عادي

رضـوى الأسـود: الـروايـة ليست خطبـة سيـاسيـة

23:29 مساء
قراءة 3 دقائق
1

القاهرة: محمد شبانة

رضوى الأسود، كاتبة مصرية، صاحبة مشروع روائي متميز، وبرغم تعدد كتاباتها وتنوعها، فإنها تعتبر نفسها روائية فقط، فالكتابة عندها ليست مجرد لعبة حلوة، كما يحلو لبعض الكتاب أن يصفوها، ولكنْ لها مغزى وهدف، وأسئلة تبحث عن إجابات.

حول أحدث رواياتها «بالأمس كنت ميتاً» وأسباب اختيارها لتناول أحداث عن الأرمن والأكراد تحديداً، في هذه الفترة ومشروعها الروائي المقبل، كان لنا معها هذا الحوار.

* لماذا اخترت روايتك الجديدة عن الأرمن والكرد؟

- قبل عام 2015 لم أكن أعلم شيئاً عن الإبادة الأرمنية، في ذلك العام، كانت الذكرى المئوية للمذابح، التي ارتكبها العثمانيون بحقهم، وقد شاهدت العديد من الصور التي تؤرخ وتسجل ذلك التاريخ الدموي، واحتلت كل وسائل التواصل الاجتماعي، أيضاً في ذلك الوقت، كان وما زال، لي أصدقاء مثقفون من الكرد، وقد قرأت لهم روايات ومقالات تؤكد الأواصر، التي تربطهم بالأرمن.

بعدها وجدتني أبحث عن مراجع وشهادات، أشاهد أفلاماً وثائقية وتسجيلية عن الإبادة، لتأتيني أخيراً الفكرة، في شكلها الأول، أستطيع أن أقول إنني لم أختر الموضوع، أحياناً أشعر وكأن الأبطال هم في الواقع أراوح مغدورة، اختارتني.

* هل هناك ملامح صوفية في الرواية؟

- الرواية مكتوبة بملمح صوفي، بمعناه الواسع المجرد غير المشروط، وغير القائم على المصالحة، الحب الذي ينسف الشكل التقليدي المتعارف عليه، قصة الحب التي أق دمها، أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع، وقد يكون من المستحيل حدوثها؛ لأنها ضد الطبيعة البشرية، القائمة في جوهرها على حب الامتلاك والأنانية.

* ما المصادر التي استقيتِها من أجل الإعداد للعمل؟

- كتاب «ذاكرة من المجازر الأرمنية» تأليف سي ماكشيشيان، و«شهادات غربية عن الإبادة الأرمنية في الإمبراطورية العثمانية» تأليف إرشاد بولاديان، و«قتل أمة» تأليف هنري مورجان تاو، بالإضافة لمشاهدات لأفلام وثائقية، وقراءات لشهادات من نجا من المذاهب، وشهود عيان.

* هل تعتبرين الرواية وثيقة إدانة للأتراك؟

- الرواية وثيقة إدانة لكل قاتل وغاصب، لكل من يصادر حق الغير، لمجرد اختلافه عنه، هي دعوة للحب، وللحرية، ونبذ التناحر.

* الرواية لم تقع في الفخ الدعائي.. كيف تمكنتِ من الإمساك بخيوط العمل بهذا الشكل؟

- الرواية عمل، نحاول من خلاله، فهم العالم، وفهم أنفسنا، نطرح الأسئلة، وعلى طول الرواية، يجب على القارئ البحث عن الإجابة، وبالرغم من أنه ليس بالضرورة العثور على الإجابة في النهاية، فإنه يجب عدم الكف عن السؤال. «بالأمس كنت ميتاً» رواية إنسانية، في المقام الأول، تطرح الكثير من الأسئلة الوجودية، تدعو القارئ للتفكر، دون أن تفرض رأياً، وذلك باتباع النهج الصوفي، الذي يلج للمعنى الخفي الباطني، وليس القشرة السطحية التي تحوي المعنى الظاهر القاصر، لا يفترض بالرواية، أن تكون خطبة سياسية عصماء، الرواية الجميلة هي الرواية الصادقة، وقد كان همي الدائم، منذ الرواية الأولى لي، هو البحث في العلاقات الإنسانية بين البشر، تمددها وتراجعها، بدايتها ونهايتها، وقد حرصت في هذه الرواية، منذ أكثر من أي وقت مضى، على ذلك.

* هل درست علم النفس؟

- نعم، قرأت كثيراً في علم النفس، ويستهويني بشكل خاص، وأرى أن دراسته، ذات نفع مباشر على صاحبها، فمن شأنها تيسير عملية فهم الآخر.

النهاية بوفاة البطلة حزينة ورومانسية في - الوقت نفسه.. هل قررتِ إنهاء حياتها؟

لدواعٍ فنية، رأيت النهاية كذلك، لكن ربما لو ذهبنا للمعنى الأكثر عمقاً، فموت «لوسي» هو إشارة إلى تعنت بعض الدول، حتى الآن، في الاعتراف بالمذبحة، وأولها الجاني الأساسي الذي ينكرها تماماً، ويرفض حتى الإشارة إليها، ولو من بعيد.

* ما مشروعك الأدبي المقبل؟

- أعكف على رواية نفسية، تعتمد تقنية تقاطع الأزمنة، وتدور في إطار رحلة بحرية، لسبعة موانئ في البحر المتوسط، وتناقش العلاقة الوثيقة بين المرض النفسي والإبداع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"