عادي

حواس عضوية خفية للفنانين

22:40 مساء
قراءة دقيقة واحدة
حواس

يرى هربرت ريد في كتابه «إلى الجحيم بالثقافة»، أنه تواجهنا مشكلتان رئيسيتان: الأولى: ما الذي يفصل الفنان عن المجتمع بحيث يجعل منه نمطاً فريداً بين الناس؟ والثانية: بالرغم من ذلك ما الذي يصالح المجتمع على ذلك الفرد الانفصالي؟ أي ما القيم التي يضيفها الفنان للمجتمع بحيث يجعل المجتمع يقبل أو يتحمل وجوده فيه؟ تقود صفحات هذا الكتاب إلى هاتين المشكلتين، لكن علينا أن نقرر ما إذا كان الفنان متميزاً من الناحية العضوية.

يرى المؤلف أن الجنس البشري يمكن تقسيمه إلى أنماط نفسية مختلفة ومتميزة، وأن هذه الأنماط لها أساس من العوامل العضوية، فهل الفنان نمط من هذا النوع؟ هناك قدر معين من البراهين يشير إلى أنه كذلك، فنحن نعلم أن لبعض الموسيقيين ما يسمى «النغمة المطلقة» وهي خاصية طبيعية تورث ولا تكتسب، وليس لدى الشعراء أو الفنانين التشكيليين حاسة مماثلة بنفس مستوى الوضوح، لكنها توجد على الرغم من ذلك، فهي في الشعر وعي مطلق بشخصية الكلمة والصورة، وربما اتخذت في التشكيل ما نسميه «الحاسة الحدسية للتناسب» مع أو بدون «الحاسة الحدسية للتناسق اللوني».

إن المجتمع يتوقع من فنانيه – كما يؤكد هربرت ريد - أكثر من مجرد التعبير عن الذات، وفي حالة فنانين عظماء، كالذين جاء ذكرهم، يحصل المجتمع على شيء أكثر، شيء يمكن أن يسمى التعبير عن الحياة، لكن الحياة التي ينبغي التعبير عنها في الفن العظيم هي حياة المجتمع، ألا وهو الوعي العضوي للجماعة، وعمل الفنان هو جعل الجماعة واعية بوحدتها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"