دليـل الأجهـزة الذكية ضـرورة لمواجهـة المشاغبات الإلكترونية

أدوار تكاملية بين الأسرة والمدرسة لتجاوز الظاهرة
03:32 صباحا
قراءة 4 دقائق
تحقيق: محمد الماحي

بعد الارتباك الذي حصل نتيجة ارتكاب الطلبة أخطاء تؤخر الحصص الدراسية «عن بعد» تتمثل في المشاغبة أثناء الحصة بفتح الصوت، وإلغاء طلبة دخول زملاء لهم للحصة، وإنشاء غرف اجتماع عن بعد قبل المعلم، أصبحت الحاجة ضرورية لوضع دليل شامل يشرح كيفية اختيار واستخدام «الأجهزة الذكية» خلال العام الدراسي، يحدد القواعد التي تحدد للطالب ما يمكن فعله وعدم فعله على الجهاز، وما هو المحتوى الذي تم تنزيله على الجهاز، وهل سيُستخدم هذا الجهاز للمدرسة فحسب، أم أنه سيكون وسيلة لتواصل الأولاد مع أصدقائهم وللترفيه عن أنفسهم، لأن الأجهزة تحولت إلى مدرسة؟

إجراءات قانونية

أكدت وزارة التربية والتعليم أن الحصة الإلكترونية تعتبر حصة رسمية ينطبق عليها ما ينطبق على الحصة في الغرف الصفية من تعليمات وقوانين دولة الإمارات، كما يتحمل المعلم المسؤولية كاملة عن الحصة الإلكترونية، خصوصاً ما يتعلق بها من محتوى أو أسئلة تطرح أو نقاشات تدور مع الطلبة.
وأشارت إلى أنه سيتم اتخاذ إجراءات قانونية تجاه الطلبة الذين يعيقون العملية التعليمية عمداً، كالمشاغبة وإطلاق ألفاظ من شأنها تقليل احترام المعلم.
جاء ذلك، بعد أن استغل طلبة الحصص الدراسية عن بُعد ونشروا مقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي بأسلوب يثير السخرية والضحك وهم يقومون بالمشاغبة الإلكترونية خلال الحصة.

تعاون ومتابعة

وفي هذا الإطار شدد مسؤولون وتربويون على أهمية دليل شامل للأجهزة الذكية، مؤكدين أن نجاح واستمرار الحصص الدراسية عن بعد يتوقف على تعاون ومتابعة المدارس مع أولياء الأمور بعد أن وفرت الجهات المعنية كافة أسباب استمرار التعليم.
ويقول الخبير التربوي علي سيف حميد الجنيد: بعد مرور خمسة أسابيع على بدء الدراسة «عن بعد»، رصدت بعض المدارس ملاحظات وأخطاء يرتكبها الطلبة خلال الحصة الدراسية عن بعد ومن أجل تفاديها والعمل على معالجتها ولابد من وضع دليل للأجهزة الذكية، خاصة بعد رصد المشاغبة الإلكترونية بتعمد بعض الطلبة بدء اجتماع الحصة الدراسية قبل البداية الفعلية لها، ما يؤدي إلى دخول الطلبة إليها وتحكم أحدهم فيها، بدلاً من المعلمة.
وأضاف إن مسؤولية الأسرة باتت مضاعفة، لأنها تمثل جهة الإشراف المباشر على الطالب أثناء تلقيه الدروس عبر قنوات «التعلم عن بعد».
وأكد أن عقد المدرسة وولي الأمر يعد الإطار القانوني الذي يضمن حقوق ومسؤوليات الطرفين فيما يتعلق بمختلف الجوانب وثيقة الصلة بتعليم أبنائهم، لافتاً إلى أن العملية التعليمية بكافة أبعادها هي عبارة عن معادلة متفاعلة العناصر تتقاسم أدوارها أطراف عدة أبرزها الأسرة والمجتمع، وجميع هذه الأركان تتعاون في تأدية رسالة التربية والتعليم على خير وجه للوصول إلى النتائج المرجوة، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال توثيق الصلات بين البيت والمؤسسة التعليمية.

