الإمارات في إفريقيا

00:59 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

إن مشاركة دولة الإمارات في قمة «مجموعة الساحل» التي عقدت في العاصمة التشادية «إنجامينا» يوم أمس الأول، والتي جمعت قادة موريتانيا وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد ومالي لمناقشة التهديدات التي تواجه المنطقة، وتنسيق العمل لمواجهة الإرهاب والتطرف، هي تأكيد على العلاقة المميزة التي تربط الإمارات بالقارة الإفريقية.
 لقد أكد الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الدولة في الاجتماع، الشراكة الوثيقة بين الإمارات والقارة السمراء، مشدداً على أن «دولة الإمارات تؤمن إيماناً راسخاً بأنه لا يمكن محاربة الإرهاب والقضاء على التطرف في منطقة الساحل إلا من خلال توحيد جهودنا، لتحقيق هذه الأهداف المشتركة، إضافة إلى ضرورة الدعم المستمر للبرامج التنموية والإنسانية».
 إن الإمارات عندما تتجه نحو القارة الإفريقية، فلأنها قارة واعدة، بل هي قارة المستقبل التي يمكن أن تشكل ظهيراً سياسياً واقتصادياً وأمنياً للإمارات والعرب، وهي بحكم قربها منا، فإن مشاكلها تهمنا، وما تواجهه من إرهاب وتطرف هو أيضاً يعنينا، لأن معركتنا ضدهما واحدة، كما أن مسألة التنمية في القارة تشكل بالنسبة للإمارات قضية حيوية من أجل انتشالها من براثن التخلف والجوع والفقر، ولهذا السبب هي لا تتوانى عن تقديم الدعم من منطلق إيمانها بالقيم الإنسانية والأخوّة، لذا قدمت دولة الإمارات 758.17 مليون دولار من المساعدات لدول الساحل خلال الفترة من 2010 حتى 2020 بهدف تعزيز القطاعات الرئيسية في تلك الدول، ولا سيما الرعاية الصحية والمياه والتعليم والطاقة. كما قدمت الإمارات عدة أطنان من الإمدادات الطبية ومعدات الحماية الشخصية لمساعدة دول الساحل في احتواء جائحة كورونا.
 إن وجود الإمارات في إفريقيا يأخذ أبعاداً شتى، في إطار استراتيجيتها الداعمة للتعاون والتنمية والأمن والسلام. 
 إن دولة الإمارات تبذل كل جهد ممكن لتمكين القارة من التغلب على أزماتها، والعلاقة معها تنمو باطّراد في مختلف المجالات، وقد استقبلت خلال العام المنصرم العديد من القادة الأفارقة، وأبرمت العديد من الاتفاقيات معهم، بحيث باتت الإمارات ثاني أكبر مستثمر في إفريقيا من منطقة الشرق الأوسط بأكثر من 11 مليار دولار، وبحصة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة تصل إلى 12 في المئة، بحسب دراسة أعدتها اللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، في حين ارتفع حجم التبادل التجاري مع دول القارة خلال عام 2019 إلى 183.7 مليار درهم، مقارنة مع 161 مليار درهم عام 2018، بنمو 14 في المئة. أما حجم التبادل التجاري غير النفطي فقد بلغ حسب وزير دولة للتجارة الخارجية الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي 40.7 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2020، مقارنة مع 36.9 مليار دولار عن الفترة ذاتها من عام 2019.
.. هكذا، فإن الإمارات التي تربطها بالقارة علاقات تاريخية ممتدة لقرون، تتعامل مع دول القارة وكأنها دول صديقة وشقيقة ترى فيها رافداً لقوتها وامتداداً لأمنها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"