خلوة الخمسين.. التميز والتفوق

00:25 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

عيوننا جميعاً تشخص نحو هذا المكان الذي سيدخل في سفر الوطن الحافل بالتميّز والإنجاز والابتكارات التي يتحفنا بها قادته الذين لا تهدأ أجسادهم، ولا ترتاح، وهم يصلون لياليهم بنهاراتهم، لصنع كل ما يمكن أن يقدم إنجازاً جديداً، يسهم في تقدّم هذا الوطن ورفعته وتميّزه.
إذن نحن نتلهّف لبدء الخلوة التي أعلن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عن بدئها اليوم، برئاسته مع أخيه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتأتي بناء على توجيهات صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإعلان عام 2021 عام الخمسين.
هذه الخلوة لن تكون كالخلوات السابقة، التي بدأت أولاها في باب الشمس، ثم باستراحة ضدنا في الفجيرة، ثم في جبل الظنة بأبوظبي، عام 2007، ثم عام 2010 في قصر السراب بالمنطقة الغربية، وعام 2013 في جزيرة صير بني ياس.. إلى أن وصلت إلى عام 2016 في باب الشمس بدبي، وكلّها بحثت شؤون الوطن والمواطن، وخرجت بنتائج إيجابية، نحصد ثمارها اليوم، بهذا التميّز الذي وصلت إليه الإمارات، على كل الصُّعُد.. وتأتي خلوة اليوم في أحوال استثنائية ليس للإمارات وحدها، بل للعالم كلّه، بهذه الجائحة التي قلبت أمور الناس رأساً على عقب.. لكن الإمارات التي تأبى إلّا أن تكون استثناء على كل المستويات والمقاييس، تجاوزت إلى حدّ كبير، تداعيات هذه الجائحة، وعالجت صعوباتها بكثير من الحكمة والوعي، سواء بإجراءات التعقيم أو الحجر، أو اللقاح.
إذن نحن أمام حدث غير عاديّ، حيث يشارك الوزراء والمسؤولون الحكوميون في الخلوة، وأمامهم في هذين اليومين هدف وضع إطار استراتيجي للرؤية التنموية للدولة خلال الخمسين عاماً المقبلة. وتضم مجموعات عمل تناقش محاور متخصصة تدعم الأولويات الوطنية بخطط ومبادرات تنموية وتحديد المسؤوليات والمستهدفات الاستراتيجية.
وكما قال الشيخ محمد بن راشد: «نريد تهيئة عقولنا وحشد طاقاتنا وتجهيز مؤسساتنا للخمسين.. فالمستقبل يحتاج خططاً استباقية ومبادرات مبتكرة ومهارات جديدة. لأن المستقبل ملك لمن يتخيله ويصممه وينفذه». 
إمارات المستقبل المشرق، تحتاج إلى مهارات جديدة لتحافظ على ريادتها وقصة نجاحها. وتزداد أهمية هذه الخلوة، بأنها تنعقد بالتزامن مع اليوبيل الذهبي للدولة، لوضع النموذج التنموي لدولة الإمارات خلال الخمسين عاماً المقبلة، وحشد كل الجهود والموارد والإمكانات في مختلف الجهات والقطاعات لتصميم منظومات وخطط عمل جديدة، وصولاً لرؤية استراتيجية تلتفّ حولها كل مؤسسات الدولة وفئات المجتمع، وتسهم في أن تكون الإمارات الدولة الأكثر تميزاً والأفضل بجودة الحياة في العالم خلال الأعوام الخمسين المقبلة.
كما عوّدتنا إماراتنا.. التميّز هو شعارها والتفوّق هدفها.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"