عادي

فيجـي.. مـزيـج من السـياحـة والسـعادة

21:43 مساء
قراءة 4 دقائق
1
1
1

إعداد: هشام مدخنة

إذا سألك أحدهم هل أنت سعيد؟ ماذا تقول؟ حسناً، إذا كنت تعيش في «فيجي»، فهناك فرصة نسبتها 9 تقريباً من أصل 10 أن تقول «نعم». فوفقاً ل«وين جالوب للإحصاءات»، أفاد 89% من سكان فيجي أنهم سعداء، ما يجعل هذه الدولة الجزرية المتناثرة في المحيط الهادئ واحدة من أسعد البلدان في العالم. فما هي احتمالات أن تجعلك رحلة إلى تلك الجزر السياحية سعيداً؟ في ما يلي بعض الأسباب التي تجعل من «فيجي» وجهة لرفع المعنويات وصفاء الروح.

الطبيعة البكر

مع وجود كمّ لا يحصى من اللون الأخضر في المناظر الطبيعية والأحراج الممتدة، والأصفر، أو المائل للصفرة في أشجار النخيل، والبرتقالي المشرق للمانجو، وثمار البابايا الناضجة، تتباهى فيجي بجميع الألوان التي تشعر زائريها بالرضا. تتساقط الشلالات البيضاء داخل برك المياه التي شكّلتها الصخور البركانية السوداء لترسم لوحة جديدة ملونة من لوحات الطبيعة الآسرة. وأينما أدرت رأسك في فيجي، يوجد شيء ملون يجعلك تبتسم. فضلاً عن البحر الأزرق، والأخضر البراق والدافئ بشكل مريح، بما يكفي للغطس فيه، والحصول على جرعة منعشة. وتوجد تحت سطح الماء شعاب مرجانية مزدهرة، ومجموعات أسماك بأصناف وألوان تسر الناظر إليها.

المناخ المعتدل

مع درجات حرارة معتدلة تتراوح بين 26 و31 درجة مئوية، يشكو القليل من البرد في فيجي. فمن خلال أشعة الشمس المتدفقة، هناك الكثير من فيتامين (د) لتمتصه البشرة، والكثير من الأمطار أيضاً لتحافظ على الأرض منتعشة، ومزدهرة بأغذية وفيرة، ومياه نظيفة. تمكّننا هذه الأجواء من الحفاظ على التناغم مع الطبيعة، وربما أيضاً من خلال الاستمتاع بمراحل القمر في الليالي الدافئة، أو لحظات غروب الشمس.

المجتمع الموحد

تتمتع فيجي بمجتمع شديد الترابط يعتمد في الأغلب على القرى. حتى المدن تشعر بأنها صغيرة، ومن المرجح أن يعيش الخالات، والأعمام، وأبناء العم، في الحي نفسه. وتتم رعاية الأطفال من قبل المجتمع. نعم، لا يوجد مكان مثالي، لكن في فيجي معدلات الجريمة منخفضة جداً. حيث يتمتع الشباب والأطفال بحرية كاملة في التجول واللعب. وهناك ترابط واضح بين الناس، ودعم كله محبة يقدمونه لبعضهم بعضاً. ربما تكون هذه القاعدة الصلبة هي التي تجعل سكان فيجي ودودين للغاية، ومرحبين بالزوار.

توقيت فيجي

لا تحمل ساعة، ولا تعرف كم الوقت؟ ليس هناك أي مشكلة. لا أحد يسابق الزمن، أو ينتظر شيئاً عدا لحظات السعادة في فيجي. عندما تتأخر الخطط، ولا تسير الأمور كما هو متوقع، أو ينزلق شيء ما بطريقة معينة، لا يشعر الناس بالقلق، أو التوتر جراء أي شيء. فمن المحتمل أنهم يأخذون قيلولة، أو يتحدثون مع صديق، أو يتناولون طبقاً محلياً آخر. إنه لأمر مدهش حقاً مقدار الراحة النفسية، والمرونة التي يعيشها الأشخاص هنا بدلاً من الشعور بالضغط المرافق للوقت. لا شيء سيحدث، فقط تابع رحلتك بصفاء وسعادة.

