عن كسوف الشمس

04:12 صباحا
قراءة 3 دقائق
د. عبدالعزيز المقالح

لم يعد هناك أدنى شك في أن الكسوف والخسوف آيتان من آيات الله، وأن الأرض لا علاقة لها بما يحدث.

لم يعد كسوف الشمس أو خسوف القمر يثيران من الإشكاليات ما كانا يثيرانه في الزمن القديم عندما كانت الأمور تفسر بالخرافة، ولم يكن العقل قد تدخل في حل المشكلات كما هو الآن. ومن حسن الحظ أن الحديث النبوي الشريف قد تصدر هذا الحديث. والشمس والقمر لا ينكسفان ولا ينخسفان إلاَّ لشيء أراده الله. وعندما توفي ولد الرسول الأعظم عليه أفضل الصلاة والسلام خرجت جماعة تقول إن الشمس أكسفت لوفاة ابن الرسول، فجاء الحديث الصادم والصارم ليقول: الشمس والقمر لا ينكسفان ولا ينخسفان لشيء يخص البشر سواء أكان من المستوى العالي أو المستوى العادي، وقد آن الأوان ليعرف الإنسان دينه وما يترتب عليه من قيم وأحلام وما يبشر به من صفحات جديدة لمستقبل ناهض ورؤية عميقة. وما أجمل تلك الصفحات التي يقضيها الإنسان على شواطئ البحر في أي مكان كان، وهو ما يجعلنا ننسى الآثار المترتبة على الكسوف والخسوف.

ولنا أن نتساءل كما يتساءل الآخرون: هل أصبح لدينا اقتناع تام بما ورد في الحديث الشريف وهو الأمر الذي يربط الإنسان بخالقه وقيمه ولا يمكن تجاوزه بحال من الأحوال؟

وربما لفت انتباهي كثيراً ذلك الأذان الذي يقول صلوا في بيوتكم وصلوا في رحالكم. وفي حالة الكسوف والخسوف الصلاة واجبة، وهي فرض ديني لا يمكن تعديه والابتعاد عن أهدافه المحددة التي يعرفها الصغير والكبير، والإنسان العاقل والإنسان الجاهل. ونحن في هذه البلاد الطيبة لا ينقصنا شيء مما دعا إليه الذكر الحكيم «والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين»

ولم يعد هناك أدنى شك في أن الكسوف والخسوف آيتان من آيات الله، وأن الأرض لا علاقة لها بما يحدث، فالشمس والقمر - كما سبقت الإشارة في هذا الحديث أكثر من مرة - لا ينكسفان ولا ينخسفان بشيء يمسه البشر أو يدركه أهل الأرض.

وما أروع منظر الأطفال وهم يستقبلون الحدث بضحكات جميلة ورقصات بديعة ويفرحون ويهزجون، وذلك شأن الإنسان السوي، فالإنسان شاء له الله أن يكون واعياً ومقدراً لأمور الحياة وما يحدث فيها ولها، ولله الأمر من قبل ومن بعد وإليه ترجع الأمور.

وإذا كان الكسوف أو الخسوف قد ترك أثره في واقعنا وأوجد حالة من القلق والتوتر في بعض النفوس، فإنه يظل أثراً زائلاً وهو - كما سبقت وتكررت الإشارة - آية من آيات الله إلى ما يتركه هذا الحادث في حياة الناس. ومهما قيل ويقال، فإن الوعي يزداد وينصرف الإنسان إلى أموره بعيداً عن كل ما يثير القلق ويبعث الألم والخوف من نهاية العالم المرتبطة بهذين الحدثين؛ الكسوف والخسوف. فالله وحده هو الذي يعلم نهاية العالم وأثر كل شيء يحدث من تحولات في عالمنا. وقد كان للمرأة دور في التوعية ونشر الحقائق بعيداً عن كل ما تألفه الخرافات وأمثالها من الحقائق ومن المعلومات العابرة التي لا تعتمد على حقيقة واحدة وتبقى سابحة في الفضاء، وكأي شيء عائم لا يدرك حقيقته إلاَّ خالقه. ورغم تطور الإعلام وما حدث في هذا العالم من تقدم مثير للدهشة، فإن الموضوع يظل تحت سيطرة القادر المقتدر.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"