«جريتا» على طابع بريد

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

كما يليق بالدول المتحضرة، كرّمت السويد ابنتها ناشطة المناخ، الشابة جريتا تونبرج؛ بوضع صورتها على طابع بريدي طرح للبيع قبل أيام، وتظهر الشابة البيئية، في الطابع، وهي تقف أعلى جرف، وترتدي معطفاً واقياً من المطر أصفر اللون، فيما تحلق فوقها طيور السنونو؛ تعبيراً عن حق كل الكائنات، لا الإنسان وحده، في بيئة نظيفة؛ ورفضاً لحجم الدمار الذي ألحقه البشر بكوكب الأرض، وبالحياة عليه.
شركة الخدمات البريدية التي يبدو أنها من صمم الطابع، أفادت بأنه واحد من مجموعة من الطوابع التي تحمل اسم «الطبيعة القيّمة»؛ دعماً للأهداف التي وضعها البرلمان السويدي؛ للمحافظة على البيئة، وتتضمن تلك الطوابع الموائل الأخرى التي اعتبر البرلمان أن حمايتها مهمة، وتتضمن الجبال والنباتات الجبلية والغابات والمناظر الطبيعية الزراعية، إضافة إلى أنواع من الضفادع المهددة. 
ليس بالنسبة للسويد وحدها، وإنما للعالم كله، فإن اسم جريتا تونبرج بات عنواناً لحملة الدفاع عن البيئة، والانخراط في نضال دؤوب؛ لوقف حملة العبث بها، واستطاعت الفتاة التي بلغت مؤخراً ال18 من عمرها أن تلفت أنظار لا الساسة وصنّاع القرار في مختلف دول العالم وحدهم، وإنما الرأي العام العالمي كله إلى حيوية القضية التي تبنتها، ويبدو أنها ستكرّس حياتها لها.
ولدت جريتا في الثالث من يناير/كانون الثاني عام 2003، لأم مغنية في الأوبرا، وأب ممثل سينمائي، وعلى الرغم من معاناتها بعض الأمراض، فإنها فازت في مايو/ أيار 2018، في مسابقة للكتابة حول المناخ، نظمّتها الصحيفة السويدية «سفينسكا داغبلاديت»، وبعد نحو شهرين، قررت عدم الذهاب إلى مدرستها في استوكهولم؛ احتجاجاً على عدم التزام بلادها باتفاقية باريس للمناخ التي تهدف إلى خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون؛ حيث اعتصمت أمام أبواب البرلمان كل يوم جمعة خلال ساعات الدراسة لمدة 3 أشهر، داعية التلاميذ إلى مناصرتها.
وبعد ذلك بعام خطفت الفتاة الأضواء في قمة المناخ على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، بحضور قادة العالم، ويومها أثارت تغريدة للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب سخر فيها من الفتاة، سخطاً واسعاً لدى ناشطي البيئة، وكان مبعث سخرية ترامب منها انتقادها لاستخفافه بالموضوع البيئي، وانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية المناخ بعد توليه الرئاسة.
أحدثت جريتا نقلة كبرى في الاهتمام البيئي، وغدت أيقونة لدى شباب العالم الذين لفتت أنظارهم إلى الموضوع، وانخرطت مجموعات من الشبان من الجنسين في أنشطة واضطرابات للدفاع عن البيئة شملت نحو 300 مدينة في مختلف بلدان العالم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"