«الإخوان» منظمة إرهابية

23:52 مساء
قراءة دقيقتين

الموقف الذي أعلنه مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي بشأن تجريم تنظيم الإخوان المسلمين، واعتباره منظمة إرهابية، لا يمثل المجلس رئيساً وأعضاء فقط، لكنه يقترب من فكر وعقيدة أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، وضيوفهم المقيمين وزوارهم، الذين يجمعون على أن الأدلة الشرعية ومذهب أهل السنة والجماعة موالاة ولاة الأمر احتراماً والتزاماً، وعدم الخروج عليهم انضباطاً ونظاماً.
فنحن جميعاً نقف صفاً واحداً خلف قيادتنا الحكيمة، ضد من يعاديها سياسياً واقتصادياً وثقافياً، ومن يتحصن خلف أفكار تعصبية سوداوية تخدم مصالح ذوي المصالح الضيقة التي لا يمكنها أن تعيش في النور.
لا نستطيع أن نقبل بين صفوفنا من يعادي البشر بلا سبب مفهوم، وكل مجموعة أو تنظيم أو جماعة تسعى للفتنة أو تمارس العنف أو تحرّض عليه، هي تنظيمات إرهابية، مهما كان اسمها أو دعواها أو وسيلتها لتحقيق غايتها، فالعنف ليس في مصلحة الشعوب، ولا يحقق أياً من أهدافها ولا أمانيها وتطلعاتها المستقبلية.
وما يجعلنا أكثر سعادة بموقف مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أنه جاء بعد الاطلاع على بيان هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، الذي ينوه بالمكانة العظيمة التي توليها الشريعة للوحدة، والتحذير من الفرقة والفرق الخارجة، وتأييده الكامل للبيان الصادر عن هيئة كبار العلماء، الذي يأتي مؤكداً لما سبق أن صدر عن حكومتي الإمارات والسعودية، من اعتبار جماعة الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً، لما عرف عن هذه الجماعة من منازعة لولاة الأمور وشق عصا الطاعة، وما خرج من عباءتها من جماعات التطرف والعنف.
جميع المسلمين مدعوون إلى نبذ الفرقة، والابتعاد عن الانتساب أو التعاطف مع مثل هذه الجماعات، التي تعمل على شق الصف وإشعال الفتنة وسفك الدماء، فلا مصلحة مشتركة على الإطلاق بين قادة الإرهاب أعداء الإنسانية وباقي جموع المسلمين، بل ما يجمع الطرفين هو العداء الذي لا ينتهي إلا بفناء أحدهما، ودروس التاريخ علمتنا أن الشعوب لا تموت.
الإخوان المسلمون تنظيم إرهابي، وبالتالي يجرم كل من يعتنق أفكاره أو يؤمن بها، أو يروّج لها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وصفة الإرهاب تلتصق به لأنه يسعى لتنفيذ أفكاره بالقوة الغاشمة العمياء التي لا تعترف بالرحمة، ولا تأخذ الظروف الإنسانية في الاعتبار.
يجب أن نحرص جميعاً على أن نكون سنداً لولاة أمرنا في حربهم ضد الإرهاب والإرهابيين والفكر الظلامي المتطرف، ونحرص على العمل والدعاء معاً أن يديم الله لطفه وحفظه وعافيته وتوفيقه على دولة الإمارات بمن فيها وما فيها قيادة وشعباً، وأن يرفع الوباء والبلاء عن المسلمين والإنسانية جمعاء.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"