على الطريق الصحيح

00:23 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

كل المؤشرات تؤكد حتى الآن أن الطريق نحو التسوية السياسية في ليبيا بات معبّداً، وأن عشرية النار والدم تتجه صوب خواتيمها، وأن الشعب الليبي يتجه نحو السلام واستعادة حريته ووحدته وسيادته.

 لم يكن الوصول إلى هذه المرحلة هيناً، لأن المراحل السابقة شهدت الكثير من العقبات التي حالت دون التوصل إلى قاعدة للتفاهم تشكل أساساً لاتفاق يمكن البناء عليه، إذ وضعت الكثير من العصي في دواليب اللقاءات والحوارات والاتفاقات السابقة، ما حال دون الوصول إلى اقتناع بأن لا حل عسكرياً في ليبيا، ولا بد في نهاية المطاف من الجلوس واتخاذ القرار الذي يجب اتخاذه لإنهاء المأساة الليبية، وأن لا بد من تقديم مصلحة الوطن على أية مصلحة أخرى، وأن الرهان على الخارج هو رهان خاسر بالتأكيد.

 منذ انتخب ملتقى الحوار السياسي في الخامس من فبراير/ شباط الحالي، السلطة التنفيذية المؤقتة، ممثلة بمحمد يونس المنفي رئيساً للمجلس السياسي الجديد، وعبد الله اللافي وموسى الكوني نائبين له، وعبد الحميد دبيبة رئيساً للحكومة، انطلقت عجلة الحراك في اتجاه تنفيذ بنود ما تم الاتفاق عليه لتشكيل حكومة جديدة تتولى التمهيد لانتخابات عامة في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وتوحيد الجيش والمؤسسات الأمنية وفتح الطرق، وترحيل القوات الأجنبية والمرتزقة بما يوفر لليبيا أجواء السلام والمصالحة الوطنية، ويخلصها من آفة الإرهاب والتطرف، والتدخل الأجنبي الطامع في ثرواتها، ويخرجها من العزلة، ويعيد إليها دورها وعلاقاتها العربية والدولية.

 الاتصالات المكثفة التي يقوم بها أركان السلطة الجديدة في كل الاتجاهات المحلية (شرقاً وغرباً وجنوباً) مع مختلف القوى المدنية والعسكرية، ومع الدول العربية المجاورة تؤكد أن هناك جدية في التوصل إلى حل سياسي لإنهاء المأساة الليبية، وأن العمل على تشكيل الحكومة الجديدة يأخذ مساراً صحيحاً من دون استبعاد أحد، ويراعي الالتزامات المحددة في الاتفاق السياسي وخارطة الطريق المتفق عليها، والدفع بملف المصالحة الوطنية لبلوغ الانتخابات في موعدها وفي أجواء سلام اجتماعي، بما يحقق تطلعات الشعب الليبي.

 لعل المنهجية المتبعة في تشكيل الحكومة الجديدة المرتقبة خلال أيام تمثل رافعة لولوج مسار الحل الصحيح، إذ إن رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة يسعى من خلال جولته في جميع المناطق، إلى أن تكون حكومته ممثلة لمختلف الأطياف والقوى والقبائل والجهات، وتمثل الشعب الليبي أفضل تمثيل، وتحصل على ثقة مجلس النواب الذي من المقرر أن يجتمع موحداً في سرت قريباً. والأهم كما قال الدبيبة أنه «لن يقبل بأي مرشح للحكومة لا يستطيع العمل في جميع أنحاء ليبيا»، بمعنى أن الوزير هو ممثل لكل الشعب الليبي وليس لحزب أو منطقة.

.. إنها بشائر خير نأمل أن تتواصل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"