عادي

«أبوظبي للتنمية» يموّل 90 مشروعاً في الطاقة المتجددة بـ4.7 مليار درهم

16:53 مساء
قراءة 8 دقائق
أبوظبي للتنمية

أبوظبي:«الخليج»
حققت المشاريع التي موّلها صندوق أبوظبي للتنمية في قطاع الطاقة المتجددة على مدى العقود الأربعة الماضية، دعماً استراتيجياً لجهود دولة الإمارات العربية المتحدة الهادفة إلى زيادة إسهامات الطاقة النظيفة في الدول النامية، إضافة إلى دورها البارز في تسريع وتيرة التحول نحو الطاقة المتجددة، وتخفيض الغازات الدفيئة والانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة، للحد من ظاهرة التغيّر المناخي.
وقد شهدت تمويلات الصندوق في قطاع الطاقة المتجددة نمواً ملحوظاً مع نهاية العام 2020، حيث بلغ عدد المشاريع الممولة 90 مشروعاً بقيمة إجمالية بلغت نحو 4.7 مليار درهم، ما يعادل (1.3 مليار دولار) استفادت منها 65 دولة في مختلف قارات العالم.
ونتيجة لمشاريع الطاقة المتجددة التي مولها الصندوق والتي وصلت طاقتها الإنتاجية إلى نحو 9,755 ميغاواط، استطاعت العديد من الدول تنمية قطاعاتها الرئيسية، وإيصال خدمات كهرباء مستدامة إلى آلاف القرى والمناطق الريفية، ما ساهمت بشكل مباشر في دفع عجلة النمو الاقتصادي وتحسين جودة حياة السكان، إضافة إلى دعم القضايا البيئية وتخفيض ملايين طن من انبعاثات الكربون سنوياً.
وقال محمد سيف السويدي مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية إن الدور الريادي الذي لعبه صندوق أبوظبي للتنمية في دعم مشاريع الطاقة المتجددة جاء بفضل توجيهات القيادة الرشيدة التي تحرص بشكل دائم على دعم الجهود الدولية الهادفة لمواجهة التحديات المرتبطة بالتغيّر المناخي، ومساندة الدول في الاعتماد على الطاقة المتجددة منخفضة التكاليف لتقليل الأعباء المالية المترتبة عليها من استخدام الوقود الأحفوري.
وأضاف أن استضافة أبوظبي لمقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» قبل نحو 11 عاماً، وعلاقة الشراكة التي تربط صندوق أبوظبي للتنمية مع المنظمة الدولية ساهم في قيادة المجتمع الدولي للتوسع في استخدام الطاقة المتجددة، كمصدر بديل لدفع جهود التنمية المستدامة، مؤكداً أن دولة الإمارات تقوم بدور هام لتحقيق الأهداف الإنمائية، وتحفيز التنمية الاقتصادية وتحسين مستويات المعيشة للسكان لتحقيق التنمية المستدامة.
وقال: يمتلك الصندوق تجارب غنية في دعم انتشار مشاريع الطاقة وتوسعة قاعدة استخدامها، على مستوى عالمي، حيث تساهم تلك السياسة في بناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة، فضلاً عن دورها الفعال في حماية البيئة وضمان استدامة مواردها الطبيعية، وتقليل حجم الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة والتي سوف تحد من ظاهرة التغير المناخي.
مبادرة دعم مشاريع الطاقة المتجددة بالتعاون مع «آيرينا»
وقد شهد عام 2013 إطلاق الصندوق مبادرة استثنائية على مستوى عالمي لدعم مشاريع الطاقة المتجددة بقيمة 1.285 مليار درهم (350 مليون دولار) بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، حيث تم من خلال المبادرة تمويل 32 مشروعاً من مشاريع الطاقة المتجددة في 26 دولة في مختلف دول العالم.
