عادي

مارجريت آتوود.. الخيال العلمي أداة تحليل الواقع

22:59 مساء
قراءة 3 دقائق
1

القاهرة: الخليج

رسخت الكاتبة الكندية مارجريت آتوود، مكانتها الأدبية كروائية وكاتبة للقصة القصيرة وشاعرة وناقدة، إضافة إلى إسهاماتها في الكتابة للأطفال، ووصلت أعمالها منذ أن بدأت النشر عام 1961 إلى أكثر من ثلاثين كتاباً، ترجم كثير منها إلى أكثر من 35 لغة عالمية، كما أدرجت بعض أعمالها ضمن مناهج دراسة الأدب في المدارس والجامعات، وأصبحت مادة للحوارات الأدبية والمراجعات النقدية، وأبحاث التخرج في أقسام الأدب حول العالم، وحصلت على العديد من الجوائز أهمها جائزة بوكر.

عملت آتوود في تدريس الكتابة الإبداعية في عدد من الجامعات الأوروبية والأمريكية والكندية، منها: جامعة كولومبيا البريطانية، جامعتا تورنتو، كما شغلت منصب رئيس اتحاد الكتاب الكنديين، وعملت في مجال الرسوم المتحركة والتلفزيون والمسرح والفنون البصرية، ويتميز أسلوبها بالسخرية، واستخدام الإشارات الرمزية، فلديها موهبة كبيرة في استخدام الاستعارات المكثفة، التي تشي بأسلوب نقدي يمعن في استخدام الفكر، وهي تتناول في أعمالها الأدبية العلاقة المتشابكة بين الإنسان والطبيعة، ومظاهر السلوك البشري، كما ذاع صيتها كنصيرة للنسوية.

ومن أهم أعمالها التي تتناول قضايا نسوية رواياتها «امرأة صالحة للأكل – معاودة الظهور – الحياة قبل الرجل»، وفي هذه الروايات تبدع آتوود شخصيات نسائية تضطرها الظروف إلى إعادة بناء ذواتها بحيث تصبح أكثر شجاعة واستقلالاً واعتماداً على الذات، بينما تسعى هذه الشخصيات إلى توطيد علاقاتها بالعالم والناس من حولها في واقع متزعزع.

توجه نسوي

يتأكد الاتجاه النسوي في أعمال «آتوود» بروايتها «حكاية خادمة» وتستخدم فيها تقنية الخيال العلمي، فتدور الأحداث في عالم مستقبلي، يسيطر عليه المتطرفون، وينشرون فيه التلوث بالسموم الكيميائية والإشعاعات النووية، ما يؤدي إلى انخفاض عدد المواليد، وقلة أعداد النساء القادرات على الإنجاب، وتتحول أولئك النسوة إلى مربيات رسميات في الدولة، أما غيرهن فلا قيمة لهن في مجتمع متشدد.

وفي روايتها «عين القطة» تتناول آتوود مدى سيطرة أفكار الماضي المغلوطة على حياة الناس في الحاضر، فبطلتها فنانة مرموقة تعود إلى منزل طفولتها في تورنتو، وتتابع الرواية اكتشاف البطلة أن أحداث الماضي لم تكن دائماً صادقة، أو دقيقة، ففي تلك الرواية تركز الكاتبة على المشكلات العاطفية والنفسية التي تواجه الأفراد في صراعهم مع المجتمع.

وتدور رواية «القاتل الأعمى» حول قصة حب محظورة في فترة الكساد الاقتصادي في كندا بين شاب من الثوار، وفتاة من الطبقة الراقية، كلاهما بلا اسم، وفي الرواية حكايات من الخيال العلمي، يحاول الفتى إثارة انتباه حبيبته بها، فهناك مدينة خيالية فوق كوكب خيالي، وقصة حب أخرى، وتستخدم الكاتبة الخيال العلمي لتحليل الواقع التاريخي والاجتماعي، وتقدم للقارئ حكاية رمزية، وتطلق تحذيراً للمستقبل.

وترفض آتوود تصنيف النقاد لبعض أعمالها تحت لافتة الخيال العلمي، وتقول في تعليق لصحيفة «الجارديان»، إن «الخيال العلمي يصف وحوشاً كاسرة وسفناً فضائية»، وتصر على أن تكون روايتها من نوع الأدب التأملي، لكنها تشير إلى أنها تكتب أحياناً بعض قصص الخيال العلمي.

كما أوضحت أن بعض الناس يخلطون بين الخيال العلمي والأدب التأملي، فالأول يصف أموراً لا يمكن للإنسان أن يفعلها ويتصور حدوثها في زمنه الذي يعيش فيه، أما الأدب التأملي فيصف أموراً يمكن أن تحدث بالوسائل المتوفرة للإنسان.

إضاءة

ولدت مارجريت آتوود في 18 أكتوبر/ تشرين الأول 1939، وكانت من بين المرشحين الأوائل للحصول على جائزة بوكر خمس مرات، وفازت بالجائزة مرتين الأولى في عام 2000 والأخرى في سنة 2019، وبالرغم من أن شهرتها كانت نتيجة كتاباتها كروائية، إلا أن لها العديد من المجموعات الشعرية، التي بلغت 15 مجموعة شعرية حتى الآن.

وكانت أمها متخصصة في شؤون التغذية والطعام، ووالدها كان متخصصاً في علم النبات، ونظراً لطبيعة عمله في الغابات، فإن آتوود أمضت كثيراً من وقتها في هذه البيئة، التي كان يذهب إليها والدها لإجراء أبحاثه، ولم تلتحق بالمدرسة حتى بلغت الحادية عشرة من عمرها، وبعدها أصبحت تكثر من قراءة الأدب وكتب الخيال والخرافات والقصص الشعبية وقصص الحيوانات، وغيرها من الكتب.

وعندما بلغت السادسة عشرة من عمرها أدركت رغبتها في أن تصبح كاتبة، وفي عام 1961 أصدرت مجموعتها الشعرية الأولى «توأم برسفوني»، ثم أتبعتها بمجموعتها القصصية «اللعبة الدائرية» التي احتفى بها النقاد، ثم جاءت مجموعتها الشعرية «حيوانات هذه المدينة»، وبعدها أخذت تبحث العلاقة بين مفهوم الفن والأدب، وتناقش مصداقية عملية الكتابة وتأثير الأدب في القارئ، والكاتب معاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"