عادي

جو بايدن الجمهوري

02:03 صباحا
قراءة دقيقتين
تيد رال *

هناك القليل من الطرق الموثوقة للتنبؤ بما سيأتي بعد ذلك من فحص السجل التاريخي، لأن التاريخ يتكرر بالفعل في معظم الأوقات.

أي نوع من الرؤساء سيكون جو بايدن؟ يؤكد أنصاره الوسطيون للتقدميين أنه سيكون واحداً منهم، دافعاً بأجندة تشريعية صارمة تذكرنا بصفقة روزفلت الجديدة. ويصوره خصومه الجمهوريون على أنه اشتراكي. لكن بايدن لم يَعِد في الواقع بأي شيء طموح.

وتمنحنا آخر رئاستين ديمقراطيتين مؤشراً جيداً على الشكل الذي ستبدو عليه إدارة بايدن. ومثل بيل كلينتون وباراك أوباما، ينحدر بايدن، من مؤسسة حزب الوسط. وإذا كان الرجال الثلاثة يمثلون سياسة أيديولوجية ومزاجية معينة، لكنهم ليسوا متطابقين: فكلينتون سياسي كاريزمي في تجارة التجزئة، وأوباما منعزل وأستاذ جامعي، وبايدن يشبه ليندون بينز جونسون لكن دون المثالية السرية لجونسون.

تذكرت أن كلينتون وأوباما كانا محبطين بشدة للناخبين ذوي القيم الديمقراطية الليبرالية التقليدية. ولكن عندما راجعت السجل التاريخي مؤخراً، وجدت أسوأ مما أتذكره.

فقد استخدم كلينتون رأسماله السياسي لدفع صفقات التجارة الحرة مثل نافتا ومنظمة التجارة العالمية، التي دمرت وظائف التصنيع والعمالة الكبيرة وأنهى الرعاية الاجتماعية كما نعرفها، ما جعل الأمر أكثر صعوبة على الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم للوقوف على أقدامهم ووقّع على مشروع قانون الجرائم لعام 1994 سيئ السمعة الذي طرحه جو بايدن ليصبح قانوناً يقنن نظاماً قضائياً عنصرياً يعاقب الرجال السود بشكل غير متناسب على جرائم بسيطة نسبياً.

وبفضل أوباما، أصبحت ليبيا، التي كانت سابقاً الدولة الأكثر ثقافة وازدهاراً في إفريقيا، دولة فاشلة حيث تمت فيها استعادة العبودية. وبالمثل، دمر أوباما سوريا، حيث قام بتمويل وتسليح المتطرفين ضد القادة الاشتراكيين العلمانيين. وقام أوباما بتوسيع جذري لبرنامج بوش للطائرات بدون طيار، وأبقى على معتقل غوانتنامو مفتوحاً، وأصدر عفواً فعالاً عن معذبي بوش، ووسع قانون «باتريوت آكت» أو قانون مكافحة الإرهاب ووكالة الأمن القومي الأمريكية للتجسس على مكالماتنا الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني.

ومع ديمقراطيين مثل هؤلاء، لسنا بحاجة إلى جمهوريين! ولنواجه الأمر. لم يحكم آخر رئيسين ديمقراطيين مثل الديمقراطيين. ولن أشير حتى إلى أن قانون أوباما كير قد ابتكرته مؤسسة Heritage Foundation اليمينية.

وكما كتبت في بداية هذا المقال، فإن ما حدث في عهد كلينتون وأوباما لن يكرره بالضرورة جو بايدن. لكن من شبه المؤكد أنه سيكون كذلك.

وهناك سبب يجعل بايدن يختار مرشحاً جمهورياً وهناك سبب لتأييد الجمهوريين له وسبب لمنحه الجمهوريين وقتاً للتحدث في المؤتمر الوطني الديمقراطي أكثر من الديمقراطية ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز. إنه واحد منهم، وليس واحداً منا.

* كاتب ورسام كاريكاتير ومؤلف كتاب «سنودن:سيرة ذاتية للمخبرين من وكالة الأمن القومي» ( كاونتر بانش)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"