الحناء.. زينة أعراس عابرة للزمن

نقوش الماضي
02:58 صباحا
قراءة دقيقتين

الشارقة: «الخليج»

الحناء زينة الأعراس ورفيقة الجمال في منطقتنا العربية منذ قديم الأزل. وقد استخدمها الرجال والنساء لصبغ الشعر ومعالجته، فينحسر المشيب ويزيد كثافة الشعر وقوته وتمنحه خضاباً جميلاً. واختصت النساء بنقش اليدين والقدمين بالحناء التي اكتسبت في تراث الإمارات أهمية بالغة، جعلتها قيمة للجمال ترتبط بالأعراس وحفلات الزفاف، فتقدم لمسات من كنوز الجمال القديم لبنات الوطن وهن يتطلعن إلى مستقبلهن، وتجعل الأصابع والأيدي والأقدام تتألق بزينة قادمة من ميراث الجدات وعبق التاريخ.
وتشكل الحناء أو «الحنة» جزءاً رئيسياً من تحضيرات الزفاف، حيث تُحيي قريبات العروس وصديقاتها ليلة الحنة على مدى 3 أيام قبل الحدث الكبير. وترتبط النقوش بتقاليد قديمة تحمل كثيراً من معاني الفرح والبهجة والطاقة الإيجابية في حفل الزفاف، حيث تتجمع العروس مع صديقاتها ويتبارين في رسم النقوش الجميلة التي تتشابه إلى حد كبير مع ما كانت أمهاتهن وجداتهن يقمن به منذ قديم الأزل. وطبقاً للتقاليد تقوم إحدى قريبات العروس المتزوجات والأكبر منها سناً، بالرسم على يديها وساعديها وقدميها وكاحليها بأشكال معقدة من اللوالب أو النقاط أو البتلات أو الشموس أو أشكال لهيب النار.
ويُقال إن التصاميم تنقل نجاح الرسامة في زواجها إلى العروس، وتختلف من أسرة إلى أخرى، حيث تفضل البنت غالباً أنماط الحنة التي طُبِّقت في زفاف والدتها.
وتُصنع الحنة من الأوراق المسحوقة لشجرة الحنة، وهي شجيرة شائعة في المنطقة العربية وتعلم أجدادنا القدماء في الجزيرة العربية والعراق والشام ومصر كيفية استخدامها للتجميل وللعلاج. ويقال إنها ارتبطت بالأعراس في منطقتنا العربية منذ عام 800 قبل الميلاد، ووجدت مومياوات فرعونية عليها آثار من مادة الحناء.
ولا يبدو أن طريقة تحضير «الحنة» التقليدية قد اختلفت على مر الزمان، حيث يتم تحضيرها بخلط مسحوق الأوراق مع الماء وعصير الليمون أو ما يشابهه من الحمضيات لتتكون عجينة سميكة تدبغ البشرة عند الاحتكاك بها. وتُطبق الحنة باستخدام مخروط مستدق الرأس، وتبتكر بها الفنانات تصاميم معقدة بحسب المناسبة. وعادة ما يغطي هذا العمل الفني اليدين والقدمين، ثم تُترك الحنة لتجف وتصبح الصبغة داكنة اللون، حيث تتحول من مخطط بني شفاف إلى رسمة رائعة باللون البني المائل إلى الأحمر بعد يومين أو ثلاثة أيام.
وتصبغ النساء الأكبر سناً أظافرهن بالحناء، وهي عادة موروثة تسبق وضع طلاء الأظافر. ويشيع أيضاً الرسم بالحنة خارج حفلات الزفاف.
ويعتبر الرسم بالحناء من الفنون التراثية التي نجحت في أن تتخطى الحدود وتحقق مكانة عند زوار وزائرات الإمارات، حيث تحرص السائحات في كثير من الأحيان على الحصول على جلسات لرسم الحنة التقليدية. ويواصل هذا الفن اكتساب شعبية واسعة، كأحد علاجات التجميل الشائعة في دبي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"