التفكير ما وراء المعرفي

تعود الجذور الفلسفية والتاريخية للتفكير ما وراء المعرفة إلى أفلاطون عندما عبر عما وراء المعرفة ضمنياً بقوله «حينما يفكر العقل فإنما هو يتحدث إلى نفسه»
أما في العصر الحديث فيعود إلى الباحث جون فلافل الذي يعتبر رائد التفكير ما وراء المعرفي، فقد لاحظ أن الطلاب الذين يعانون صعوبات التعلم لا يكونون غالباً على وعي تام بما ينبغي عليهم تعلمه، ويتصرفون من دون وعي بالمهارات أو الاستراتيجيات والأساليب المعرفية التي عليهم اتباعها في عملية التعلم، وازداد اهتمام التربويين بهذا المفهوم في النصف الثاني من القرن العشرين.
تعددت تفسيرات علماء النفس للتفكير ما وراء المعرفة تبعاً لاختلاف رؤيتهم، فيعرفه ( شراو ودينيس 1994 ) بأنه الوعي في إدارة المتعلم لعملياته المعرفية من خلال استخدام مهارات التخطيط والمراقبة والتقويم واتخاذ القرارات وتوظيف الاستراتيجيات المناسبة.
ويعد التفكير ما وراء المعرفة من أعلى مستويات التفكير، إذ يوصف بأنه مستوى من التفكير المعقد، يتعلق بمراقبة الفرد لكيفية استخدامه لعقلة، ويؤكد فايشر أن ما وراء المعرفة هو تفكير الفرد في تفكيره الخاص ويتضمن معرفته بنفسه من خلال تحديد ماذا يعرف؟ وماذا تعلم؟ وما يستطيع عمله لتحسين تعلمه وتحصيله، ويظهر ذلك في مكونات التفكير ما وراء المعرفي ونستطيع أن نجملها في ثلاثة أبعاد هي:
1 معرفة المعرفة (معرفة الفرد بقدراته المعرفية)
2 تنظيم المعرفة (متابعة وملاحظة التقدم الجاري للنشاط العقلي)
3 معالجة المعرفة (السيطرة على العملية بشكل مستمر)
ويشمل التفكير ما وراء المعرفي مهارات مثل تحديد الهدف، ويعني المعرفة الجديدة لما ينبغي أن يكتسبه المتعلم من سلوكيات جديدة وقدرات تضاف أو تنمي ما لديه من خبرات لكل موقف تعليمي.
التخطيط الجيد: وهذا ما يتم من خلال إدراك المعرفة السابقة وتنظيمها وتحديد المهمة.
المراقبة والمتابعة: وتعني المراقبة الذاتية المستمرة لتقويم الاستراتيجية، وتقويم التعامل مع المهمة ومعالجة المعلومات، والارتقاء بالمدخلات وربطها بالخبرات السابقة.
التقويم: ويتعلق بقدرة المتعلم في الحكم على مدى نجاح الاستراتيجيات المستخدمة، وذلك من خلال نسب تحقيق الأهداف المرجوة والتي تم تحديدها سابقاً.
في ضوء ما سبق يتضح لنا أن لتعلم مهارات التفكير ما و راء المعرفي أهمية قصوى في مجال التعليم والتعلم فهي تكسب المتعلم القدرة على تنمية مهاراته في أن يخطط ويراقب ويقيم تعلمه ليصبح متعلماً مستقلاً يتحمل مسؤولية تعلمه ويضع خطط لتحسين أدائه وتطويره.
مسؤول تطوير جودة التعليم
وزارة التربية والتعليم