وتساهم المشاريع التي موّلها الصندوق في إنتاج نحو 208 ميجاواط من الطاقة المتجددة يستفيد منها أكثر من مليون شخص، كما أنها وفرت الطاقة بأسعار معقولة للمجتمعات ذات الدخل المنخفض. كما عملت المبادرة على تحسين جودة الخدمات الصحية والتعليمية، فضلاً عن تحفيز التنمية الاقتصادية المحلية في تلك الدول، إضافة إلى دورها في تقليل الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة.
صندوق الشراكة مع دول المحيط الهادئ
وفي عام 2014 أطلقت وزارة الخارجية والتعاون الدولي «صندوق الشراكة بين دولة الإمارات العربية المتحدة، ودول المحيط الهادئ»، لتنفيذ مشاريع الطاقة في دول الباسفيك بتمويل من صندوق أبوظبي للتنمية، وبقيمة تبلغ 184 مليون درهم (50 مليون دولار أمريكي).​ وقد أنجز صندوق أبوظبي للتنمية في عام 2016 تمويل 11 مشروعاً من مشاريع الطاقة المتجددة في دول جزر المحيط الهادئ، وشملت المشاريع التي تم إنجازها 10 مشاريع تتعلق بأنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية pv، ومشروعاً واحداً من أنظمة طاقة الرياح.
وحققت المشاريع في دول جزر المحيط الهادئ العديد من الآثار الإيجابية سواء على الميزانيات الوطنية لتلك الدول أو الحفاظ على بيئة نظيفة خالية من الانبعاثات الكربونية، حيث أسهمت المشاريع مجتمعة على إنتاج 5.7 ميجاواط من الطاقة المستدامة، كما أسهمت المشاريع على تحقيق وفورات مالية بقيمة 3.77 مليون دولار سنوياً نتيجة وفورات وقود الديزل، كما عملت على تلافي انبعاث 8,447 طناً من غاز ثاني أوكسيد الكربون سنوياً.
صندوق الشراكة بين الإمارات ودول جزر الكاريبي
ونتيجة لنجاح مبادرة مشاريع الطاقة المتجددة في جزر المحيط الهادئ، أطلقت وزارة الخارجية والتعاون الدولي مبادرة الشراكة مع دول جزر الكاريبي للطاقة المتجددة، حيث مول الصندوق المبادرة بقيمة 184 مليون درهم (50 مليون دولار) لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة تستفيد منها 16 دولة من دول الكاريبي. بهدف استغلال الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها منطقة الكاريبي والمتمثلة في وفرة وتنوع الموارد الطبيعية لديها كالطاقة الشمسية، وطاقة الرياح وطاقة الحرارة الجوفية وتوليد طاقة مستدامة يستفيد منها سكان جزر الكاريبي، وساهمت المشاريع التي تم إنجاز أغلبها بسعة 9.4 ميجاواط في التصدي للتحديات التي تواجهها دول الكاريبي والمتعلقة بارتفاع تكاليف الكهرباء، إضافة لإسهامها الإيجابي في توفير طاقة مستدامة، فضلاً عن الآثار الإيجابية الأخرى المتمثلة في توفير فرص العمل والحد من التلوث البيئي من خلال تجنب الانبعاثات الضارة، إضافة لدعم الاقتصاد المحلي. 
وفي ما يلي نبذة حول عدد من أهم المشاريع التي مولها الصندوق خلال السنوات العشرة الماضية:
مجمع الشيخ زايد للطاقة الشمسية في الأردن
مول الصندوق مشروع مجمع الشيخ زايد للطاقة الشمسية في منطقة القويرة جنوب الأردن بقيمة 551 مليون درهم (150 مليون دولار أمريكي)، حيث يقوم المجمع بتوليد 103 ميجاواط من الطاقة باستخدام الخلايا الشمسية، ويهدف المشروع إلى تلبية الزيادة المتنامية على الطاقة الكهربائية، من خلال إيجاد بديل للطاقة الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة، ويساهم في تزويد أكثر من 50 ألف منزل بالطاقة الكهربائية، ويعمل المشروع على تقليل الاعتماد على الطاقة المستوردة وتخفيض تكاليف استيراد المشتقات النفطية.
