للمرة الأولى، منذ ١٢٢ عاماً تتولى سيدة عربية رئاسة الاتحاد الدولي للناشرين.. وهي بكل تعريف إماراتي وطني الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المرأة الثانية على مستوى العالم التي تتولى هذا المنصب العالمي الرفيع للاتحاد الذي أنشئ في عام ١٨٩٦، بعد الأرجنتينية آنا ماريا كابا نيلاس التي ترأست الاتحاد من ٢٠٠٤، وحتى ٢٠٠٨.
الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس الاتحاد الدولي للناشرين تتولى مهامّها عملياً بدءاً من دورة أعمال الاتحاد المقبلة في عام ٢٠٢١، وستقف الشيخة بدور على رأس مؤسسة دولية عريقة تضم في عضويتها أكثر من ٨٣ منظمة وجمعية للناشرين تتبع حوالي ٦٩ بلداً حول العالم.
تولي الشيخة بدور رئاسة الاتحاد جاء خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للناشرين الذي انعقد عبر منصة «زووم» وأسفر عن انتخابها رئيساً، وقبل ذلك، وفي عام ٢٠١٨ جرى انتخاب الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي نائباً لرئيس الاتحاد الدولي للناشرين، وجرت الانتخابات آنذاك خلال معرض فرانكفورت الدولي للكتاب.
الشيخة بدور شخصية ثقافية عربية وعالمية، تعود في تكوينها المعرفي والفكري والإداري إلى مشروع الشارقة الثقافي الذي وُلدِت في فضائه التاريخي والعائلي والإنساني العام، وكبرت مع أفكار ومبادرات ورؤى هذا المشروع الذي ألهمها، بالتالي، أفكارها الشخصية الخاصّة بما تحلم به وتعتقد أنه أكثر من حلم، بل هو مشروع وفكرة وتطبيق.
هكذا اتجهت الشيخة بدور التي ستقف على رأس أكبر كيان نشري ثقافي دولي في العالم، إلى المستقبل ممثلاً في ثقافة وكتاب الطفل منذ ميلاده وحتى بلوغه وفتوّته وشبابه، فأنشأت دار كلمات في عام ٢٠٠٧، ومنذ البداية تضع في ملف عملها اليومي حق الإنسان الطفل، والإنسان اليافع، والفتى بكل هذا التدرّج العمري من الجنسين في المعرفة والثقافة والقراءة.
في عام ٢٠١٣، وفي إطار رؤيتها المستقبلية لثقافة الطفل تصبح «دار كلمات» ذات أفق فكري وثقافي ونشري أوسع تحت مسمّى «مجموعة كلمات» التي تضم روافد نشرية تخدم الفكرة الأم وهي فكرة «كلمات» من خلال الروافد التالية: كومكس، روايات، حروف، كلمات، المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، مبادرة «تبني مكتبة»، مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال، و«غالوتشي - كلمات».
حيوية في العمل، وعين على المستقبل عبر منظور النشر وصناعة الكتاب لتؤسس وفق ذلك جمعية الناشرين الإماراتيين في عام ٢٠٠٩، وترأسها حتى عام ٢٠١٣.
بعد كل هذه المقدّمات والمهنية العالمية في صناعة المستقبل من خلال صناعة الكتاب جلست الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي على رأس الصف الأول من ناشري العالم الكبار بوجه إماراتي، وهوية عربية.
