شــــــروط فيسبوك - واتس آب الجديدة لكسب المال

22:17 مساء
قراءة 4 دقائق

أليكس ويب *

أحدث واتس آب ضجة كبيرة هذا الأسبوع. إذ إن شروط الخدمة الجديدة لتطبيق المراسلة المشفر تشير إلى أنه سيبدأ في مشاركة المزيد من البيانات مع الشركة الأم فيسبوك، مما أدى إلى إصابة المستخدمين بالجنون. حتى أن إيلون ماسك مؤسس تيسلا، دعا متابعيه عبر تويتر، الذين يفوقون ال 42 مليون متابع، إلى استخدام تطبيق منافس بديل وهو «سيجنال».

ما مدى أهمية هذا بالنسبة إلى فيسبوك؟ الحقيقة، قليل جداً. فوفقاً لمؤسسة «أبتوبيا» للتحليلات، قضى الكثير من الأشخاص وقتهم على واتس آب هذا الأسبوع كما كانوا قبل الإعلان عن شروط الاستخدام الجديدة. وهذا النوع من الأشياء يحدث كل بضع سنوات. حيث إن فيسبوك يُجري تغييرات لكسب المزيد من الأموال من خدماته التي تشمل واتس آب، وإنستجرام، وفيسبوك مسنجر.

في البداية، انزعج عدد كبير من المستخدمين من البنود الجديدة التي تتضمن عموماً الاستيلاء على البيانات لصالح نشاط إعلانات الشركة، لكن بعد ذلك عادوا على الفور إلى استخدام التطبيق بنفس الطريقة التي كانوا يستخدمونه بها من قبل. وهناك القليل مما يوحي بأن الأمور ستكون مختلفة هذه المرة.

من المؤكد أن المزيد من الأشخاص يقومون الآن بتنزيل تطبيق سيجنال وتيليجرام، وهو تطبيق مراسلة آخر يوفر التشفير. ففي الأسبوع الذي سبق تنبيه واتس آب المستخدمين إلى شروطه الجديدة، بلغ متوسط تحميل تطبيق سيجنال 43689 عملية تنزيل يومياً، وفقاً لأبتوبيا. هذا الأسبوع، بلغ متوسط عدد عمليات التثبيت اليومية 1.6 مليون عملية. لكن هذا لا يعني أن المستخدمين يحذفون واتس آب بالمقابل. فبينما ارتفعت التنزيلات اليومية لبدائل تطبيق المراسلة الأشهر، انخفض الطلب على واتس آب بشكل طفيف.

يُعد سيجنال بالتأكيد بديلاً جيداً، يتم تشغيله بواسطة مؤسسة غير ربحية ولا يحتفظ سوى بالقليل جداً من بيانات المستخدم. وكتب مؤسسه «موكسي مارلين سبايك» في مدونة العام الماضي أنه عندما حصلت حكومة الولايات المتحدة على حق الوصول إلى بيانات مستخدمي «سيجنال» من خلال أمر استدعاء من هيئة المحلفين، كانت المعلومات الوحيدة التي احتوتها البيانات هي تاريخ إنشاء الحساب وآخر تاريخ لاستخدامه.

وعلى العكس من ذلك، في حين أن واتس آب لا يمكنه قراءة محتوى رسائلك، فإنه يلتقط بيانات حول من اتصلت به ومتى، وكم مرة تستخدم التطبيق، وغير ذلك الكثير. وكان التطبيق يجمع بالفعل هذه البيانات ويشاركها مع فيسبوك منذ عام 2016. والشروط الجديدة تتعلق بكيفية استخدام الأعمال والشركات التي تتفاعل معها على واتس آب لبياناتك، وكيف تشاركها مع فيسبوك لتقديم وجبة دسمة من الإعلانات والخدمات الأخرى على «التطبيق الأزرق» الأساسي. وبالرغم من ذلك، يستخدم الأشخاص واتس آب تماماً كما كانوا يستخدمونه قبل الشروط الجديدة. ومن الواضح أن التغييرات جزء من جهود فيسبوك لكسب المزيد من الأموال من المستخدمين. كما أن الاتفاق المبرم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي للاستحواذ على شركة «كاستومر»، وهي شركة برمجيات ناشئة، مقابل مليار دولار، يدعم بالتأكيد هذه الجهود.

وحتى مع قيام المزيد من الأشخاص بتنزيل خدمات منافسة، لم يؤثر ذلك في استخدامهم لتطبيق واتس آب كنتيجة افتراضية. فالتطبيق العملاق يمتلك قاعدة مستخدمين كبيرة جداً لدرجة أن الأشخاص يضطرون أساساً إلى البقاء على المنصة إذا كانوا يريدون الاستمرار في التواصل مع جهات اتصال محددة.

تراجع تفاعل المستخدمين مع تطبيق فيسبوك الرئيسي في أمريكا الشمالية وأوروبا. وحتى الآن، تمكن الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج من تعويض ذلك من خلال نمو عائدات إنستجرام، في حين أن مورد واتس آب غير مستغل إلى حد كبير.

لكن تطبيق وسائل التواصل الاجتماعي ومؤسسه الشاب بحاجة إلى توخي الحذر أكثر حتى لا يفاقما غضب المنظمين. حيث انتقد مكتب «كارتل» الفيدرالي الألماني، وهو أحد المنظمين، فيسبوك في عام 2019 بسبب الطريقة التي جمع بها بيانات حول المواقع التي زارها المستخدمون، معتبراً أن الشركة أساءت استخدام مركزها المهيمن في السوق لفرض شروط وأحكام غير مواتية. وأيدت المحكمة وقف هذه الممارسة العام الماضي.

تبدو لعبة واتس آب الآن متشابهة، إذ لن يتمكن الأشخاص من استخدام التطبيق بعد المهلة المحددة التي وضعتها الشركة في حال رفضوا شروط الاتفاقية الجديدة.

رغم الطفرة الأخيرة، وبحسب تقديرات مؤسسة «أبتوبيا» للتحليل، فإن سيجنال لديها فقط 8.3 مليون مستخدم يومياً، وتيليجرام 44 مليوناً. ومن الخطأ الجسيم مقارنة ذلك بملياري مستخدم على واتس آب. ومن المحتمل أن تكون النتيجة فقط مزيداً من الأشخاص لديهم ببساطة مزيد من تطبيقات المراسلة المثبتة على هواتفهم.

هل تتذكرون يوم «الخروج من فيسبوك» في عام 2010، كرد فعل على ممارسات التطبيق لجمع البيانات؟ منذ ذلك الحين، نمت إيرادات الشركة 100 ضعف، وأضافت المنصة 1.8 مليار مستخدم شهرياً. لقد أظهر التاريخ أنه من الممكن فرض شروط وأحكام جديدة على المستخدمين مع القليل من النتائج السلبية.

* بلومبيرج

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب في بلومبيرج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"