«البرنس» و«صاحبة السعادة»

02:35 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم

«صاحبة السعادة» إسعاد يونس اقترن اسمها بالسعادة منذ أن كانت إحدى أبرز نجمات الكوميديا في السينما العربية. غابت عن الشاشة الكبيرة؛ كي تتفرغ للعمل من خلف الكواليس، وتصبح من أبرز الأسماء في مجال صناعة السينما وتوزيعها وعرضها.
عودة إسعاد يونس إلى الشاشة جاءت مقرونة بنفس البهجة التي عرفت بها، ومن خلال البرنامج التلفزيوني «صاحبة السعادة»، الذي نجح على مر السنوات في تقديم مادة مميزة، وحوارات فنية واجتماعية شديدة السلاسة والعفوية، ممتعة فنياً ومبهجة للمشاهدين.
في الموسم الجديد، عادت إسعاد يونس بحلقتين مميزتين، وضيف يلقبه الجمهور ب«البرنس»، وهو يتربع على عرش لا ينافس فيه أحد. أحمد حلمي الذي عرف كيف يقدم نفسه للجمهور كممثل، ثم عرف كيف يحيك أعمالاً على مقاس موهبته وأفكاره وابتكار خط كوميدي لا ينافس فيه إلا نفسه، ولا يشبه أحداً ممن سبقوه أو من أبناء جيله.
كثر انتظروا الحلقة الأولى، وانضم إليهم جمهور إضافي في الجزء الثاني، بعد الأصداء الطيبة وتعليقات الناس وتداول مقاطع من الحلقة عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام. عفوية وخفة ظل إسعاد وأحمد هما جوهر الحلقتين وسر نجاحهما. رغم أن ما شغل مواقع فنية وصفحات عدة، هو «الشبكة التي طلبها والد منى زكي» و«هروب أحمد حلمي من المدرسة» و«رسوبه 3 مرات في الثانوية العامة».. تضخيم لبعض ما قاله وإضافة بهارات كنوع من التشويق مثل عنوان «سفر حلمي غير الشرعي إلى إيطاليا»! علماً أن صراحة هذا النجم وكلامه لا يحتاجان إلى أي إضافات وبهارات لجذب الجمهور، فكل ما قاله مُلفت وجريء ينم عن شخصية مفعمة بالثقة والشفافية، صادقة مع ذاتها ومع الآخرين.
إسعاد وأحمد ثنائي كوميدي رائع، فالكوميديا يمكن أن تكون روح البرامج ولا تقتصر على الدراما أو الأفلام، ونحن بأمس الحاجة إلى هذه النوعية من البرامج الراقية والمرحة والمفيدة في آن. هناك الكثير من «التوك شو» وبرامج حشو الكلام، والصراخ، وتحريك الناس وتحريض العقول، بجانب البرامج التافهة التي لا تزيد عن صفة النميمة وافتعال الحدث؛ لإثارة ضجة ولفت الأنظار، مثل مذيعة تفتي عن الحجاب وتفاضل بين النساء.
الشاشة تسعدنا حين يعتلي منصتها من يملك مفاتيح البهجة بلا ابتذال ولا غرور ولا سخافة. وأحمد حلمي نجم يملك سحره الخاص، ويجيد اللعب على الفكرة أولاً، ليحمل في كل ظهور له رسالة ما.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"