عادي

الوعي ينقذ حياة الآخرين في الطوارئ

00:42 صباحا
الصورة
1
الصورة

تحقيق: إيمان عبدالله آل علي

أكد أطباء أن التدخل المبكر هو المفتاح الأساسي لإنقاذ الأفراد الذين يتعرضون لحوادث أو الذين يتعرضون للنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وتستقبل المستشفيات مثل هذه الحالات للأسف بعد فوات الأوان، وأحياناً يكفي الوعي الصحي لدى المحيطين بالمريض لإنقاذ حياته.
وأوضحوا أن فئات المجتمع لديهم الثقافة الصحية العامة، ولكن هنالك بعض المفاهيم الخاطئة؛ كون بعض المعلومات الصحية مستمدة من مواقع غير مختصة بنشر المعلومات الطبية والتأكد من مصداقيتها، لافتين إلى أن التوعية الصحية ليست هدفاً قابلاً للقياس نسعى إلى تحقيقه، ومن ثم نتوقف أو نبحث عن هدف آخر، إنه عملية مستمرة مدى الحياة.
وأكدوا أن واحداً من كل 4 أفراد من المجتمع لديه ثقافة صحية، ويتخذ قرارات مستنيرة.
أكد الدكتور أيهم معتوق، أخصائي طب الطوارئ ورئيس قسم الطوارئ في المستشفى السعودي الألماني بعجمان، أن المجتمع الإماراتي بشكل عام لديه ثقافة صحية جيدة، ولكن هنالك بعض المفاهيم الخاطئة؛ كون بعض المعلومات الصحية مستمدة من مواقع غير مختصة بنشر المعلومات الطبية والتاكد من مصداقيتها.
وقال، إن السبيل لتكثيف الوعي وزيادة الثقافة الصحية يكون عبر استخدام الموارد المتاحة، التي تساعد على توصيل الثقافة الصحيّة إلى الأفراد، سواء أكانت مكتوبة، أم مسموعة، أم مرئية، كالاعتماد على الصحف، والقنوات التلفزيونية، وشبكة الإنترنت، وغيرها، ولحماية الشخص الذي يتعرض لحالة طارئة يجب توعية المجتمع بثقافة الإسعافات الأولية؛ كونها تساعد على إنقاذ أرواح المصابين والمرضى، فقد استقبلت المستشفيات حالات لو تم إسعافها بطريقة صحيحة في اللحظة الأولى لتجنبنا مضاعفات الحالة وانتكاسها، كحالات الغرق على سبيل المثال لا الحصر، فلو كان أحد أفراد الأسرة مدرباً على إجراء الإسعافات الأولية ريثما يصل فريق الإسعاف المؤهل للتعامل مع مثل هذه الحالات لتمّ تلافي بعض المضاعفات كالوفاة مثلاً.
وأكد أن المجتمع الشرقي بشكل عام لديه مفاهيم خاطئة للأمراض النفسية، ويَصم من يشخّص بمثل تلك الحالات بالجنون، فالأمراض النفسية كغيرها من الأمراض يجب تشخيصها وعلاجها في وقتها؛ لأن كل أفراد المجتمع عرضة لها، كالاكتئاب والتوتر المرضي، وتجنب طلب المساعدة الطبية اللازمة في وقتها قد يضع الفرد أو العائلة في مشاكل هم في غنى عنها.
التعامل مع الحالات الطارئة
وقال الدكتور محمد مكي شلال، ممارس عام ومدير قسم الطوارئ في المستشفى الكندي التخصصي، إن لدى أفراد المجتمع هنا بمختلف أطيافه إلماماً ومعلومات جيدة نوعاً ما فيما يتعلق بالتعامل مع الحالات الطارئة، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنه مجتمع متعدد الأطياف والألوان والجنسيات، وأرى أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع تقوم بجهود عظيمة في توعية أفراد المجتمع، سواء من خلال الكتيبات ونشرات التوعية، أو عن طريق الحملات التوعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والصحف والتلفزيون؛ حيث دائماً ما يتم تسليط الضوء على أهمية عدم أخذ الدواء إلا باستشارة الطبيب، فضلاً عن التوعية بالأمراض، لا سيما المزمنة منها وكيفية التعامل مع المصابين بها من قبل أفراد المجتمع، أو فيما بين أفراد الأسرة ذاتها.
