آفاق زيارة بوتين

04:33 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد جلال الريسي

في زيارة هي الثانية له منذ العام 2007، يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم زيارة للدولة تهدف إلى تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين ونقلها إلى آفاق أرحب.
ولا شك أن توقيت الزيارة يؤكد على حجم التنسيق وتقارب الرؤى بين البلدين الصديقين وهو ما أكد عليه الرئيس بوتين عشية الزيارة بقوله «لن أكشف سراً كبيراً إذا قلت إننا على اتصال دائم مع قيادة دولة الإمارات، بل ونشأت لدينا تقاليد وممارسات معينة، فلدينا إمكانية ضبط ساعة نشاطنا على توقيت واحد في اتجاهات وقضايا مختلفة، ونقوم بذلك، لما له من فائدة كبيرة للمنطقة بأسرها».
التنسيق السياسي المميز والعلاقات الاقتصادية والعلمية والسياحية والفضائية كل ذلك أثمر العام الماضي إعلان الشراكة الاستراتيجية والتعاون بين البلدين، إذ تنظر روسيا إلى الإمارات العربية المتحدة كما يقول بوتين «أحد شركائنا الواعدين، والقريبين جداً، وليس من قبيل الصدفة أن نتوصل إلى توقيع هذه الوثيقة، فهذا يدل على نوعية، وطابع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وروسيا الاتحادية».
الملفات المشتركة وفي مقدمتها الاقتصادية واحدة من بين أهم الملفات التي ستتطرق إليها الزيارة، بالنظر إلى حجم وثقل اقتصادي البلدين، إذ ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين بنهاية عام 2018، بنسبة 21 بالمائة، مقارنة بعام 2017، بقيمة 3 مليارات دولار.
وتشهد السياحة الروسية إلى الدولة انتعاشاً ورواجاً، ويتصدر الروس قائمة أكثر الجنسيات زيارة للدولة خلال السنوات الثلاث الماضية، وتعزز ذلك بعد قرار البليدين الإلغاء المتبادل للتأشيرات.
ويتجاوز عدد الشركات الروسية التي تعمل في دولة الإمارات 3 آلاف شركة، في حين تخطى حجم الاستثمارات الإماراتية في العديد من المشاريع الروسية حاجز 3.8 مليار درهم من خلال الصندوق المشترك بين البلدين.
لقد برهنت المشاركة الإماراتية الواسعة الفاعلة في قمة «أقدر» التي استضافتها العاصمة الروسية موسكو خلال سبتمبر الماضي والتي تمثلت بتواجد 12 مسؤولاً بينهم 8 وزراء على حجم ومستوى العلاقات الاستراتيجية بين البلدين التي توجت برحلة رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري منطلقاً على متن سفينة فضاء روسية وتؤكد أن أفق العلاقات بين البلدين مثمر ومزدهر.
وسيكون الملف الثقافي حاضراً بقوة خلال الزيارة، إذ من المقرر أن تشهد الزيارة انطلاق الأسبوع الثقافي الإماراتي الروسي حافلاً بالعديد من الفعاليات الفنية والتراثية.
لا شك أن الزيارة والملفات التي ستناقشها تؤكد على متانة وقوة العلاقات بين البلدين الصديقين وعلى الآمال المعقودة عليها خاصة أنها تأتي بعد زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى موسكو التي أرست ركائز صلبة لمسار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين.

المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المدير العام لوكالة أنباء الإمارات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"