الثقافة والتقاليد

تتميز فيجي بمعتقداتها الدينية العميقة، وتترسخ داخلها محبة واحترام كل الأديان، وكلها ممثلة بشكل جيد. ولكن ما وراء المساجد، والكنائس، أو المعابد المملوءة في أوقات العبادة، تحمل الثقافة الفيجية نفسها العديد من التقاليد، والعادات. فشعب فيجي يشعر بالدفء والترحاب، ويدعو الزائرين دوماً للمشاركة في تراثه الثقافي الذي يبدو معقداً بعض الشيء، إلا أن اتباع هذه القواعد يظهر الاحترام للمجتمع ويلهم الوحدة ويجلب السعادة.

الأطعمة الطازجة

من المعروف أن فيجي لديها بعض من أفضل الأطعمة في جنوب المحيط الهادئ، ويعود الفضل في ذلك لتأثرها بالثقافة الهندية والجنوب شرق آسيوية، والصينية، الممزوجة بالأطعمة، والمواد الغذائية لإقليم ميلانيزيا مثل القلقاس، والفواكه الاستوائية، وجوز الهند، والمأكولات البحرية. ونظراً لارتفاع كلفة استيراد الطعام، فإن الكثير مما هو متاح محلي، وطازج. وهناك حركة متطورة باتجاه المزارع العضوية من المستوى الفردي إلى القرى والمنتجعات. ومجرد النظر إلى الفاكهة المتساقطة من الأشجار، والأسماك المتنوعة في المحيط، وشم الروائح التي تنبعث من المطاعم، يكفي لجعل معظم الناس يبتسمون، وينتظرون وجبتهم بفارغ الصبر.

تنوع السكان

يقابل الزائرون في الأغلب السكان المحليين الأصليين في فيجي وهم كثر، ولكن ليسوا الأغلبية، في الواقع هم يمثلون 57% من العدد الإجمالي للسكان. فمعظم الفيجيين هم من أصل هندي، إضافة إلى آلاف العائلات ممن استقروا هنا منذ عشرات السنين، مثل الصينيين، وبعض سكان جنوب شرق آسيا، والأوروبيين، والميلانيزيين، وآخرين من سكان بولينيزيا، وأماكن أخرى في المحيط الهادئ. وكما هو الحال في أي مجتمع، لا يؤدي مزيج الثقافات إلى الانسجام التام، ولكنه يبقي الأمور ممتعة للغاية. فالتنوع هو نكهة الحياة.

الموسيقى والبهجة

ليلة مملوءة بالنجوم، ووجبة جيدة، وشراب لذيذ، كل ذلك يعني حتماً أن الجيتار سيكون حاضراً، والفرق الموسيقية المحلية والأجنبية جاهزة لتعزف ألحانها للجميع. لا تفوت سهرات فيجي المحلية المسائية، أو الأغاني الغربية المبهجة. حتى أشد متذمر في العالم سيكون من الصعب عليه عدم الابتسام مع هذا النوع من الصخب المستمر.

السلام والازدهار

كان لفيجي ماض قاس سياسياً. ولكن حتى في أشد حالاتها توتراً، لم يكن العنف الخطير هو السمة الغالبة لهذا البلد المسالم، أو يمثل مشكلة هنا. من الواضح أن الوضع الحالي صلب، والأمور تسير بإيجابية بالغة.

وتظهر فوائد عزلة الحياة التي يعيشها السكان في هذه الجزر في عدم قلق معظمهم كثيراً بشأن مشاكل العالم، كما أن التقارب بين نظام الحكومات المحلية يشعر الناس بأن آراءهم، وأفعالهم المجتمعية تحدث فرقاً في الواقع. فالسلام هو أساس ازدهار الدول، ومصدر سعادتها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"