أردنيين. وفي عام 2002، شارك مخلوف في تأسيس شركة «سوريا للاتصالات»، لخدمات الهاتف المحمول، إذ حصل على نسبة 10% منها في سوريا، ونسبة 63% لشركته في جزر فيرجن البريطانية، وأجرى باسمها معاملات عدة في العاصمة النمساوية فيينا.

علاء مبارك.. عميل خطر

ويتوقع أن تحدث الوثائق الكثير من الجدل في مصر بعد كشفها عن امتلاك «علاء مبارك» النجل الأكبر للرئيس السابق حسنى مبارك لشركة «بان وورلد» للاستثمارات التابعة لشركة «بريتيش فيرجن أيلاند» العملاقة، التى تدار أعمالها عبر شركة الخدمات المالية «كريدى سويس». وسلطت الوثائق المسربة الضوء على مطالبة شركة «بريتيش فيرجن أيلاند» الوكيلة لشركة «بان وورلد» لمالكها «علاء مبارك»، شركة «موساك فونسيكا» بتجميد أصول وحسابات ومعاملات شركة علاء مبارك كافة عام 2011 بعد الإطاحة بمبارك، وذلك بموجب قرار أصدره الاتحاد الأوروبي بتجميد حسابات وأصول عائلة مبارك خارج مصر. وأظهرت شركة «موساك فونسيكا» تهاوناً في الكشف عن معلومات عن تعاملات شركة «بان وورلد» لمالكها «علاء مبارك»، وفقاً للوثائق المسربة، وتقاعساً عن تجميد أصول وحسابات الشركة، مما أدى إلى تغريم الأخيرة في عام 2013 بمبلغ قدر بنحو 37500 دولار (332 ألف جنيه مصري)، لإهمالها التعاطي مع شركة لـ«عميل فائق الخطورة» وفقاً للوصف المذكور بالوثائق المسربة.

من الصين إلى أوكرانيا

وأشارت الوثائق إلى أن ثمانية أعضاء على الأقل للجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني الحاكم لديهم شركات مدرجة في مكتب المحاماة موساك فونيسكا، كما تشير إلى شقيق الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي يملك شركتين في جزر فرجن البريطانية تم تسجيلهما عام 2009. بين أقرباء الرئيس الصيني الذين وردت أسماؤهم دينغ جياغي زوج الشقيقة الكبرى لشي. وقالت الوثائق إن دينغ أصبح في 2009، عندما كان شي عضواً في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني الذي يتمتع بنفوذ كبير - مسهماً في شركتين وهميتين في جزر فرجن البريطانية.
وتشمل قائمة قادة العالم الذين استخدموا موساك فونسيكا لإنشاء شركات، الرئيس الحالي للأرجنتين، موريسيو ماكري، الذي كان المدير والنائب لرئيس شركة الباهاما عندما كان يعمل كرجل أعمال ورئيس بلدية العاصمة الأرجنتينية، بوينس آيرس. وقال متحدث باسم الرئيس ماكري، إن الأسهم المملوكة باسمه في الشركة، كانت جزءاً من الأعمال لعائلته. وبحسب صحيفة «لا ناسيون» الأرجنتينية، التي شاركت في التحقيق، فإن الرئيس الأرجنتيني كان أحد أعضاء مجلس إدارة شركة مسجلة في جزر الباهاماس، لكن الحكومة الأرجنتينية أكدت الأحد أن الرئيس «لم يسهم أبداً في رأسمال هذه الشركة»، بل كان «مديراً عابراً» لهذه الشركة.
وتشير الوثائق إلى أنه خلال أكثر الأيام دموية للغزو الروسي عام 2014 منطقة دونباس في أوكرانيا، تظهر الوثائق، مسارعة لممثلي الزعيم الأوكراني بترو بورشينكو إلى العثور على نسخة من فاتورة الكهرباء المنزلية بالنسبة له لاستكمال الأوراق لإنشاء شركة قابضة في جزر العذراء البريطانية.
وقال متحدث باسم بورشنكو، إن إنشاء الشركة لا علاقة له بـ«أي من الأحداث السياسية والعسكرية في أوكرانيا». وفقاً للتحقيق الذي أجراه الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين أنشأ بوروشينكو شركة خارج البلاد لنقل شركة روشن للحلويات التي يمتلكها إلى جزر فيرجين البريطانية في أغسطس/‏آب 2014 في أوج القتال بين أوكرانيا والانفصاليين الموالين لروسيا بشرق البلاد.
وتشير الوثائق إلى أن سيغمندور ديفيد رئيس وزراء آيسلندا أخفى عام 2013 أنه وزوجته يتقاسمان ملكية شركة بحرية في جزر فرجن البريطانية، وأنه باع حصته لزوجته، وإأن الشركة حازت على سندات بملايين الدولارات في ثلاثة بنوك آيسلندية، تعرضت لمتاعب جمة خلال الأزمة المالية، وأن حكومة رئيس الوزراء كانت تتفاوض مع الدائنين دون أن يعرفوا أن هناك حصة مالية ستذهب إلى عائلته بالنتيجة، كان غونلوغسون الذي انتخب في 2013 بناء على وعد بوقف الممارسات التي أدت إلى توالي الأزمات المالية في الجزيرة.
وفي 2008، كانت آيسلندا البلد الأول في أوروبا الغربية الذي يطلب خلال ربع قرن قرضاً من صندوق النقد الدولي، وهي تتخلص تدريجياً من عواقب الأزمة المالية التي واجهتها في تلك الفترة. ويزعزع الكشف عن هذه المعلومات آيسلندا التي شهدت فائضاً مالياً في سنوات الألفين. وقد وقع أكثر من 16 ألف من الآيسلنديين عريضة طالبوا فيها باستقالته، وستطلب المعارضة التصويت على حجب الثقة في البرلمان هذا الأسبوع.

