عادي

صدفة نرد

23:36 مساء
قراءة دقيقة واحدة
3

لا كلمة نهائية ولا عبارة فاصلة في النقد، فالنصوص في اللعب الحر للناقد كما تقول الفيلسوفة الفرنسية سارة كوفمان «دون ذيل ولا رأس، معتوهة بدون مركز مرجعية، ولأن النص لعبة، فهو ليس عبثاً ولا متنافراً، ولا أحمق، إنه متروك لصدفة لعبة نرد، بذرة متعددة منقسمة دائماً مسبقاً، تشتتها الكتابة في كل اتجاه، كل ضربة نرد تُشيد لعبة، تكون في آن واحد منفتحة ومنغلقة، هو نداءٌ للتفكيك، لبناء لعبة جديدة».

يعي الناقد المبدع أن قراءة النص أو تأويله لا تعني فهم تجربة المؤلف، بل تعني فهم تجربة الوجود التي تفصح عن نفسها من خلال النص، فالنص وسيط ثابت بين المبدع والمتلقي، وعملية الفهم متغيرة طبقاً لتغير الآفاق والتجارب، لكن ثبات النص – كشكل- هو العامل الأساسي لجعل عملية الفهم ممكنة.

تعمل الكتابة النقدية الإبداعية على إشراك القارئ كمشارك ذكي ونشط في الحوار، بدلاً من المتلقي السلبي، ومن خلال التدرج بدءاً من الاعتراف بالنص كمصدر لتفسير الذات وفهمها، ثم الاندماج أي نسيان الذات أثناء القراءة، فضلًا عمّا يكشفه الأدب عن العالم خارج هذه الذات، وصولًا إلى الصدمة التي تعني الجوانب المقلقة والمحظورة للوجود البشري. ودون أن يغفل أصحاب الخطاب النقدي أن تكون لغته محددة ودقيقة وواضحة، وأن يصيغ كل جملة لجعل «المراجعة» أو القراءة ممتعة من الناحية الجمالية، مع تجنب الجمل المفرطة التي تلفت الانتباه إلى نفسها أكثر من النقاط التي تثيرها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"