عادي

مارادونا يدفن إلى جوار والديه بجنازة تاريخية

19:42 مساء
قراءة 3 دقائق
1
1
3

ودّعت الأرجنتين الحزينة دييجو مارادونا ودفنته في ضواحي العاصمة بوينوس أيريس، بعد رحيل أسطورة كرة القدم في نهاية الثمانينات عن ستين عاماً إثر انتكاسة صحية.

مع حلول الظلام أقيمت مراسم الدفن بحضور عائلة بطل العالم 1986 وأصدقائه المقربين، في مقبرة بيلا فيستا المحاطة بالأشجار خارج العاصمة بوينوس أيرس، حيث دفن دييجو إلى جانب والديه.

قال أنتونيو افيلا، سائق حافلة يبلغ ال63 خارج المقبرة «أشعر بحزن شديد على رجل أسعدنا كثيراً».

وتناقض الوداع الهادئ في المقبرة مع المشاهد الصاخبة لنقله من بوينوس أيرس، والتي عكست إلى حد ما حياته المملوءة بالأحداث المثيرة للجدل، ووصفت جنازته بالتاريخية، حيث تجمع عشرات الآلاف لوادعه على الطرقات المؤدية إلى مكان الدفن.

وأطلقت الشرطة الغازات المسيلة للدموع وبعض الرصاص المطاطي في اشتباكات مع جماهير رشقتها بالحجارة بعدما تم منعها من رؤية جثمان لاعب منح البهجة لمئات الملايين من الناس في كافة أصقاع العالم.

 واصطف عشرات الآلاف من الصباح الباكر للمرور بجانب نعش مارادونا، والذي التف عليه علم الأرجنتين وقميصه الشهيرة الرقم 10 في القصر الرئاسي.

لكن مع مرور الوقت، نفد صبر المصطفين خارج «كاسا روسادا»، وسيطر البعض على فناء في الداخل ما أجبر المنظمين على نقل نعش مارادونا إلى غرفة أخرى كإجراء احترازي.

وبرغم تمديد موقع إلقاء التحية الأخيرة ثلاث ساعات، أغلق المسؤولون الأبواب واشتبكت الشرطة مع الجماهير في الطرق المجاورة قبل أن تعمد إلى توقيف بعض الأشخاص.

خرج بعدها نعش مارادونا عبر بوابات المبنى الرئاسي مخترقاً شوارع العاصمة.

وتكدّس الناس على جوانب الطرق وعلى الجسور مع اقتراب موكب الجنازة من الضواحي الغربية للعاصمة، محاطاً بالشرطة مع دوي صفارات الإنذار.

وتبع الموكب عشرات من المصورين على متن دراجات نارية.

 موهبة خارقة 

صحيح أن مارادونا عانى مشكلات صحية متنوعة في العقدين الأخيرين، إلا أن رحيله شكل صدمة نظراً للموهبة الخارقة التي تمتع بها في الملاعب مع منتخب بلاده أو نادي نابولي الإيطالي الجنوبي الذي انتشله ليضعه بين نخبة أندية الشمال الغنية على غرار يوفنتوس وميلان.

وقال دييجو أرماندو كابرال (29 عاماً) عامل البناء الذي سُمّي تيمناً بصاحب القدم اليسرى الرهيبة «كان الأفضل في العالم، سنفتقده ووفاته حطمت أرواحنا».

وانهالت رسائل التعزية والتكريم من جميع أنحاء العالم، إذ مارس مارادونا الكرة في أمريكا الجنوبية، أوروبا وآسيا كمدرب في الإمارات.

لم يكن لاعباً عادياً، فكانت له آراء «يسارية» نارية على الصعيد السياسي-الاجتماعي، وطغت على مسيرته تصرفات ندّد بها كثيرون على غرار تعاطيه المخدرات والكوكايين.

وبموازاة مراسم وداعه في بوينوس أيرس، خيّم الحزن على مدينة نابولي التي جاء إليها بعد رحلة قصيرة وجدلية مع برشلونة الإسباني فوضع فريقها على قمة الدوري الايطالي.

حصد لقبين في الدوري، الوحيدين في تاريخ «بارتينوبي» حتى الساعة، ولقباً في كأس الاتحاد الأوروبي (يوروبا ليج حالياً)، لكن هناك أيضاً ارتبط بالمافيا الايطالية ما عكّر مشواره الجدلي.

وقال فرناندو كافور (46 عاماً) «كان محاربنا يوم الأحد. لم يلعب مارادونا بقدميه بل برأسه. لا أحد يسجل الأهداف مثل مارادونا».

وصلت مسيرته إلى نهاية «منطقية» في 1991 بعد اختبار إيجابي جديد للمنشطات. وبعد اعتزاله في 1997، كانت مسيرته التدريبية مناقضة تماماً لمشواره كلاعب، فلم يكن من فئة النجوم الحاصدين للألقاب على مقاعد البدلاء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"