معالجة أضرار «الهدير»

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

انقضت الحالة الجوية الطارئة التي عايشتها الدولة يوم الثلاثاء الماضي، وعادت الحياة إلى طبيعتها، بعد أمطار قلما نشهد مثلها وتعتبر الأكبر منذ بدء تسجيل البيانات المناخية في العام 1949، ما تسبب في تجمعات للمياه في عدد من الطرق والشوارع والمناطق والأحياء، التي عادت إلى ما كانت عليه قبل «الهدير» بجهود جبارة بذلها أكثر من 17 ألفاً من عناصر أجهزة الأمن والطوارئ والداخلية و15 ألفاً من الجهات المحلية وآلاف المتطوعين، الذين تكاتفت جهودهم جميعاً للتعامل مع نتائج الحالة الجوية الاستثنائية، التي أكدت قيادتنا الرشيدة أنها ستتعلم منها كي لا نتجرع من كأسها مرة أخرى، إذا شاء الله تعالى أن يمن علينا بأمطار ستبقى خيراً مهما زادت كميتها.

صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، سارع للتأكيد على أن سلامة المواطنين والمقيمين على رأس أولويات حكومة الإمارات، ووجه بحصر الأضرار ودعم الأسر والبدء بشكل فوري بدراسة حالة البنية التحتية. كما سارع مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى تنفيذ توجيهات سموه السامية وإقرار ملياري درهم لمعالجة الأضرار التي لحقت ببيوت المواطنين ومساكنهم، فضلاً عن تكليف لجنة وزارية بمتابعة هذا الملف وحصر أضرار المساكن وصرف التعويضات بالتعاون مع بقية الجهات الاتحادية والمحلية.

هذه هي «دار زايد» التي نعرفها وستبقى كما عهدناها دائماً، سباقة في إسعاد أبنائها، يدها ممدودة بالخير لهم، لا تتوانى بتوجيهات قيادتنا الرشيدة عن إدخال الفرح إلى قلوبهم، وتحويل الغم إلى سعادة، تتعلم من كل درس، لا تكابر ولا تقفز فوق الحقائق، تعالج الخطأ إن وجد، وتحرص على ديمومة التطوير، حتى تبقى بلادنا الأجمل والأفضل، تنظر إلى النصف الممتلئ من الكوب، فترى في الأمطار التي وصلت إلى معدلات غير مسبوقة خيراً، ملأت السدود وأجرت الوديان، وزادت من المخزون الجوفي المائي، فضلاً عن أنها كانت بمثابة درس كبير للتعامل مع الأمطار الشديدة مستقبلاً، بعد أن وضعنا أيدينا على مجالات التطوير ورفع الاستعداد والجاهزية لنكون أكثر استعداداً للمستقبل.

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الذي رأى في الأمطار صورة جميلة أظهرت تعاضداً وتكاتفاً وحباً كبيراً لدولة الإمارات، توجه من خلال مجلس الوزراء بالشكر لجميع من عمل وما زال يعمل من أجل الوطن، ليكون هذا دافعاً لمزيد من العمل في خدمة الوطن، الذي ننعم جميعاً بالسعادة في حضنه الدافئ.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2wr8bbvr

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"