دفاع باكستاني

ودافعت عائلة رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف عن امتلاكها لشركات «أوفشور» بعد أن ورد اسمها في أوراق تم تسريبها في بنما، في إحدى أكبر التسريبات في التاريخ. وتعد مسألة الحصول على العوائد مسألة حساسة بشكل خاص للحكومة الباكستانية التي حصلت على صفقة إنقاذ بقيمة 6.6 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، وتبلغ نسبة الضرائب على إجمالي العائد المحلي 11 في المئة، وهي من بين الأدنى في العالم.
وأظهرت التسريبات أن أولاد نواز شريف الأربعة - مريم التي يعتقد أنها ستكون خليفته السياسية، وحسن وحسين حيث تظهر السجلات أنهما تملكا شركة عقارية في لندن من خلال شركات أوفشور أدارها مكتب المحاماة.
وصرح عمر شيما من مركز التحقيقات الاستقصائية في باكستان «نواز شريف لا يملك أي شركة باسمه، إلا أن امتلاك أولاده لشركات يثير التساؤلات».

والد كاميرون يدير أموال طائلة

وعرضت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية «وثائق بنما» التي كشفت عن تورط والد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وكبار من المحافظين وبعض النواب من بين مئات الأشخاص الواردة أسماؤهم في الوثائق عام 2006، ووصفت نشرات عن (شركة استثمارية أدرجت ذات مسؤولية محدودة لقوانين بنما) ووصفت «إيان» والد كاميرون، بأنه سمسار بورصة ومليونير، وأنه استخدم مكتب المحاماة فونيسكا لحماية صندوق استثماراته باليرومور من الضرائب في المملكة، ولفتت الوثائق إلى أن «إيان كاميرون كان يدير الصندوق من عام 1982 حتى وفاته في 2010 وأنه رغم أن العديد من المستثمرين فيه كانوا من البريطانيين إلا أنهم اتجهوا لتسجيله في بنما للتهرب من دفع الضرائب في بريطانيا.
وكان دافيد كاميرون دعا في في عام 2013، للعمل من حد التهرب الضريبي الذي يتم في الحسابات السرية في الخارج، ولفتت الغارديان إلى أن ديفيد كاميرون رفض التعليق على تساؤلات الصحيفة، ومن المقرر أن يقيم مؤتمراً رئيسياً لمناقشة الملاذات الضريبية بالخارج في مايو المقبل، إذ إن أكثر من نصف الشركات مدرجة ضمن وكلاء «فونسيكا» المسجلة تحت حكم الضرائب البريطاني بالخارج. «إسرائيل» غارقة لأذنيها
وقالت صحيفة «هاآرتس» «الإسرائيلية»، إن الوثائق المُسَرَّبَة من شركة «موساك فونسيكا»، كشفت تورط 600 شركة «إسرائيلية» في عمليات إخفاء لثروات وغسيل أموال. وأوضحت أن من بين المسهمين فى هذه الشركات شخصيات معروفة في«إسرائيل» مثل يعقوب وينروس، ودوف فايسجلاس مدير مكتب رئيس الوزراء «الإسرائيلي» الأسبق إرييل شارون، إضافة إلى رجلي الأعمال عيدان عوفر، وتيدى ساجى، والمحامي «الإسرائيلي» المعروف أمير ماور، رئيس مكتب فرع الشركة البنمية في «إسرائيل». وأشارت «هاآرتس» إلى أن الوثائق المسربة تبين أن أكثر من 600 شركة «إسرائيلية»، وحوالي 850 مساهماً «إسرائيلياً» من المتورطين ضمن التهرب الضريبي غير القانوني. وأوضحت أن واحدة من الشركات المدرجة في قاعدة البيانات المسربة هي شركة «حيازات ياقوت» المسجلة في أغسطس 2002، وشركة «جزر فيرجن» البريطانية، التي يسهم فيها يعقوب وينروس.

