عادي

نقطة تحول في رحلة البشرية

22:00 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

يمثل عام 2020 مفترق طرق غير عادي في تاريخ البشرية، تداخلت فيه جائحة «كوفيد-19» مع شكوك متقلبة لم نشهدها منذ قرن من الزمان، ما أدى إلى تغيير العالم بأسره وإعادة تشكيل مستقبل الكوكب.
ومنذ تفشي الوباء، دخلت الحوكمة العالمية لحظة مظلمة، وتعرض النظام متعدد الأطراف، وفي قلبه الأمم المتحدة، لضربات قوية. حيث قُوضت التجارة الحرة بفعل الحمائية، وتعرضت سلطة منظمة الصحة العالمية للهجوم، كما تم إنكار دور منظمة التجارة العالمية.
إن تطور البشرية يحتاج إلى التعددية التي هي مصدر إلهام وإرث منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك، ونظراً لوجود شد وجذب بين الأحادية والتعددية، فإن الخيارات التي نتخذها الآن ستحدد مستقبلنا.
ولتحويل الأزمة إلى فرصة يجب أن نضع الناس والحياة أولاً. وفي مواجهة التحديات العالمية علينا اختيار الناس على الربحية، والعلم على السياسة.
تتقدم الإنسانية من خلال الابتكار والتعاون. ولا يمكن لأي دولة أن تجعل نفسها عظيمة من خلال خلق مشاكل للآخرين. فأولئك الذين يخنقون الابتكار ويعرقلون الاتجاه العظيم للتعاون سوف يتخلفون في نهاية المطاف عن الركب.
ولا يمثل هذا العام بداية عقد جديد فحسب، بل أيضاً نقطة انطلاق لمواجهة التحديات بأفكار مبتكرة، وتعزيز الإصلاحات بإجراءات متجددة. ويجب أن نقف إلى جانب التاريخ والشروع في رحلة جديدة لإعادة بناء عالم أكثر مرونة وتوحيداً وتعاوناً.
والتعاون العالمي للاستجابة للوباء هو الأولوية القصوى، واللقاحات هي السلاح الفعال لمحاربته. والقضية الأكثر إلحاحاً الآن هي تنحية قومية اللقاح جانباً، وضمان الوصول العادل للجميع.
وتعتبر إعادة الإعمار الاقتصادي خطوة رئيسية للمضي قدماً. ونحن بحاجة إلى التركيز على الإغاثة الفورية وبناء القدرة على الصمود على المدى الطويل.
أما بالنسبة إلى إعادة الإعمار «الأكثر خضرة» فهو خيار لا مفر منه. إذ نبّهنا الوباء بطريقة ما إلى علاقة معدلة بين الإنسان والطبيعة، كما يوفر لنا فرصة للتعافي الأخضر في حقبة ما بعد الجائحة. عندها يجب إعطاء الأولوية لمعالجة تغير المناخ وحماية التنوع البيولوجي، كما يجب على جميع البلدان اتخاذ إجراءات ملموسة لتنفيذ اتفاق باريس وبذل جهود مشتركة لتحقيق نتيجة موضوعية في المؤتمر السادس والعشرين للأطراف المقرر عقده في نوفمبر/ تشرين الثاني، في إطار اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ.
واستمرار الجهود لتحسين الحوكمة العالمية، وإعادة تعزيز دور الأمم المتحدة في قيادة التعاون الدولي هما الحل طويل الأمد. ووفقاً لآخر استطلاع أجرته المنظمة الأممية يعتقد 90% من المشاركين في جميع أنحاء العالم أن التعاون الدولي ضروري لمواجهة تحديات عالمية مثل وباء كورونا، واعترف 74% منهم بالدور الأساسي للأمم المتحدة في ذلك.

تشاينا ديلي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"