وأكد أنه لحماية الحالات الطارئة، نركز على نقطة مهمة، وهي ضرورة الاتصال بالإسعاف بشكل فوري وسريع؛ لأن عامل السرعة في مثل هذه الظروف يلعب دوراً حاسماً في إنقاذ حياة المريض، خاصة أننا استقبلنا حالات لو تم إسعافها بطريقة صحيحة في اللحظة الأولى لتجنبنا مضاعفات الحالة، ومن أبرز هذه الحالات أمراض القلب بالدرجة الأولى، والحوادث كالسقوط مثلاً، وإصابات الرأس، فيجب تعزيز التوعية فيما يتعلق بالتعامل مع مرضى القلب؛ لكونها تمثل النسبة الكُبرى من الحالات التي لا يتم التعامل معها خلال اللحظات الأولى بالطرق الصحيحة.
يتخذ قرارات مستنيرة
ووفقاً للدكتور إيهاب شحاتة، أخصائي جراحة العظام في المستشفى الدولي الحديث-دبي، يتمتع واحد من كل 4 أفراد من المجتمع بثقافة صحية، ويتخذ قرارات مستنيرة بشأن رفاهيته. وفقاً للتقارير، من المشجع أن نرى أنه على منصات متعددة مثل الرفاهية والتعليم، كان أداء الرعاية الصحية في الإمارات العربية المتحدة أفضل باستمرار من المتوسطات الإقليمية والعالمية.
وأكد أن أفضل طريقة لتكثيف الوعي وزيادة التثقيف الصحي هي من خلال النظم التعليمية التي يجب تنفيذها في المدارس والجامعات، ويجب أن تكون إلزامية. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون هناك محاضرات للموظفين لمجتمع الشركة وتحديثات إعلامية منتظمة. ويرى الدكتور شحاتة أنه إذا رأى أي شخص شخصاً يتعرض لحالة طوارئ، فيجب إبلاغه وتمكينه من تطبيق الإسعافات الأولية، والاتصال بخدمات الطوارئ؛ للحصول على المساعدة.
وقال، إن المستشفى يتلقى حالات إذا تم علاجها بشكل صحيح في اللحظة الأولى لتجنبنا المضاعفات وانتكاس الموقف، ويمكن أن يقلل العلاج الفوري والملائم في المقام الأول من عدد المضاعفات الرئيسية التي تحدث في حالات الطوارئ، وكثير من الناس غير مدركين لكيفية التصرف في حالة الطوارئ. يحتاج الناس إلى تعلم كيفية تجنب الذعر في حالات الطوارئ الحقيقية.
نوعية الثقافة الصحية
وأكدت الدكتورة عامرة شاه، أخصائية طب الأسرة والرعاية الأولية في المستشفى الأمريكي في دبي، أنه من الطبيعي أن يكون هناك ثقافة صحية في جميع المجتمعات، ولكن بمستويات متفاوتة، ولا أقصد هنا الكم بقدر ما أقصد النوعية، فالثقافة الصحية في المجتمعات بحاجة ماسة إلى التحديث المستمر، وفق الاكتشافات الطبية والعلاجية وغيرها.
ولكن يبقى هناك قاسم مشترك على الجميع أن يعرفه، هو الصحة الشخصية، وطرق الوقاية من الأمراض المعدية.
وأوضحت: تلعب المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة دوراً كبيراً في رفع الوعي المجتمعي في الجوانب الصحية المختلفة، وتلجأ في ذلك إلى مختلف الطرق المتاحة للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور.
ولعل الإعلام بكل أنواعه يشكل أحد أبرز الشركاء الفاعلين في التوعية الصحية، وتسليط الضوء على المشكلات التي يعاني منها الأفراد، وآليات الوقاية من الأمراض وغيرها.
نحن اليوم بحاجة ماسة إلى تكثيف حملات التوعية، وإيجاد طرق مبتكرة للوصول إلى الجمهور المستهدف، والتأكد من أن الرسائل الأساسية قد وصلت بشكل صحيح ومفهوم. إن عملية التوعية الصحية ليست عملية ثابتة وقابلة للتحقيق، بل إنها عملية مستمرة ما دامت الأمراض موجودة وتشكل خطراً على الصحة العامة.