وثائق بنما أكبر عملية تسريب معلومات في التاريخ

تعتبر وثائق بنما تسريباً غير مسبوق لـ11.5 مليون ملف يحتوى على قاعدة بيانات من رابع أكبر مكتب محاماة في العالم «موساك مونسيكا». حصلت صحيفة «زود دويتشه تسايتونج» الألمانية على السجلات من مصدر مجهول، وأشركت معها الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين الذي قام بدوره بإشراك شبكة واسعة من الشركاء الدوليين، بما في ذلك صحيفة «الغارديان» وهيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي».
ما هو موساك فونسيكا؟
هو مكتب محاماة في بنما وخدماته تشمل تأسيس شركات في الولايات القضائية في الخارج.

أين مقره؟

موساك فونسيكا أصله شركة بنمية تدير عملياتها في جميع أنحاء العالم، ويضم موقعها على شبكة الإنترنت العالمية 600 شخص يعملون في 42 بلداً، ولديها امتيازات في جميع أنحاء العالم، حيث تسجل الشركات التابعة المملوكة عملاء جدداً بشكل منفصل، وتكون لديها حقوق حصرية لاستخدام علامتها التجارية، فموساك فونسيكا تعمل في ضرائب الملاذات وتشمل سويسرا وقبرص وجزر فيرجن البريطانية، والتاج البريطاني وتوابعه مثل غيرنسي وجيرسي، وجزيرة آيل أوف مان.

تحويل الثروة

إن بيانات موساك فونسيكا التي اطلعت عليها صحيفة «الغارديان» تخص أكثر من 200 ألف شركة، حيث تعمل الشركة كوكيل للمسجلين، فغالباً ما تستخدمها بشكل قانوني لحيازة الممتلكات العقارية والحسابات المصرفية بشكل خفي، ثم تسجيل هذه الشركات في مجموعة من الملاذات الضريبية وتعمل أكثر من 100 ألف شركة من جزر فيرجن البريطانية.

الوسطاء

قامت موساك فونسيكا بتنفيذ معظم تعليمات الوسطاء بدلاً من التعامل مباشرة مع أصحاب الشركات، خاصة مع المحاسبين والمحامين والبنوك وشركات الائتمان، فمقدمو التسهيلات في أوروبا أعدادهم كبيرة في سويسرا ولوكسمبورغ والمملكة المتحدة.

أصحاب الثروات المجهولين

من أين تأتي الأموال المتدفقة إلى الخارج؟
من الصعب معرفة أصحابها الحقيقيين، لأنهم يتخفون وراء أسماء ملاك غير فعليين ليس لديهم سيطرة حقيقية ولا يملكون أصولاً، إذ يغيرون توقيعاتهم ببساطة، فعينة صغيرة مكونة من 13 ألف مالك تبين أنهم من جميع أنحاء العالم، حيث تتصدر الصين وروسيا القائمة.

حجم موساك فونسيكا؟

تعد شركة موساك فونسيكا رابع أكبر مزود للخدمات في الخارج في العالم، إذ خدمت أكثر من 300 ألف شركة، ولها علاقة قوية بالمملكة المتحدة، فأكثر من نصف هذه الشركات مسجلة في الملاذات الضريبية التي تدار من قبل بريطانيا.
هل كل الناس الذين يستخدمون العمليات المالية الخارجية محتالون؟
لا، لأن استخدام العمليات المصرفية الخارجية قانوني تماماً، هناك العديد من الأسباب المشروعة للقيام بذلك، فرجال الأعمال في دول مثل روسيا وأوكرانيا عادة يضعون أصولهم في الخارج لحمايتها من «غارات المجرمين» ولتجنب قيود العملة الصعبة، وآخرون يستخدمونها لأسباب متعلقة بالورثة والتخطيط العقاري.

هل بعض الناس الذين يستخدمون العمليات المصرفية الخارجية محتالون؟

نعم، قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، في كلمة ألقاها العام الماضي في سنغافورة: «الفاسدون والمجرمون وغاسلو الأموال» يستفيدون من نظام الشركات مجهولة الهوية، وتسعى الحكومة لفعل شيء حيال ذلك، وأنها تريد إنشاء السجل المركزي الذي من شأنه أن يكشف عن المستفيدين الحقيقيين من الشركات الخارجية، فاعتباراً من شهر يونيو/‏‏حزيران، يتعين على الشركات البريطانية الكشف عن أصحابها الكبار للمرة الأولى.

ماذا تقول موساك فونسيكا عن التسريبات؟

إن موساك فونسيكا لن تناقش حالات محددة من المخالفات المزعومة والأسرار المنقولة عن العميل، ولكن الشركة تدافع بقوة عن سلوكها. تقول موساك فونسيكا، إنها ملتزمة بقوانين مكافحة غسل الأموال وتطبقها بعناية على جميع عملائها وتقوم بواجباتها، وأنها تأسف لأي سوء استخدام لخدماتها وتحاول جاهدة منع ذلك، وتقول الشركة إنها لا يمكن توجيه اللوم إليها بسبب فشل وسطائها الماليين، الذين يشملون البنوك وقانون الشركات والمحاسبين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"