محطة تحويل النفايات إلى طاقة في المالديف
ومن المشاريع المبتكرة التي موّلها الصندوق بقيمة 51 مليون درهم (14 مليون دولار)، مشروع محطة تحويل النفايات إلى طاقة في جزر المالديف الذي حاز شهادة الاعتماد من المعهد العالمي للابتكار نتيجة لتطبيقه أفضل الممارسات ضمن معايير الابتكار والجودة، واستخدام أحدث الوسائل والأنظمة التي ساهمت في تحقيق الهدف الرئيسي من تنفيذ المشروع وهو توليد الطاقة من النفايات بكفاءة عالية. ويعمل المشروع على توفير نحو 1.5 ميجاواط من الطاقة المتجددة من خلال حرق النفايات وتوليد الكهرباء لتحلية المياه، بهدف تقليل الاعتماد على الوقود المستورد، كما يساعد المشروع أيضاً على التقليل من حجم النفايات بنسبة 10%. 
سد مروي في السودان
وفي السودان ساهم الصندوق في تمويل مشروعين للطاقة المتجددة، حيث مول سد مروي أحد أكبر مشاريع الطاقة الكهرومائية في إفريقيا وثاني مشروع رئيسي لتوليد الطاقة الكهرومائية في البلاد، والذي ينتج 1250 ميجاواط، عن طريق استغلال مياه نهر النيل في توليد الطاقة الكهرومائية، حيث بلغت مساهمة الصندوق في المشروع الذي يستفيد منه أكثر من 30 مليون شخص 735 مليون درهم (200 مليون دولار). كما مول مشروع سد الروصيرص الذي ينتج 565 ميجاواط ويعمل على زيادة نسبة إنتاج الطاقة الكهرومائية بنسبة 40%. وتبلغ مساهمة الصندوق 92 مليون درهم (25 مليون دولار). كما مول الصندوق مشروع استراتيجي آخر في السودان هو مشروع سد أعالي عطبرة وستيت، حيث ينتح السدين 320 ميجاواط من الطاقة الكهرومائية تم ربطها بالشبكة القومية، واستفاد من المشروع أكثر من 30 ألف أسرة.
محطة الطاقة الشمسية في أرض الصومال
أنجز الصندوق مشروع محطة الطاقة الشمسية في أرض الصومال والتي تهدف إلى تغذية شبكة الكهرباء المحلية وتلبية احتياجات مدينة بربرة من الطاقة الكهربائية، وإيصال الكهرباء إلى مناطق شمال وغرب المدينة. ومول الصندوق المحطة التي تبلغ سعتها الإنتاجية نحوالي 7  ميجاواط من الطاقة المتجددة بما بقيمته 29.3 مليون درهم، حيث تم إنجازها في سبعة أشهر لتساهم في دعم قطاع الطاقة وتلبي الطلب المتزايد على الكهرباء لمدينة بربرة البالغ تعدادها نحو 50 ألف نسمة. وفي كوبا استكمل الصندوق على مرحلتين مشروع الطاقة الشمسية بقيمة 55 مليون درهم، لإنتاج 15 ميجاواط من الطاقة المستدامة ودعم قطاع الكهرباء.
مشروع تركيب ألواح شمسية جزر البهاما
ومول الصندوق كذلك في جزر البهاما مشروع تركيب ألواح شمسية على مظلات السيارات لتوريد طاقة نظيفة بقيمة 11 مليون درهم وبسعة 925 كيلوواط والذي يأتي ضمن مبادرة دعم مشاريع الطاقة في جزر الكاريبي، ويشتمل المشروع الذي يعد أول مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية على نطاق واسع في البهاما على توريد وتركيب أجهزة شحن للسيارات الكهربائية ويهدف إلى تعزيز قدرت جزر البهاما لإنتاج الطاقة المستدامة من مصادر طبيعية بصورة موثوقة ومستدامة.
