الكـفــاح «الغذائي» في الهند

00:22 صباحا
قراءة دقيقتين

أرشد خان *

 في ظل النظام الجديد، يمكن للشركات الزراعية الخاصة ومحال البقالة ومحال السوبر ماركت الشراء مباشرة من المزارعين بعد أن تم إلغاء دعم الأسعار الحكومي.

 يعتقد المزارعون أن ذلك يضعهم تحت رحمة الصناعة الزراعية والأعمال الناتجة عنها. ويعيش ما يقرب من نصف مليار شخص في الهند من القطاع الزراعي. وتبلغ مساحة الحيازة المشتركة للمزارع العادي نحو هكتارين فقط، وبالتالي فهي تتيح القليل من القدرة على المساومة ضد الشركات الكبيرة. وهذا هو جوهر القضية التي أدت إلى احتجاجات حاشدة من قبل المزارعين ضد القوانين الجديدة لحكومة ناريندرا مودي المصممة على فتح الأسواق الزراعية وإلغاء الدعم الحكومي للأسعار.

 وتعني القوانين أنه يمكن للمزارعين التعامل مباشرة مع الشركات الخاصة، وهو ترتيب يعتقد المزارعون أنه يضعهم بالكامل تحت رحمتها. وفي ظل النظام القديم كانوا يتعاملون من خلال وكلاء، معروفين أحياناً لعائلات المزارعين عبر الأجيال. وكان هؤلاء الوكلاء يعملون كمشترين وكبنوك، وفي الأغلب كانوا يقرضون الأموال في وقت الزراعة ويستعيدونها لاحقاً.

 حاليًا، يبيع المزارعون منتجاتهم في الأغلب في أسواق الجملة. ويتم تنظيم الأسواق من قبل لجان من كبار ملاك الأراضي، ووكلاء بالعمولة يعملون نيابة عن المزارعين ويقومون بترتيب التخزين والنقل المناسبين.

وترى الحكومة أن النظام الحالي سيستمر أيضاً، إلا أن المزارعين يعتقدون أن المشترين من القطاع الخاص سيقدمون أولاً للمزارعين أسعاراً جذابة مما سيؤدي إلى التخلي عن نظام سوق الجملة الحالي في غضون بضع سنوات؛ وبعد ذلك سيكون المزارعون تحت رحمة اللاعبين الخاصين وجاهزين للاستغلال. وهم يعتقدون أنهم لا يستطيعون الثقة أو السماح للشركات الكبيرة بتحديد الأسعار والمحاصيل.

 احتجاجات المزارعين تركزت حول دلهي، وتهدف إلى إغلاق الطرق التي تدخل العاصمة أو تغادرها. وتستمر الاحتجاجات والتظاهرات منذ أغسطس/آب، وحدثت في جميع أنحاء البلاد على الرغم من قوتها الأكبر في ولايتي البنجاب وهاريانا؛ حيث تعرفان ب«سلة الخبز الهندية».

 يضاف إلى ذلك دفع المتظاهرين لتعطيل خدمات السكك الحديدية، ومن المعروف أن خط السكة الحديدي هو سلاح ذو حدين؛ لأنه يؤثر أيضاً في نقل الأسمدة التي يحتاج إليها المزارعون، إضافة إلى السلع الأساسية الأخرى.

 إن مطالب المزارعين الرئيسية؛ هي: إلغاء قوانين الزراعة الجديدة؛ وإعادة إنشاء الحد الأدنى من أسعار الدعم. وبالنسبة للمزارعين، هي مسألة حياة أو موت.

* أستاذ متقاعد مقيم في الولايات المتحدة ومعلق. وهو متعدد التخصصات. (كومون دريمز)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أستاذ متقاعد مقيم في الولايات المتحدة ومعلق. وهو متعدد التخصصات. (كومون دريمز)

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"