وأضافت: هناك حاجة إلى تحديد الأولويات، وتحديد أي من الخدمات الوقائية العديدة المتاحة التي يجب التوصية بها، وأيها لا يشجع على منع الضرر الناجم عن الاختبارات أو التدخلات غير الملائمة. وثمة عوامل يجب مراعاتها، فقد تختلف الخدمات ذات الأولوية من مريض لآخر حسب العمر والجنس وعوامل الخطر الأخرى.
وتختلف آثار التدخلات الوقائية الموصى بها على طول العمر أو نوعية الحياة بشكل كبير، ويختلف التأثير المفيد المحتمل لأي تدخل واحد على مريض فردي باختلاف أسلوب حياته والتاريخ الطبي والعائلي وعوامل الخطر الأخرى، ودائماً ما يكون التدخل المبكر هو المفتاح الأساسي لإنقاذ الأفراد، الذين يتعرضون لحوادث، أو الذين يتعرضون للنوبات القلبية والسكتات الدماغية، من الطبيعي أن جميع المستشفيات تستقبل مثل هذه الحالات للأسف بعد فوات الأوان، وأحياناً يكفي الوعي الصحي لدى المحيطين بالمريض لإنقاذ حياته.
إن التوعية الصحية ليست هدفاً قابلاً للقياس نسعى إلى تحقيقه ومن ثم نتوقف أو نبحث عن هدف آخر، إنه عملية مستمرة مدى الحياة. ونحن اليوم بأمسّ الحاجة إلى رفع الوعي بين الناس في عدد من القضايا التي يعيشونها يومياً، خاصة الجهود التوعوية الرامية إلى الحد من انتشار «كورونا»، وبروتكولات الوقاية وغيرها.
أنماط حياة صحية
أكد الدكتور «بوبومورود كيلديورف»، أخصائي طب الأسرة، في المستشفى الكندي التخصصي، أن الثقافة الصحية لدى الناس هنا جيدة؛ حيث نلاحظ أن نسبة كبيرة من أفراد المجتمع يتبعون أنماط حياة صحية، من خلال ممارسة الرياضة، وتناول الأغذية الصحية.
الأمر الآخر هنا في الدولة أن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي والمؤثرين والصحف في تزايد، فالكثير من الناس يطلعون على المعلومات الورادة من خلال تلك الوسائل، لا سيما عند انتشار معلومات طبية حول مرض «كورونا» على سبيل المثال؛ حيث تردني الكثير من الاتصالات من قبل مرضاي الذين يرغبون بالاستعلام عن صحة هذه الأخبار المنتشرة عن طريق المؤثرين ومواقع التواصل الاجتماعي أو حتى الصحف؛ لذا يجب الحرص على إعطاء المعلومات الصحية الدقيقة والصحيحة في تلك الوسائل، التي يزداد انتشارها كثيراً بين أفراد الأسر كباراً وصغاراً.
وقال، إن أفضل طريقة للتعامل مع الحالات الطارئة هي الاتصال بالطوارئ بسرعة، وفعلاً استقبلتنا حالات لو تم إسعافها بطريقة صحيحة في اللحظة الأولى لتجنبنا مضاعفات الحالة وانتكاسها، وأغلبية الحالات الطارئة هذه تعود لمصابين بأمراض في القلب والأوعية الدموية والجلطات الدماغية، وهناك افتقار للثقافة الصحية بشكل خاص حول مرض السكري من النوع 1 و2. وقد أجريت دراسة خاصة حول هذا الموضوع، نظراً لانتشار السكري بنسبة كبيرة جداً في دولة الإمارات، وحتى الآن الناس لا يدركون مخاطر السكري ومضاعفاته الخطِرة على كل أعضاء الجسم. فأعراض السكري قد تظهر لاحقاً، لكن مضاعفاته تُلحق بأعضاء الجسم أضراراً كبيرة. وبالتالي يجب تكثيف التوعية الصحية حول هذا المرض، عبر حث الناس على إجراء الفحوص الخاصة بالسكري؛ إذ لا يتم اكتشاف أعراض السكري إلا بالفحوص المبكرة، حتى يتسنّى لنا التعامل معه بشكل مبكر، والتحكم به قبل ظهور مضاعفاته الخطِرة.