مشروع الطاقة الشمسية - ليبيريا
وموّل الصندوق في ليبيريا، مشروع محطة للطاقة الكهرومائية بقيمة 29.3 مليون درهم (8 ملايين دولار) والتي ستعمل على إنتاج 2.1 ميجاواط لتغطية احتياجات 30 ألف شخص من خلال توفير طاقة مستدامة من مصادر نظيفة وبأسعار مقبولة لتأمين احتياجات المشاريع الإسكانية والمدارس والمستشفيات والشركات الصغيرة.
محطة الطاقة الشمسية -توغو
وفي توجو، موّل الصندوق إنشاء محطة الطاقة الشمسية بقيمة 55 مليون درهم (15 مليون دولار)، حيث ستعمل المحطة على إنتاج 30 ميجاواط تغطي احتياجات 600 ألف أسرة وتساهم في تحسين جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة.
محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية- سانت فنسنت
وتسهم محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية التي مولها الصندوق بقيمة 11 مليون درهم في جزيرة يونين في سانت فنسنت وجرينادين ،بتوفير إمدادات من الطاقة الكهربائية النظيفة بسعة 600 كيلوواط، ويعمل المشروع على تقليل الاعتماد على الديزل في توليد الكهرباء، ما يحد من التلوث البيئي المحلي نتيجة الانبعاثات الكربونية، وتعزيز النمو الاقتصادي من خلال توفير الكهرباء من مصادر نظيفة بأقل التكاليف.
محطة لطاقة الرياح - سلطنة عمان
 
قام الصندوق بتمويل إنشاء محطة لطاقة الرياح في سلطنة عمان، حيث تعمل هذه المحطة على إنتاج 50 ميجاواط من طاقة الرياح بتكلفة تصل إلى 455 مليون درهم. وتعمل المحطة على توفير الطاقة الكهربائية النظيفة لـقرابة 16 ألف منزل في السلطنة.
محطة لطاقة الرياح في سيشل
كما مول الصندوق محطة لطاقة الرياح في سيشل بقدرة 8 ميجاواط وبكلفة 103 ملايين درهم. وفي إرتيريا مول الصندوق محطة للطاقة الشمسية بسعة 8 ميغاواط وبتكلفة 48 مليون درهم (13 مليون دولار).
مشروعان للطاقة المتجددة في مالي
ومول الصندوق مشروعين في مالي، وهما سد سلينجي الذي يعد أحد أهم مصادر الطاقة في مالي بسعة 12 ميجاواط من الطاقة الكهرومائية. كما مول الصندوق مشروع سد توسا أحد أهم المشاريع التنموية الرئيسية الذي يأتي ضمن إطار البرنامج التنموي لتطوير حوض نهر النيجر في الجزء الشمالي الشرقي من مالي، حيث يعمل السد بشكل رئيسي على تعزيز وتوفير الطاقة الكهربائية من خلال إنشاء محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 25 ميجاواط.
محطة تحويل النفايات إلى طاقة في إمارة الشارقة
وعلى صعيد تحقيق التنمية المستدامة ودعم قطاع الطاقة المتجددة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ساهم الصندوق في تمويل مشروع إنشاء محطة لتوليد الكهرباء بسعة 28 ميجاواط، وذلك من خلال تحويل النفايات إلى طاقة في إمارة الشارقة، حيث ساهم الصندوق بنحو 121 مليون درهم (33 مليون دولار)، ويهدف المشروع إلى تعزيز المكانة الرائدة لدولة الإمارات العربية المتحدة في تطوير المشاريع المستدامة والصديقة للبيئة التقليل من كمية النفايات غير المعالجة، والاستغلال الأمثل لموارد الطاقة من الغاز الطبيعي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"