تطوير الأساليب

ويتفق الخبير التربوي مانع النعيمي مع ما سبق ويضيف إليه: في الوقت الذي نتجه فيه لتطوير أساليب التعليم وإدخال التكنولوجيا الحديثة في مسألة التعلم، فإننا اليوم بحاجة أكثر إلى مواجهة العديد من الظواهر الطلابية التي تستهدف إعاقة العملية التعليمية، عبر دليل شامل «للأجهزة الذكية» يستحدث فيه مزيد من القوانين التي تردع الطلاب وتحاسب أولياء أمورهم على ما يظهره أبناؤهم من سلوكيات أثناء الحصص عن بعد.
وأضاف: العملية التعليمية من المنازل تجربة ليست مألوفة بالنسبة للطلبة، وربما كان معظم الطلاب يتوهمون في أحلام يقظتهم أنهم يمتلكون حرية التصرف والتجاوب مع التجربة التعليمية الجديدة، إلا أن سرعة تدخل وزارة التربية والتعليم في الرد على التصرفات الطلابية الطائشة بشكل مباشر أمام الطلبة أنفسهم ساهم في إنقاذ عملية «التعلم عن بعد» من الإخفاق، ولكن لابد من دليل شامل لاستخدام الأجهزة الذكية يكون معلوماً لكل أطراف العملية التعليمية- المعلمون والطلبة وأولياء الأمور - يحدد مسؤوليات كل طرف حتى تكون العملية التعليمية مستقرة.

حيرة الأهالي

ويقول الدكتور جلال حاتم مدير جامعة أم القيوين: يضاعف التعليم عن بعد جميع المخاوف التي يشعر بها الآباء والأمهات حول الوقت الذي يمضيه أبناؤهم أمام الشاشات. فكم من الوقت يُفترض على الأولاد أن يمضوه أمام «اللابتوب» اليوم؟ يسعى كثير من الأهل إلى معرفة ما إذا كان أولادهم يحلون واجباتهم المدرسية حقاً أو يلعبون، فضلاً عن أنهم يفضلون الإشراف على تنظيم هذا الوقت.
وقال إن الحصص عن بعد مدروسة ومربوطة بشكلٍ مباشر مع وزارة التربية والتعليم، مشيراً إلى أهمية مراقبة أولياء الأمور لأبنائهم أثناء تلقيهم الحصص التعليمية عن بعد، وتثقيفهم بأهمية عدم التقليل من شأن هذه الحصص، خصوصاً أنها رسمية وينطبق عليها ما ينطبق على الحصص في الفصول المدرسية، مشيرا إلى أن أي إجراء يقوم به الطالب من حفظ الحصة إلكترونياً أو غيره يظهر الإجراء بشكلٍ فوري للمعلم.

تفادي الإزعاج

وتقول نسرين العبد مشرفة المرحلة التأسيسية في مدرسة خاصة تطبق المنهاج الأمريكي في أم القيوين: خلال الأسابيع الأولى من بداية العام الدراسي وعملية التعليم الهجين بدأت تظهر تجاوزات من بعض الطلبة وعدم التزامهم بالآداب العامة أثناء تلقي الدروس، ما تسبب في إزعاج بقية الطلبة المشاركين في الحصص التفاعلية.
وحرصاً على مصلحة الطلبة لم يجد المعلمون أمامهم سوى إغلاق خاصية التحدث عن الطلبة المشاغبين، ليتمكنوا بذلك من سماع الدرس دون سماع الآخرين لهم، تفادياً للإزعاج الذي يتسببون به أثناء انعقاد الحصص.
وتابعت: وحرص المعلمون على توجيه إنذارات للطلبة المشاغبين، إلى جانب التواصل مع أولياء أمورهم لإطلاعهم على تصرفات أبنائهم بهدف منع تكرارها.

قطع الصوت

وقال معلم في إحدى مدارس الشارقة الخاصة تطبق المنهج الأمريكي، فضل عدم ذكر اسمه إن بعض الطلبة يتعمدون وضعه على وضعية «الصامت»، وشرح أن ذلك يؤدي إلى قطع صوته عن بقية الطلبة في حال كان الطالب هو من بدأ الاجتماع، وأنه يضطر لرصد المتسبب في قطع الصوت لتنبيهه عبر خدمة الرسائل، ومطالبته بفتح الصوت مجدداً.
ودعا ذوي الطلبة إلى الجلوس مع أبنائهم أثناء الحصة الدراسية من أجل الاستفادة قدر الإمكان وعدم المشاغبة أثناء الحصص.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"