عادي

ميلان الإيطالي.. إمبراطورية تهاوى عرشها مراراً ونهضت من جديد

20:00 مساء
قراءة 3 دقائق
ميلان الإيطالي

الشارقة: أوميد عبد الكريم إبراهيم
لطالما كانت إيطاليا وجهةً مفضلةً للكثير من عشاق رياضة كرة القدم؛ سواء على مستوى المنتخب الإيطالي بتاريخه الحافل بالألقاب والبطولات؛ أو على مستوى الدوري المحلي الذي تتنافس على اعتلاء عرشه نخبة من خيرة الفرق محلياً؛ أوروبياً وعالمياً؛ على رأسها فريق «إيه سي ميلان» الذي يعد أحد أعرق الفرق على مستوى العالم، ويحتفظ بسجلٍّ ذهبي من الإنجازات على مدى أكثر من قرن من الزمان.
ميلان كغيره من الفرق؛ مرَّ بمنعطفات تاريخية غيَّرت ملامح الفريق بشكل شبه كامل في بعض الأحيان؛ فالنادي الذي تأسس عام 1899 بوهجٍ وألقٍ كبيرَين؛ تلقى ضربةً قويةً مبكرة بعد انشقاق عدد من أعضائه المؤسسين، وتأسيس فريق آخر هو «إنتر ميلانو» عام 1908، والذي أصبح غريماً تقليدياً له إلى يومنا هذا؛ إلا أن «روسونيري» كما يُطلق على فريق ميلان؛ انطلق نحو عالم الساحرة المستديرة؛ ليبدأ بكتابة التاريخ.

سقطات ونهوض
بعد انطلاقة قوية حقق خلالها 3 بطولات محلية في العقد الأول من القرن المنصرم؛ صامَ النادي الإيطالي عن الألقاب حتى مطلع الخمسينات؛ حين حقق لقبه الرابع في الدوري الإيطالي، ومن ثم هيمن على الألقاب بشكل شبه كامل، وقارع عمالقة القارة العجوز على حصد الألقاب؛ وصولاً إلى عام 1980؛ حين عصفت فضيحة «توتونيرو» المتعلقة بالمراهنات والرشى بالكرة الإيطالية، وأسفرت عن سقوط فرق وشخصيات كبيرة؛ من بينها فريق ميلان الذي عوقب بالهبوط إلى دوري الدرجة الثانية؛ ليدخل «روسونيري» في نفق مظلم.
بدأت نقطة تحوّل جديدة في تاريخ نادي الشمال الإيطالي؛ بعد أن اشتراه رجل الأعمال الشهير سيلفيو برلسكوني عام 1986؛ حيث أغدق عليه بالمال الوفير، وجلب خيرة المدربين واللاعبين من حول العالم؛ ليعود ميلان إلى احتكار الألقاب المحلية والأوروبية والعالمية مجدداً على مدار أكثر من 20 عاماً، ولكن طموحات برلسكوني السياسية، ودخوله في صراع الانتخابات العامة بإيطاليا عام 2013؛ كان جرس إنذار لحقبةٍ مظلمةٍ جديدةٍ تنتظر سيِّدَ «سان سيرو».

خزائن متخمة بالألقاب
مرَّت 4 سنوات عجاف على ميلان بعد أن أدار برلسكوني ظهره لعالم كرة القدم بالكامل، والتفت للعمل السياسي؛ مما أثقل خزينة ميلان بالديون، وهنا قرر رجل الأعمال الذي لا يهتم سوى بالأرقام؛ تخليه عن النادي، وفي شهر إبريل/نيسان من عام 2017؛ باعَ النادي لمجموعة من المستثمرين الصينيين مقابل 740 مليون يورو، والذين غرقوا في الديون منذ تاريخ عقد هذه الصفقة؛ فكانت إحدى أكثر الصور قتامةً في تاريخ استاد «سان سيرو» العريق؛ حيثُ يوجد نادٍ ومستثمرون غارقون في الديون، و11 لاعباً مغموراً بعد أن كان ميلان حلم عملاقة كرة القدم.
ميلان الذي احتضن في ربوعه عدداً كبيراً من النجوم الذين خلّدهم التاريخ؛ دخل نفقاً مظلماً من جديد، وتراجع مستواه لدرجة أنه بات في ذيل الترتيب بالدوري الإيطالي طيلة الأعوام التي أعقبت بيعه للصينيين؛ كما نسي الفريق رائحة البطولات المحلية والأوروبية، وهو الذي يحتفظ في خزائنه بـ18 لقباً للدوري الإيطالي، و5 بطولات للكأس، و7 ألقاب للسوبر المحلي؛ ليصبح ثاني أكثر فريق إيطالي تحقيقاً للبطولات خلف يوفينتوس؛ أما على المستوى الأوروبي، فحصد «روسونيري» 7 ألقاب في دوري أبطال أوروبا كثاني أكثر الفرق فوزاً بهذه البطولة؛ كأس الكؤوس الأوروبية مرتين؛ كأس السوبر الأوروبي 5 مرات، وعالمياً حقق الفريق كأس «إنتركونتينينتال» في 3 مناسبات، وكأس العالم للأندية مرةً واحدة.

استعادة نكهة الانتصارات
بعد المخاض العسير الذي عاشه «روسونيري» طيلة الأعوام الماضية، والصدمات المتتالية التي تلقّاها؛ بدأ فريق الشمال الإيطالي يستعيد عافيته مؤخراً بشكل تدريجي، واستعاد نكهة الانتصارات؛ خصوصاً بعد التعاقد مع النجم السويدي الكبير زلاتان إبراهيموفيتش نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، والذي سبق له اللعب في صفوف ميلان لموسم واحد، وحقق معه الدوري الإيطالي 2011/2010؛ حيث يقدم اللاعب السويدي مستويات لافتة على الرغم من أنه باتَ على أعتاب الـ40 عاماً؛ إذ يتصدر قائمة الهدافين متقدماً على البرتغالي كريستيانو رونالدو، وهو ما ساهم في تصدر ميلان لترتيب الدوري الإيطالي حتى الآن؛ كما يحتل مركز الوصافة في المجموعة الثامنة بالدوري الأوروبي؛ فهل بدأ العملاق الإيطالي رحلة العودة إلى نادي الكبار الذي اعتاد على التواجد فيه.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"