انتخابات بوليفيا لم تكن مزورة

00:26 صباحا
قراءة دقيقتين

ديفيد روسنيك *

في 20 أكتوبر 2019، أجرت بوليفيا انتخابات رئاسية، وأظهر الإحصاء الرسمي حينها فوز إيفو موراليس في الجولة الأولى بنسبة 47% من الأصوات الصحيحة؛ أي أكثر ب10 نقاط مئوية من الرئيس السابق كارلوس ميسا.

مع ذلك، لم يتمكن موراليس من إنهاء فترة ولايته في المنصب فضلاً عن عدم بدء ولايته التالية. وفي 10 نوفمبر 2020، وتحت ضغط من الجيش، أجبر موراليس على الاستقالة والفرار من البلاد.

وحتى قبل انتخابات أكتوبر، تعهد العديد من أعضاء المعارضة بعدم قبول نتائج التصويت إذا فاز موراليس. ولمراقبة التصويت قامت منظمة الدول الأمريكية (OAS) بصب الزيت على النار، عندما أصدرت في اليوم التالي للانتخابات، ومع عدم اكتمال العد الرسمي بعد، بياناً صحفياً أعربت فيه عن قلقها بشأن «تغيير لا يمكن تفسيره في الاتجاه (في العد الأولي) الذي يعدل بشكل جذري مصير الانتخابات، ويؤدي إلى فقدان الثقة في العملية الانتخابية.

ونزع البيان الشرعية عن الانتخابات في نظر كثيرين، في بوليفيا وعلى المستوى الدولي، كما قدمت لعناصر المعارضة المبررات التي احتاجوا إليها لرفض نتائج الانتخابات وإجبار موراليس على التنحي بعد ثلاثة أسابيع.

وأظهر مركز أبحاث الاقتصاد والسياسة، وعدد من الباحثين المستقلين الآخرين، أن منظمة الدول الأمريكية لم تقدم أي دليل موثوق به لدعم بيانها الصادر في 21 أكتوبر 2019. وفي الوقت الذي توقف فيه العد الأولي للأصوات لفترة طويلة في 20 أكتوبر 2019، أثيرت مخاوف مفهومة، حيث لم يكن هناك تغيير «لا يمكن تفسيره» أو «جذري» في الاتجاه بعد الانقطاع، كما زعمت منظمة الدول الأمريكية.

المخالفات كانت حتمية في هذه الانتخابات  كما هو الحال مع أي انتخابات أخرى  حتى مع غياب أي تزوير. ومع ذلك، فإن الادعاء الأولي الذي قدمته منظمة الدول الأمريكية غير المدعم بالأدلة، أثر بقوة، في الكيفية التي فسرت بها منظمة الدول الأمريكية وجود مخالفات وارتباك وتدمير لمواد التصويت في الانتخابات، وذلك كدليل على تزوير منهجي متعمد. منظمة الدول الأمريكية بحثت عن وجود مخالفات نوعية في الكشوف التي فضلت موراليس بشدة، على أساس ادعائها غير المبرر، ثم استخدمت حقيقة المخالفات لتبرير أفعالها السابقة. وبالمثل، فإن منظمة الدول الأمريكية أظهرت علامات على الارتباك أو الفوضى (أو حتى الدمار) من قبل حزب في الانتخابات، كدليل إضافي على وجود فرصة للتلاعب من قبل الحكومة، وذلك من منظور ادعائها غير المبرر. وذهبت منظمة الدول الأمريكية إلى حد التحسر على الصعوبة في تدقيق كشوف الإحصاء التي دمرت عندما أحرق محتجون معارضون عدة مكاتب انتخابية في المقاطعات. 

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن مزاعم منظمة الدول الأمريكية بشأن الاحتيال «غذت سلسلة من الأحداث التي غيرت تاريخ الدولة الأمريكية الجنوبية».

* متخصص في علوم الكمبيوتر واقتصادي في مركز البحوث الاقتصادية والسياسية في واشنطن. (كاونتر بانش)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

متخصص في علوم الكمبيوتر واقتصادي في مركز البحوث الاقتصادية والسياسية في واشنطن. (كاونتر بانش)

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"