عادي

الرامية اللبنانية باسيل تتدرب في المرأب استعداداً للأولمبياد

20:39 مساء
قراءة 3 دقائق
dgdgd
dfhffh

لم تجد بطلة الرماية اللبنانية راي باسيل سوى مرأب السيارات في منزلها، لتواصل استعداداتها لما ينتظرها من استحقاقات، وأبرزها دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو، في ظلّ إغلاق البلاد بسبب تفشي فيروس كورونا.
في منزلها الواقع بالقرب من مدينة جونية شمال العاصمة بيروت، تحافظ باسيل على لياقتها. تستيقظ صباحاً، تتخذ جداراً في المرأب لتصوّب إليه بندقيتها، وتبدأ في تلقي التعليمات من مدرّبها المؤقت وقريبها ناهي باسيل.
بثياب داكنة ونظرات ثاقبة، حوّلت باسيل المرأب البالغة مساحته نحو 500 متر مربع، إلى حقل رماية افتراضي من دون أن تطلق خرطوشها الاعتيادي.
أصبح صندوق سيارتها مقرّ تجهيزات تفكّك وراءه بندقيتها «بيراتسي هاي تيك» البنية اللون، وتقوم بتجميعها قبل تمارين خاصة بالتركيز واللياقة البدنية.
تتخايل الصحون وهي تحلّق أمامها على جدار رمادي وأبيض، لم يتوقع من بناه أن يصبح مقرّ تدريب بطلة باحثة عن ميدالية أولمبية، اعتادت خوض تمارينها في حقل مجاور لمنزلها.
وكما كل القطاع الرياضي اللبناني، تأثرت باسيل بإقفال البلاد وفقاً للتعبئة العامة، علماً بأنها عانت من الإصابة بالفيروس وتخطته بصعوبة على مدى ثلاثة أسابيع ولا تزال تعاني مضاعفات طفيفة.

إغلاق عام 
وعن سبب تدرّبها في مرأب السيارات، قالت حاملة ذهبية المختلط في دورة الألعاب الآسيوية الأخيرة لوكالة الأنباء الفرنسية: أتدرّب في المرأب بسبب الإقفال العام الذي فرضته الحكومة. اضطرت أندية الرماية أن توصد أبوابها، وأنا تنتظرني استحقاقات كثيرة مقبلة، ولهذا ليس بيدي حيلة فاتخذت من المرأب حقلاً لأتدرب فيه.
ويعقد اللبنانيون الآمال على باسيل (32 عاماً) في إعادة لبنان إلى المنصات الأولمبية، إذ إن آخر بطل أولمبي كان حسن بشارة الذي أحرز برونزية المصارعة اليونانية الرومانية في أولمبياد موسكو 1980، وهي الوحيدة حتى الآن التي تأهلت من التصفيات إلى أولمبياد طوكيو المؤجل إلى الصيف المقبل، إذ توجت بطلة لآسيا في رماية الأطباق (تراب) لعام 2019 في الدوحة.
وكانت باسيل شاركت في ألعاب لندن 2012 ببطاقة دعوة حيث حلت في المركز الثامن عشر، وكانت قريبة من المنافسة في ريو 2016 إلا أنها أنهت المنافسات في المركز الرابع عشر بسبب تأثرها بالرياح في حقل الرماية في منطقة ديودورو.

الهدف المنشود
 أشارت سفيرة النوايا الحسنة للشباب لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى أنها تستعد للمشاركة في كأس العالم في القاهرة بين 22 فبراير و5 مارس: لا بد أن أبقى في جاهزية بدنية وذهنية وفنية، والحفاظ على التواصل مع البندقية، حيث إن ممارسة رياضة الرماية تحتاج إلى التركيز في كل النواحي.
وقبل السفر إلى طوكيو في العاشر من يوليو المقبل، ستخوض باسيل عدة محطات تحضيرية، على غرار الجائزة الكبرى الشهر المقبل في الدوحة، فضلاً عن مخيم تدريبي يسبق جائزة إيطاليا المفتوحة في حقل «ماسا مارتانا» في مايو المقبل ثم في العاصمة الأذرية باكو.
وأضافت: بعد إنهاء مراحل كأس العالم سيكون الأمل تحقيق ميدالية أولمبية، ولا سيما أن هذا الأمر يُعدّ حلماً لي ولوطني في حال كانت التحضيرات على قدر التطلعات والمنافسات الأولمبية، فإنني قريبة من بلوغ الهدف المنشود وهو ميدالية أولمبية.

بيت رياضي
نشأت باسيل في بيت رياضي فوالدها جاك رام لاعب كرة طائرة سابق. ترى أنها معتادة على الضغوط، ولكنها عانت صعوبات كثيرة خلال الأشهر الماضية، فضلاً عن تأثرها بانفجار مرفأ بيروت، حيث انهمكت في مساعدة المنكوبين، كما أنها تدرب الكثير من الأطفال في أكاديمية للرماية وقالت: كل هذه الصعوبات لن تؤثر في معنوياتي، ولا سيما أنني محاطة بعائلة رياضية مميزة ولهذا سأكون على مستوى التحدي.
واستبعدت باسيل إلغاء الأولمبياد بسبب كورونا وقالت: أتابع الأخبار وأكد المنظمون أن الألعاب قائمة ولم يعد بمقدورهم التأجيل، إذ تكبدوا نفقات طائلة فضلاً عن الخسائر الكبيرة، ولم يسبق أن ألغيت الألعاب.
ولا تحبذ باسيل الكلام عن منافساتها على الميداليات وقالت: لم اعتد على التفكير بالمنافسات، فرياضة الرماية فردية وعلى الرامي أو الرامية أن يكون حاضراً وجاهزاً من مختلف النواحي. التركيز لكل المسابقات التي ستسبق الأولمبياد يجعلني قادرة على تخمين المستوى الذي أبدو عليه وبالتالي ماذا أحتاج لإكمال التحضيرات والاستعدادات قبل الاستحقاق الأهم، حيث أنني سأتبارى يومي 28 و29 يوليو في حقل طوكيو.
وفي ظل غياب الدعم الرسمي الفاعل، تواجه باسيل تحديات مالية كبيرة، حيث إنها تحصلت على عقد رعاية فضلاً عن مساعدات تتلقاها من أصدقاء يحيطونها بالتشجيع، لأنهم مؤمنون بأن هذا الاستحقاق له بعده الوطني.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"