لا يجوز بأي حال من الأحوال أن نكون دائمي الحاجة إلى التوعية بأمور باتت من المسلمات، والخطأ والصواب فيها واضحان، ويجب أن نعزز السلوك الإيجابي ونلتزم به، تحقيقاً لمصلحتنا المجتمعية ومصالح غيرنا، باعتبارها شرطاً مهماً ومطلوباً لاستمرار المسيرة التنموية الناجحة بكل المقاييس.
وعندما لا نسعى طواعية وبوعي وإرادة وعزم إلى تحقيق مصالحنا الخاصة في بعض الأحيان، ولا نلتزم بها إلا بقوة القانون، ونتحين أية فرصة لنعاود عدم الالتزام من جديد، في سلوك نؤذي به أنفسنا والآخرين، نكون واقعياً أخطأنا، والأمثلة على ذلك كثيرة ويمكن أن نتلمسها من واقع حياتنا الاجتماعية.
الجهات المرورية المختصة تباشر الحديث بكل اللغات لكل من يركب مركبة، وترجوهم أن يربطوا أحزمة الأمان، ففيه حماية لهم لو تعرض أحدهم لحادث مروري، ورغم ذلك هناك من لا يلتزمون، وبدل أن يجلس الصغار في المقعد الخلفي للسيارة حماية لهم من حوادث الصدم، تجد بعض المفرطين في تدليل أبنائهم يقودون سياراتهم والأبناء يجلسون على أرجل آبائهم خلف مقود السيارة.
فإذا ارتدنا مكاناً عاماً نظيفاً ومرتباً يجب أن نغادره وهو على الحال نفسه، فهو ملكية عامة ولا يجوز العبث بها بأي حال، ولا يصح أن نعبث بأشيائه كيفما شئنا، ومن العيب أن نترك خلفنا مخلفات ونغادر، وكأننا نطلب من الغير أن يقوموا هم بتنظيفها، أو على الأقل نحرمهم الاستفادة من المكان كما فعلنا نحن واستفدنا.
الأسرة مسؤولة عن سلامة أطفالها، فإن أهملت طفلها وغفلت عنه وتركته يلعب على هواه، سواء في حوض سباحة بعيداً عن رقابتها، أو في ألعاب حديقة عامة قد لا تكون آمنة أو يساء استخدامها فتصبح خطراً، أو تسمح له بالمرور من شارع إلى الآخر بين السيارات، أو يلهو بألعابه الخاصة في شرفة الشقة التي تقع في الطوابق العليا للبناية السكنية فيسقط، واللعب بالنار والأدوات الخطرة وغيرها من السلوكيات غير مأمونة العواقب، كلها أمثلة سلوكيات تضع الأسرة تحت طائلة المسؤولية.
وعندما تغادر سيارتك يجب أن تحرص على غلق أبوابها ونوافذها جيداً، ولا تترك أشياء مهمة ولا ثمينة بداخلها حتى وإن كنت ستتركها لبعض الوقت وتعود.
إن هذه السلوكيات العبثية غير المسؤولة تدفع ضعاف النفوس لارتكاب جريمة السرقة، بسبب استهتارك وعدم تحملك المسؤولية.
المطلوب أن نصل إلى مرحلة الاستغناء عن حملات التوعية المرورية التي تنظمها إدارات المرور بقيادات الشرطة، بالوعي الذاتي بكل ما هو سلوك إيجابي وسلبي.
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
